في تصريحات من المؤكد أنها ستثير شهوة «حماس» للهجوم على أبومازن و«فتح». قال إيهود أولمرت إن عباس وعده بمقاتلة «حماس» باستمرار. بينما اتجه عباس إلى إطلاق أخطر تصريح له منذ أحداث غزة باعتبار حركة حماس حاضنة للقاعدة، وأنها تسهل دخول عناصر التنظيم إلى قطاع غزة.
أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت في حديث أجرته معه صحيفة «الباييس» الإسبانية ونشر في عددها الصادر امس عدم إمكان قيام مصالحة بين «فتح» و«حماس». وأكد أن المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط هي «الأصولية» لأن «حماس» تمثل قوة تدميرية متطرفة وهي منظمة عسكرية أصولية هدفها هو الاستمرار في المواجهات العنيفة مع إسرائيل. وقال أولمرت إن أبو مازن شهد بنفسه على استعدادهم لقتل الفلسطينيين بدرجة من الوحشية لم أرها في حياتي. وأضاف بقوله لقد أخبرني أبو مازن بكل وضوح أنه لن يكون هناك أبداً سلام معهم (حماس). وانه سيقاتلهم دائماً وأتمنى أن يلتزم بهذا الوعد. وأكد أولمرت أن المشكلة الأساسية في الشرق الأوسط والتي تتجاوز حدوده الإقليمية هي التطرف الإسلامي والأصولية التي تتسم بالعنف. وهو ما أشعل العنف في أفغانستان وباكستان والعراق كما أنه قوام الثورة الإيرانية. وأضاف انه نتيجة لأن إسرائيل هى الدولة الوحيدة غير المسلمة في هذا المحيط الذي يضم أمماً جميعها إسلامية فهي دائماً الهدف الرئيسي لهذه الحركات المتشددة. في غضون ذلك اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حركة حماس بتوفير الحماية لتنظيم القاعدة الارهابي الذي يتسلل حاليا الى قطاع غزة الذي يتعرض للخطر. مؤكدا ان حركة فتح لن تجري اطلاقا اي حوار مع حركة حماس. وقال ابومازن في مقابلة خاصة لشبكة «راي» للتلفزة الايطالية المملوكة للدولة بثتها الليلة الماضية ان «القاعدة» تدخل حاليا الى غزة من خلال «حماس». وان الأخيرة هي التي تحمي القاعدة في غزة. واستطرد عباس مؤكدا أن حركة حماس عبر عناصرها الدمويين أصبحت قريبة جدا من القاعدة. واعتبر أن ذلك يعرض قطاع غزة الى الخطر، داعيا الى مساعدته لمواجهة هذا الخطر. وأكد أن السلطة الفلسطينية «ستعيد توحيد قطاع غزة والضفة الغربية» ووصف ما شهدته غزة خلال الصدامات التي أخضعتها بالكامل لحركة حماس «جريمة في حق الشعب الفلسطيني كله» قاطعا بأن حركة فتح لن تجري اطلاقا أي حوار مع حركة حماس. وفي مؤتمر صحفي في رام الله أمس أعقب لقاءه مع رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي أيد عباس ارسال قوات دولية إلى غزة. وأنكرت حركة حماس بشدة اتهامات عباس. وقال المتحدث باسمها سامي أبو زهري إن عباس يحاول «تضليل» المجتمع الدولي بهدف الدفع نحو إرسال قوات دولية إلى القطاع. من جهته شدد إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال امس على قبول الحوار الوطني كحل وحيد للخروج من الأزمة الفلسطينية الراهنة بعيدا عما أسماه الخضوع للاشتراطات الخارجية والارتهان للإرادات الصهيونية والأميركية. وأكد هنية خلال لقائه مع عدد من أساتذة الجامعات الفلسطينية في مكتبه بمدينة غزة، أن الرهان على إسرائيل والإدارة الأميركية «خاسر ومضيعة للوقت» وأن الحل لا يفرض عليها بأي وسيلة ضغط سواء كانت قوات دولية أم حصارا أو استخدام العنف والقوة. كما شدد على ضرورة أن يكون الحوار «من دون أي شروط مسبقة، وعليه أن يعالج جوهر الأزمة وأسبابها الحقيقية، وألا يكون مع الشخصيات المتورطة في (حالة) الفلتان (الأمني) وفي تأزيم الساحة الفلسطينية». يأتي ذلك في وقت أعلن فيه وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط أمس ان الزيارة التي كان من المقرر ان يقوم بها الى اسرائيل بعد غد مع نظيره الاردني عبد الإله الخطيب لعرض مبادرة السلام العربية تأجلت الى إشعار آخر. وقال ابو الغيط من واشنطن التي يزورها ان الزيارة تأجلت لأسباب إسرائيلية. واضاف أن احد اسباب التأجيل تعود الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي إيهود أولمرت لديه ارتباطات إذ يبدو أن التوقيتات التي اقترحت عليه لم تكن مناسبة على الرغم من أنه سبق أن قبلها. وفي الأثناء دعا مصطفى البرغوثي وزير الإعلام الفلسطيني السابق والأمين العام لتجمع المبادرة الوطنية الفلسطينية امس القوى والشخصيات ومؤسسات المجتمع المدني على الساحة الفلسطينية إلى الانضمام إلى مبادرة لتسوية الأزمة الداخلية سيجري تقديمها إلى الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء المقال إسماعيل هنية وسلام فياض رئيس حكومة الطوارئ وعزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي. وقال في مؤتمر صحفي في مدينة رام الله إن تجمع «المبادرة الوطنية» الذي يقوده والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين «وضعا خطة على شكل مبادرة وطنية لوقف الصراع بين «حماس» و«فتح» الذي انفجر في 14 يونيو في غزة». وأكد البرغوثي أن الفصيلين حاولا ضم قوى أخرى إلى المبادرة لكن الأمر لم يكتمل بعد قائلا «الأغلبية الصامتة في المجتمع الفلسطيني لا تريد الاستقطاب وتؤكد أن هناك خيارا آخر غير الصراع القائم بين حركتي فتح وحماس» ومن جانبها ، قالت خالدة جرار عضوة المكتب السياسي للجبهة الشعبية وممثلة كتلة أبو علي مصطفى في البرلمان «إنه رغم الصراع بين حركتي فتح وحماس يبقى الصراع الأساسي بيننا وبين الاحتلال». وتلت جرار بنود المبادرة وهي «الوقف الفوري لكل أشكال التعبئة الداخلية والتحريض الإعلامي عبر وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة، والتراجع عن نتائج الحسم العسكري الذي لجأت إليه «حماس» في قطاع غزة، وحل حكومة الوحدة التي ترأسها إسماعيل هنية وحل حكومة الطوارئ التي يترأسها سلام فياض». من جهة أخرى قال جمال نزال الناطق باسم حركة فتح في الضفة الغربية امس إنه ليس بإمكان السلطة الفلسطينية سوى الضغط سياسيا وماليا على حركة حماس لإنهاء «انقلابها» في قطاع غزة. وأوضح نزال في تصريحات صحفية أن «حكومة سلام فياض التي عينها الرئيس محمود عباس في يونيو الماضي هي التي تدفع وحدها رواتب الموظفين لدى السلطة الوطنية في غزة وحماس تقف بيدين خاويتين لا تملك مستقبلا لتعرضه على الشعب الفلسطيني».
دوليات
عباس يتهم حماس باحتضان القاعدة ويجدد المطالبة بقوات دولية
11-07-2007