تحليل مستقبلي لكيف اجتمعت المناورات السياسية للخوف، والسرية، والمحاباة، والتعصب الأعمى، مع انحطاط الرأي العام، لخلق بيئة معادية للمنطق بصورة خطيرة.

Ad

بحلول الوقت الذي أمر فيه الرئيس جورج دبليو بوش القوات الأمريكية بغزو العراق، كان 70 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن صدام حسين كان ضالعاً في اعتداءات الحادي عشر من سبتمبر. كان الناخبون في أوهايو، عند سؤالهم من قبل مستطلعي الآراء عما كان يلتصق في أذهانهم أكثر بخصوص الحملة الانتخابية، كانوا يذكرون الإعلانين المتلفزين اللذين أطلقهما بوش لإذكاء روح الخوف من الإرهاب.

نحن نعيش في عصر يمثل فيه الإعلان المتلفز الذي لا تزيد مدته عن 32 ثانية أشد قوة لتشكيل فكر الناخبين، كما أن أميركا واقعة بين أيدي إدارة أقل اهتماماً من أي من سابقاتها بإظهار الحقيقة لمواطنيها. وفي السياق ذاته، برغم كونه أكثر أهمية، عدم اكتراث هذه الإدارة بالعملية التي يتم من خلالها التثبت من الحقيقة، أي أسس التعليل المنطقي المرتكز على الحقائق، وأولها تبني الدراسة المنفتحة التي يمكن من خلالها أن تؤدي الحقائق غير المتوقعة وحتى غير المريحة، إلى استنتاجات غير متوقعة.

كيف وصلنا إلى هذا الحد؟ وما حجم الضرر الذي لحق بآلية عمل ديموقراطيتنا ودورها كقيّم على أمننا؟ لم يكن هناك وقت أسوأ من هذا بالنسبة إلينا لنفقد قدرتنا على مواجهة واقع تحدياتنا الطويلة الأمد، من الأمن القومي إلى الاقتصاد، ومن قضايا الصحة والرخاء الاجتماعي إلى البيئة. وكما يوضح كتاب «التهجم على المنطق»، لدينا قليل من الوقت، أثمن من أن نضيعه.

يتمثل الهدف الأكبر لآل غور من هذا الكتاب في تفسير كيفية تطور الرأي العام نفسه إلى مكان ملائم لأعداء المنطق، ليجعلنا أكثر وعياً بالقوى الفاعلة في أدمغتنا، وليوصلنا إلى فهم لما يمكن فعله، أفراداً وجماعات، للمحافظة على دور المنطق وحماية مستقبلنا.

يستند المؤلف إلى خبرته السياسية الطويلة، وكذلك إلى تجربته كخبير في العديد من المجالات، وبذلك يسطر غور إعلانا بعيد النظر وقويا من أجل تفكير واضح.

الناشر: مطبعة بنجوين - مايو 2007