Ad

يتابع بلوط، في هذه الحلقة، سرد وقائع لقائه مع مدير العمليات الخارجية فاروق حجازي، في أحد مطاعم بغداد، حيث كلف الكاتب بنقل «عرض مضاد» لواشنطن ردا على «مبادرتها».

«إذا هكذا اتخذ قرار الغزو. قلت والدهشة تملأ فمي وعيني وكل حواسي: يا لها من كارثة... كارثة كبرى».

تجاهل حجازي تعليقي، وقال: نحن الآن أمام مهمة، لك دور كبير فيها. نريدك ان تذهب الى واشنطن حاملاً عرضاً منا. كل المصالح الاميركية النفطية والتعميرية وغيرها لن تكون في مأمن في العراق فحسب، بل ستتضاعف. ان الشركات الاميركية ستعطى الأفضلية القصوى على غيرها من الشركات العاملة، او التي ستعمل مستقبلاً في العراق. هذا على صعيد القطر العراقي. اما على الصعيد العربي، فإننا سنتوافق على حل للصراع العربي-الإسرائيلي، وسنأخذ بعين الاعتبار وجهة النظر الاميركية والمشاريع التي تقترحها. لقد أخذت قيادة الحزب قراراً مهماً وهو ان كل ما توافق عليه منظمة التحرير الفلسطينية نوافق عليه نحن. ستقول لهم اننا اصبحنا نعتبر منظمة التحرير هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني واننا لن نقوم بأي عمل يخالف ذلك. ستقول لهم ان «الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر» عرفات يسعى الى إيجاد حل سلمي واننا نستطيع ان نساعده كثيراً في العثور على هذا الحل. كذلك نستطيع ان نساعد الاميركيين في هذا المجال.

كان عرضا لا يمكن تصديقه، لكنه يتجاهل الحقائق التي فرضها الغزو على الارض الكويتية. وسألت حجازي: وماذا عن الكويت، هل هناك استعداد للانسحاب اليوم أو غداً او حتى بعد غد؟ أجاب حجازي: كما سمعت هذا الصباح، فإننا نعتبر الكويت بمنزلة ولد مفقود أضاع طريقه لفترة طويلة، ثم عاد أخيراً الى أحضان أمه.

قلبت شفتي علامة عدم الرضا وقلت بحزم وحسم: لن تنجح هذه الخطة. قال: لا تستبق الامور. اذهب الى واشنطن. سلّم هذه الرسالة، وارجع الينا بجواب او حتى بملاحظات نستطيع ان نبني عليها موقفا. ما سأقوله لك الآن لا يجب ان يصل الى أسماع الاميركيين، على الأقل في الفترة الحالية: ان احتلال الكويت ليس آية قرآنية لا يمكن تعديلها. هناك أمل في تلافي الكارثة.

للمرة الاولى منذ اجتماع الصباح بدأت أقتنع بوجود أمل. ولفت نظري ان حجازي استخدم كلمة «كارثة» لأول مرة في وصفه احتلال الكويت. من المعقول ان يكون صدام أقدم على احتلال الكويت للتفاوض مع الاميركيين والعرب من مركز قوة. وإذا وجد ان معدته لن تهضم هذه «الأكلة الشهية»، يسير في اتجاه التفاوض للانسحاب لتحقيق الكثير من شروطه. وما قاله لي حجازي يصب في خانة اظهار الاستعداد للانسحاب، وليس اعلان الانسحاب. وهذه في حد ذاتها- بادرة مشجعة على تلافي الكارثة. كذلك يمكن ان تكون مناورة هدفها كسب الوقت وتمييع الموقف الدولي الذي بدأ يستعد لمواجهة الاحتلال وطرد صدام من الكويت. مهما كانت الامور، فإن الموضوع يستأهل التجربة. بعد ان توصلت بيني وبين نفسي الى هذه الخلاصة، قلت لحجازي: هناك أمل صغير. انا أقبل المهمة اذا طلبها مني الرئيس شخصياً.

لم يكن حجازي يتوقع جوابي، وظهرت عليه علامات الدهشة، لكنني تابعت القول: انت تعرف ثقتي العمياء بك. علاقاتنا الشخصية والعائلية تدل على ذلك. لكنني في اجتماع الصباح سمعت منك عبارة ازعجتني عندما قلت «صديقك بوب»، وجعلت أجراس الانذار تقرع بشدة في أذني. أنا لا أريد ان أنتهي كشخص يعمل لحساب الاميركيين، من وجهة نظركم التشكيكية. وأنت تعرف جيداً سهولة وضع اللوم على كتف أحد ثم نقله بسهولة ايضاً الى كتف آخر. لهذه الاسباب أصر على ان يكلفني الرئيس شخصياً بهذه المهمة. انها ورقة ضمان لي وأرجو ألا تأخذها على محمل آخر.

قال حجازي: هذا حقك وليس هناك من مشكلة. لكني أؤكد مرة اخرى ان الرئيس يستسيغ صراحتك التي تصل في بعض الاحيان الى درجة الوقاحة، ويقدر فيك الشجاعة والإخلاص. ما قلته في اجتماع الصباح لا يجرؤ أي عراقي ان يقوله. ولكننا نعرف انك انت كما أنت، ونقدر فيك هذه الميزة، ايجابياً لا سلبياً، بأنك تقول ما في ذهنك من دون خوف او وجل. تستطيع ان تطلب من «بوب» ان يسهل لك الاتصال بالخارجية الاميركية او ببعض اعضاء الكونغرس لنقل رسالتنا. على فكرة، هل ما زلت على اتصال بموراي غارت (أحد رؤساء تحرير «التايم» الذي أجرى أول مقابلة صحافية مع صدام). قلت: نعم. ما زالت خطوطي مفتوحة معه. قال: باستطاعتك الاستعانة به ايضاً.

نحو منتصف الليل، أوصلني فاروق حجازي، مع افكاري المتعبة، الى فندق الرشيد على أمل ان نلتقي في الساعة الحادية عشرة من صباح اليوم التالي. وفي الوقت المحدد دخل حجازي غرفتي في الفندق بصحبة شخصين سبق لي ان قابلتهما في بعض المناسبات. الاول مدير مكتبه والثاني يعمل في مكتب صدام الخاص. أخرج كل منهما دفتر ملاحظاته وراحا يسجلان ما سيقوله حجازي. قال حجازي بلهجة رسمية هذه المرة: لقد طلب مني سيادة الرئيس بصورة رسمية ان أطلب منك الذهاب الى واشنطن للاتصال بمن تراه مناسباً من الاميركيين الرسميين لمناقشتهم في إطار ما تحدثنا به مساء أمس. انه تكليف رسمي. هل انت مرتاح الآن؟ انه تكليف صادر عن الرئيس مباشرة اليك. وهذا التكليف ضُمت ورقته الموقعة من الرئيس الى ملفك الخاص في الرئاسة وفي الجهاز.

لم يكن أمامي من خيار سوى القبول، مع انني كنت آمل ان أقابل صدام وأن أسمع منه التكليف. وأعلنت موافقتي بابتسامة وبنكتة. قلت: هل ملفي الخاص عندكم ضخم؟ ضحك حجازي والآخران وهو يرسم حركة بيديه الاثنتين دلالة الضخامة وقال: كبير مثل هذا. لكن أستطيع ان أؤكد لك انه يحتوي على كل ما يشرفك.

المسافة بين بغداد وباريس منحتني فرصة التفكير العميق بكل ما جرى. كذلك أعطتني مجال وضع استراتيجية التحرك لنقل هذه الرسالة. واتخذت عدة قرارات: ان أكون «وسيطاً» شريفاً، بمعنى ان أنقل ما أمكنني من الحقائق للفريقين الاميركي والعراقي، وأن أتحاشى، قدر الإمكان، اعتماد وجهة نظر فريق من دون الآخر. ان سر نجاح مهمتي يكمن في كسب مصداقية الفريق الاميركي. انها عملية صعبة لكنها ليست مستحيلة. فأنا معروف لدى الوسط الاستخباراتي الاميركي بعلاقاتي بمن يحكم العراق منذ أمد طويل. إذن من واجبي ان أحاول إقناعهم بحقيقة الأمر، وهي ان هذه العلاقات نابعة من قناعة سياسية ولا علاقة لها للكسب المادي. أي انني أعمل مع العراقيين ولا أعمل لهم. والفارق بين «العمل مع» و«العمل له» يفصل بين الصديق وبين العميل. كذلك قررت ان أبتعد في تنفيذ مهمة حامل الرسائل عن «بوب» وما يمثله الا عند الحاجة الضرورية، حرصاً على عدم الوقوع في دهاليز الاستخبارات المظلمة، خاصة الـ «CIA». لذلك كان اول ما فعلته عندما وصلت الى باريس عصر ذلك اليوم الاتصال بموراي غارت. وبدا غارت سعيداً لتكليفي بهذه المهمة، ووعد بأن يستخدم كل ما لديه من اتصالات ونفوذ في واشنطن لتأمين نجاح مهمتي، المحصورة في الدرجة الاولى، بتسليم الرسالة الى اصحابها، ونقل الجواب اذا كان هناك من جواب. وغارت خير من ينقل ذلك، فقد استطاع ان يبني شبكة جيدة من الاتصالات في دوائر مختلفة تصنع القرار الاميركي، او على الأقل تساهم في صنعه. وكان قد استقال من مجلة «التايم» ليعمل في الحقل السياسي، والجزء الكبير من اختصاصاته منطقة الشرق الاوسط بما فيها العراق.

قلت لغارت على الهاتف انني قد وصلت لتوي من بغداد حاملاً عرضاً من صدام بشكل رسمي. وان بغداد اقترحت ان اتصل به لمناقشة هذا العرض قبل تقديمه الى الجهات الاميركية المسؤولة، في البيت الابيض او غيره. بعد ان أبدى سروره واستعداده للمساعدة، سألني: هل زودتك بغداد بأسماء معينة لمقابلتها في واشنطن؟ قلت: عندي حرية الاختيار بناء على نصائحك. سألني: متى ستصل الى هنا؟ قلت: متى تريدني ان أكون هناك. قال: لماذا لا تأخذ اول طائرة. ان الامور هنا في حالة غليان كامل. واتفقنا ان اتصل به بعد اتمام حجز مقعد الطائرة. وعادت مشكلة بوب للظهور امامي. اذا ذهبت الى واشنطن من دون الاتصال به فربما سيعرف ذلك، وربما يعتبرها إهانة شخصية تكون نتيجتها ان أخسر صديقاً وأربح عدواً. ولماذا اللف والدوران. طالما انني قررت ان أكون وسيطاً شريفاً، فان عدم الاتصال ببوب مخالف للقاعدة، بل ينسف المهمة وهي في بدايتها. ان بوب هو الذي بدأ العملية عندما كلفني بنقل العرض الى بغداد، ومن الواجب واللياقة بل والأخلاق ان يكون على معرفة بتحركاتي المستقبلية. ولكن ماذا لو طلب ان أوقف المهمة بكاملها... ماذا لو... ماذا لو...

قضيت ساعتين وأنا أسير في شوارع الدائرة السادسة عشرة الباريسية حيث أقيم أقلب الامور، بيني وبين نفسي، والموضوع: كيف سأعالج مشكلة بوب. وفي النهاية قررت ان ألعبها مكشوفة معه. فليس هناك شيء أخفيه، لا عن بوب ولا عن غارت، ولا عن بغداد. ان اللعب المكشوف أكثر ضمانة للنجاح أو على الاقل لعدم الأذى الشخصي. شعرت براحة كاملة عندما توصلت الى هذا القرار، واتجهت الى أول هاتف في الشارع العام وتحدثت الى بوب. أخبرته بأنني عدت لتوي من بغداد وأنني تعب جداً وبحاجة الى ساعات نوم عديدة، لذلك من الافضل ان أقابله في اليوم التالي. ما قلته له يشكل نصف الحقيقة. والنصف الثاني هو انني رغبت في كسب مزيد من الوقت لأقرر ماذا سأقول له.

في الساعة الثامنة وعشرين دقيقة من صباح اليوم التالي، كان بوب يقتحم شقتي وعلى لسانه ألف سؤال. لقد سبقني الى الصالون وبدأت اسئلته كمدفع رشاش، سؤال إثر الآخر: هل قابلت صدام شخصياً؟ هل سلمته العرض؟ ماذا كان رد فعله؟ لماذا بقيت طوال هذه المدة في بغداد؟ حاولت ايقاف هذا السيل من الاسئلة، فعرضت عليه القهوة والفطور اولاً ثم نتحدث. قال: فلتذهب القهوة والفطور الى جهنم. ثم أخذ دفتراً صغيراً من جيبه ورماه بعصبية على الطاولة معلناً افتتاح «جلسة التحقيق» معي. قلت له: لم أسلم العرض الى صدام يداً بيد، لكن في النتيجة وصل اليه. وشرحت له بالتفصيل ظروف وملابسات الاجتماع الصباحي في الفيللا الخاصة في بغداد، وذكرت له أسماء الحاضرين. ثم رميت القنبلة عندما تحدثت عن موراي غارت وشرحت له الظروف الى ان وصلت الى القول: انني ذاهب غداً الى واشنطن. احدى ميزات بوب الانسانية المحببة هي ان ابتسامته لا تفارق شفتيه أبداً، وانه حاضر النكتة يخلطها مع الحقيقة لدرجة لا يمكن معها فرز الحقيقة عن النكتة. هذا اسلوبه ليس معي فقط، بل مع الجميع. لكن في تلك اللحظة خفض بوب رأسه، واختفت الابتسامة عن وجهه الذي بدا كتمثال شمع جامد. حاولت جاهداً ان أقرأ تعابير جسمه. لا فائدة. انه رجل استخبارات محترف من الدرجة الاولى. لم أجد من الضرورة ان أقول له كل شيء. أخفيت عنه كلام حجازي ان الكويت قطعة حلوى أكلناها وهضمناها. كذلك أخفيت كلام حجازي في «عشائنا السري» معاً ان احتلال الكويت ليس آية قرآنية لا يمكن تعديلها. أخفيت كل ذلك لإبقاء جسر الحوار مفتوحاً. او هكذا اعتقدت. لكنني لم أخف عنه الحقيقة وهي ان صدام يعتقد ان الكويت اليوم اصبحت جزءاً من الماضي الجغرافي. ثم شرحت له بشيء من التفصيل «العرض المضاد» الذي أحمله معي والذي هو سبب اتصالي بموراي غارت وذهابي غداً الى واشنطن. وحاولت ان أخفي تشاؤمي الكامل، فقلت له: الخلاصة التي توصلت اليها في بغداد هي انني وجدت الباب مغلقاً في وجه العرض، لكنني لم أجده موصداً بالقفل وبالمفتاح. لكن بوب لم يخف إحساسه بالخيبة، فقال: مغفل... صدام مغفل كبير. العرض الذي قدمناه هو خشبة خلاص لإنقاذه من الغرق، لكنه يريد ان يغرق. دعه يغرق. دعه يذهب الى الجحيم. ان زيارتك لواشنطن هي لتضييع الوقت، لكن ربما تكون لها فائدة ما، خصوصا انه طلب منك رسمياً القيام بها. وأنا أنصحك، كصديق اولاً وآخراً ان تقوم بها. هل ذكر لك غارت أسماء الذين ستلتقي بهم في واشنطن؟ وعندما أجبت بالنفي، نهض بوب من مكانه وتوجه رأساً الى الباب الخارجي. وفي انتظار وصول المصعد، قال لي: على كل حال، سأقوم بدوري في مساعدتك رغم اعتقادي انك لن تحصل على شيء. لكن نصيحتي لك ان تبقي رأسك منخفضاً. اطلاق النار سيبدأ قريباً.

لم يعرض بوب ترتيب مقابلة لي مع أي شخص في واشنطن. وأنا لم أسأله ان يفعل ذلك.

لم أتمكن من النوم خلال معظم الرحلة من باريس الى واشنطن. السبب ان عقلي كان يدور بسرعة محركات الطائرة. خواطر عديدة، سوداوية في معظمها، كانت تتضارب بعضها ببعض فتحدث انفجارات في داخلي منعتني من الارتخاء. لماذا وضعت نفسي في هذا الموقف؟ هل ستستقبلني واشنطن، حتى ولو فعلت ماذا سيكون رد فعلها تجاه عرض صدام؟ هل واشنطن على درجة من الغباء لفتح باب التفاوض مع صدام بينما جيشه يحتل الكويت، ويهدد في المدى القريب باحتلال المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج؟

ليس سراً ان واشنطن رسمت خطاً أحمر حول منطقة الخليج لدرجة انها كانت مستعدة لخوض حرب عالمية ثالثة ضد السوفييت اذا قفزت موسكو الشيوعية عن حدود هذا الخط، وحققت طموحها القيصري القديم في العودة الى «المياه الدافئة» في منطقة الشرق الاوسط. ثم عاد تفكيري الى العامل الشخصي: هل تعتبرني واشنطن عميلاً لصدام وتتصرف معي على هذا الأساس؟

الحقيقة انني لم أكن عميلاً لصدام في يوم من الايام. بدأت صديقاً مؤمناً به كزعيم عربي بإمكانه ان يعيد الى العرب كرامتهم وعزتهم، وتطورت العلاقة الى ان ألعب دوراً استشارياً في الشؤون العربية، وفي بعض الاحيان الدولية. لكنني لم أتخل عن قناعتي بفلسفة الحرية والديموقراطية، وبالتالي ايماني العميق بأن وصول العرب الى مرتبة التقدم المنشود يمر في مرحلة بناء الانسان العربي على أساس الحرية والديموقراطية. وكيف يمكن ان أكون غير ذلك، وأنا صحافي قوته اليومي حبر الحرية وورق الديموقراطية؟!

ثم رجع تفكيري الى أرض الواقع. مهمتي في الاصل ان أقدم سلبيات بغداد على انها ايجابيات. مهمتي ايضاً ان أصب قليلاً من الماء البارد على نار حامية، وأن أفتح قناة صغيرة من الاتصال بين واشنطن وبغداد. فإذا نجحت نلت الجائزة الكبرى على الصعيد المعنوي. وإذا فشلت، فلن أخسر شيئاً. لقد اكتشفت خلال 40 سنة من عملي الصحفي ان السياسي أو الحاكم السيئ هو من يرى الامور باللونين الابيض والاسود فقط. صدام كان واحداً من هؤلاء. بينما السياسي الجيد هو من يؤمن بأن الطبيعة منحتنا ألواناً كثيرة. فلماذا لا أستخدم، خلال مناقشاتي في واشنطن، أسلوب محاولة تحويل اللون القاتم السواد الى لون رمادي؟ عندما وصلت في تفكيري الى هذه الصيغة، شعرت بالارتياح الداخلي. نظرت من نافذة الطائرة فرأيت اننا بدأنا الاقتراب من الحدود الكندية، فاستسلمت الى إغفاءة قصيرة أيقظني منها صوت ربان الطائرة وهو يعلن ضرورة الاستعداد للنزول في المطار.