بينما تبحث إسرائيل عن حليف أميركي «مخلص» في مرحلة ما بعد الرئيس جورج بوش الذي تنتهي ولايته الثانية في شهر يناير المقبل، قدّم المرشح الجمهوري للبيت الأبيض السيناتور جون ماكين خلال زيارته الى القدس أمس، أوراق اعتماده كحليف حقيقي قد يكون تخطى، في مواقفه، مواقف بعض الإسرائيليين، إذ انه حرص خلال إعلان دعمه الكامل لاسرائيل، على إظهار تأييده لأن تكون القدس عاصمة للدولة العبرية، والتحامه الشديد مع إسرائيل ضد حركة «حماس» وايران و«حزب الله»، رافضاً اي تفاوض مع الحركة الإسلامية في قطاع غزة.
تفهم للعملياتوأكد ماكين انه «يتفهم» العمليات العسكرية التي تشنها اسرائيل في غزة، ردا على سقوط صواريخ على اراضيها، مؤكدا في الوقت عينه رفضه اجراء مفاوضات مع حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع منذ يونيو الماضي.وعن قضية القدس الجوهرية، اعلن ماكين تأييده الاعتراف بالمدينة كعاصمة لاسرائيل، وهي خطوة لم يشأ المجتمع الدولي أبدا الإقدام عليها. وأبقت واشنطن، كما سائر العواصم الاجنبية، على سفارتها في تل ابيب منذ قيام دولة اسرائيل في 1948، وفقا لقرار صادر عن الامم المتحدة.ويأمل الفلسطينيون جعل الشطر الشرقي من القدس الذي احتلته اسرائيل في 1967 ثم ضمته اليها، عاصمة لدولتهم الموعودة.وردا على سؤال في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية عما اذا كان الرد الإسرائيلي مناسباً لمنع إطلاق الصواريخ من قطاع غزة على الأراضي الإسرائيلية، قال ماكين «اعتقد انه إذا وقعت هجمات صاروخية ضد منطقة حدودية في الولايات المتحدة، فإن الشعب الأميركي سيطالب على الارجح بأعمال حازمة جدا ردا عليها».لا للتفاوضوفي ما يتعلق بحماس، اعلن سيناتور اريزونا الذي سبق له ان زار اسرائيل مرارا، انه يعارض التفاوض مع هذه الحركة. وقال «لا بد من إعطائي جوابا على سؤال مفاده كيف يمكنك التفاوض مع منظمة قررت القضاء عليك؟». وأضاف «اذا نجح عناصر حماس وحزب الله (اللبناني) هنا فسوف ينتصرون ليس في الشرق الاوسط فحسب بل في كل مكان، انهم يتطلعون الى تدمير كل ما تؤمن به وتدافع عنه الولايات المتحدة واسرائيل والغرب».وفي ما يتعلق بإيران التي يعتبرها المسؤولون الاسرائيليون العدو الأول لهم، اعتمد ماكين كذلك لهجة حازمة، وقال «اعتقد ان ايران تشكل تهديدا على المنطقة، في نهاية الأمر لا يمكننا السماح برؤية ايران تمتلك اسلحة نووية».وكان ماكين وصل الى القدس مساء امس الأول، في اطار جولة قادته ايضا الى العراق والاردن.والتقى السيناتور الاميركي أمس، وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وزعيم المعارضة اليمينية بنيامين نتنياهو قبل لقائه رئيس الوزراء ايهود اولمرت، وكان أجرى امس الأول، محادثة هاتفية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.وفي ختام اللقاء الذي جمعه مع ليفني، اكد السيناتور الاميركي انه يعتقد ان «الرئيس عباس يريد لعملية المفاوضات مع اسرائيل ان تنطلق. اعتقد انه لا يدعم نوع الأعمال التي تحصل في غزة».بيد أن الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أوضح أن أبومازن أكد لماكين "أنه لا سلام من دون القدس، فهي قضية مركزية للشعب الفلسطيني، وأنه بحسب كل القرارات والمرجعيات الدولية، فإن القدس الشرقية هي أرض محتلة وتندرج كإحدى قضايا المرحلة النهائية».وأعرب أولمرت، خلال اجتماعه مع ماكين، عن شكوكه في إمكان صمود «تهدئة مؤقتة» مع الفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة، وقال إن إسرائيل «لا يمكنها أن تتحمل استمرار إطلاق القذائف الصاروخية على أراضيها وأنها ستعمل في نهاية المطاف على وقفه».ومن المقرر ان يحلق ماكين برفقة وزير الدفاع ايهود باراك على متن مروحية فوق الاراضي الاسرائيلية والضفة الغربية «لتكوين صورة عن المشاكل الأمنية التي تواجهها اسرائيل».«السلطة» في خطرمن ناحية أخرى، حذر كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، من ان السلطة الفلسطينية قد تنهار في حال عدم التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل عام 2008.وقال عريقات، خلال لقاء مع الصحافيين «اذا فشلنا في التوصل الى اتفاق عام 2008 فيمكن ان نمضي الى زوال»، مضيفا ان «تداعيات مثل هذا الفشل لن تنحصر في اسرائيل والسلطة الفلسطينية وانما ستمتد الى كل المنطقة».و أقر المسؤول الفلسطيني بأن شعبية عباس وحركة «فتح» تراجعت بسبب عدم احراز تقدم في عملية السلام كما اظهر استطلاع للرأي أجري في الآونة الأخيرة، واوضح «الناس مستاؤون منا، وتشاؤمهم واستياؤهم يفسر بعدم قدرتنا على الوفاء بما قلناه».(القدس، تل أبيب، رام الله،غزة، القاهرة - أ ف ب ، رويترز،د ب أ، يو بي آي)
دوليات
ماكين يقدم «أوراق اعتماده» إلى إسرائيل... ويلتحم مع تطلعاتها
20-03-2008