عادل إمام... من الحارة إلى السفارة 24 فيه إيه؟.. مين دول؟.. لم أتخيل أن أجد من يقف في وجهي ويقول أنت ضد البلد، وضد الإسلام!!
من الحارة إلى السفارة مشوار كفاح طويل لم يكتبه عادل إمام بعد.. صخرة أشبه بصخرة سيزيف حملها الفتى الفقير بدأب من السفح إلى القمة، لقد صار ابن الحارة الشعبية نجما لامعا وسفيرا لأشهر منظمة دولية في التاريخ الحديث.. الطفل المشاغب المولود في مطلع الأربعينيات من القرن الماضي وسط أجواء الحرب والفقر والقمع العائلي صار زعيما، ثريا، صانعا للأخبار، زادا للشاشات وهدفا للعدسات.لم تكن الرحلة سهلة، ولم تكن قدرا عبثيا، كان عادل يعرف أن صخرته من الممكن أن تتدحرج إلى أسفل في لحظة ليبدأ الرحلة من جديد إذا استطاع، لذا كان يحسب خطواته ولايضع قدمه إلا على أرض صلبة، ومع كل هجوم يتعرض له، لم يكن يرتكن أبدا إلى ماحققه من نجومية أو ثروة أو شهرة او علاقات، كان يفكر بنفس البساطة التي بدأ بها مشوار الحفر في صخر الواقع.. كان يستعيد عزيمة البدايات، ويفكر في الاحتماء بالناس قبل أن يفكر في التوسل لـ»زيوس»
في هذه الحلقات نتعرف على التفاصيل الأسطورية لرحلة عادل إمام، ليس باعتبارها حكايات مسلية عن حياة نجم كوميدي مشهور، ولكن باعتبارها ملحمة تحكي عن حياتنا نحن أكثر مما تحكي حياة عادل وحده.. إنه قصة مجتمع بالكامل، مرآة نرى فيها أنفسنا ونتابع صورة الأب المتسلط والأم الحنون الحامية في صمت، والواقع القاسي، والقدر الذي يضن ويعطي وفق معادلات ولوغاريتمات غامضة، وشيفرات القوة التي نستهين بها قبل ان تفاجئنا بالكثير والكثير وفي مقدمتها الصبر والدأب والأمل..ومن دون تبجيل أو تقليل تعالوا نتعرف مع عادل إمام على مشاهد وخبرات من حياته نعتقد أنها أعمق كثيرا مما قدمه من شخصيات فوق خشبة المسرح وعلى الشاشة.في الحلقات السابقة تعرفنا على جوانب من شخصية الزعيم كما تعرفنا على عوامل التكوين الأولى، وجانب من المعارك التي خاضها سفيرا وزعيما ونجما، والمعالم الرئيسية في مشواره الفني، ووصلنا إلى نوعية أدواره التي ركزت على فكرة صدام الفرد مع السلطة بقوانينها، والعلاقة بين البطل والقيود سواء داخل السجن او في مجتمع محكوم بعلاقات أكبر من قدرة الفرد نفسه، كما لو اننا نتابع مصير أبطال الكاتب التشيكي فانز كافكا، ولكن في النسخة الشعبية المصرية، كما رأينا في شخصيات «حسن سبانخ»، «سيد كاباكا»، و»رمزي» و»عرفة»، و»حنفي»، و»فهمي عبد الهادي»، و»هيمة»، و»عادل عيسى» في أفلام «الأفوكاتو»، و»مسجل خطر»، و»الجحيم»، و»الهلفوت»، و»حنفي الأبهة»، و»حتى لايطير الدخان»، و»المولد»، و»الغول»، ونستكمل في هذه الحلقة متابعة المصائر الغريبة لشخصيات عادل إمام الخارجة على القانوننبدأ بدور الضابط وحيد في فيلم «النمر والأنثى» الذي اعتبره النقاد على سبيل التندر أول فيلم هندي في السينما المصرية، نظرا لطول مدة عرضه وتشعب قضاياه، ومنذ اللقطات الأولى ظهر الضابط وحيد (عادل إمام) مغرما بدور صلاح ذو الفقار في فيلم «الرجل الثاني» من إخراج عز الدين ذوالفقار عام 1961، حيث استعان المخرج سمير سيف بمشاهد متعددة من الفيلم من خلال متابعة ضابط الشرطة وحيد للفيلم في التليفزيون.والمفروض أن «وحيد» سيذهب في مهمة رسمية مع فتاة ليل (آثار الحكيم) تم إعدادها لتقوم بدور زوجته، ودور الإبنة المفقودة «ياسمين» لزعيم العصابة الخارج على القانون (أنور اسماعيل).وهذا الشرطي يجد نفسه يعيش في جو أسري مشحون بالتوتر والقلق من أجل محاولة الإيقاع بالمجرم وحين يتم اكتشاف أمره تبدأ عصابة المجرمين في مزج المخدرات بالقهوة التي يتناولها الضابط حتى يصبح مدمنا خلال أسبوع واحد، ويأخذ الفيلم فترة طويلة من مدة عرضه في تصوير آثار الإدمان، وبرغم ذلك يتعافى الشرطي على طريقة الأفلام الهندية ويبدأ في مطاردة المجرمين.الثالوث الجديددخل عادل إمام مرحلة جديدة مع بداية التسعينات في ظل تعاون ثلاثي مشترك مع كاتب السيناريو وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، وهو تعاون بمثابة مرحلة تحول واضحة دخل من خلالها عادل إمام إلى مرحلة أكثر نضجاً، ووعياً بالقضايا الاجتماعية والسياسية واستطاع هذا الثالوث أن يقدم أفلاماً تطرح مشاكل سياسية ساخنة تجاوزت الرؤية الثنائية القديمة لوحيد حامد، التي تمثلت في الاختيار الإجباري (الظلم أو العنف) حيث يجد المواطن العادي نفسه أمام خيار واحد يتمثل في الاستسلام للظلم، أو اللجوء للسلاح والعنف، مثلما حدث لشخصية الصحفي عادل عيسى في فيلم «الغول»، وشخصية صلاح في «حب في الزنزانة»، وأيضاً لشخصية عرفة في نهاية فيلم «الهلفوت»، وكذلك معالجة قضية الثأر في فيلم «الإنسان يعيش مرة واحدة»، لذلك يمكن القول أن هناك مرحلة جديدة تمثلت في رباعية عادل ووحيد في النصف الأول من التسعينيات وهى على التوالي «اللعب مع الكبار» عام 1991، و»الإرهاب والكباب» 1992، «المنسي» عام 1993، ثم «طيور الظلام» 1995، وكلها من إخراج شريف عرفة، ولا يمكن اعتبار أن هذه الأفلام بمثابة تحول لدى وحيد حامد، قدر ما هى تحول واضح في اتجاه عادل إمام وشريف عرفة أيضا، فقبل هذه الأفلام الأربعة، كان وحيد حامد يتطرق لهذه القضايا التي تصطدم بالسلطة التفنيذية وجهاز الشرطة، كما في أفلام «البريء»، و»التخشيبة» و»ملف في الآداب»، و»الهلفوت»، وغيرها،إذن، هذا الخط من هموم وحيد، لكنه أخذ معه هذه المرة عادل إمام وشريف عرفة ليستكمل معالجة موضوعه الدرامي الأساسي، من خلال شخصيات مثل «حسن بهنسي بهلول» الشاب العاطل، الذي يدخل في علاقة مع مباحث أمن الدولة ضمن أحداث فيلم «اللعب مع الكبار»، وكذلك المدرس أحمد الذي يجد نفسه فجأة متورطا في عملية إرهابية غير مقصودة في فيلم «الإرهاب والكباب»، حيث يقوم باحتلال مبنى مجمع التحرير في وسط العاصمة المصرية، وهو حادث خطير يزعج السلطات، ويدفع وزير الداخلية نفسه للحضور، ومعه معاونوه من أجل حل هذه المشكلة، وكذلك دور يوسف عامل التحويلة المنسي في السكة الحديد، الذي يجد نفسه في مواجهة دموية مع حيتان المال والصفقات المشبوهة، وفي «طيور الظلام» يعود لعالم المحاماة السري بعد «الأفوكاتو»، لكنه بدلا من الدخول من باب الاقتصاد يدخل هذه المرة من دهاليز السياسة وكواليسها العجيبةوفي النصف الأول من التسعينات بدا ثالوث وحيد/عادل/شريف متفاهماً، ومصمما على اقتحام الأحداث السياسية بجرأة.وفي «اللعب مع الكبار» يقدم عادل دور «حسن بهنسي بهلول» بأداء حائر بين الواقعية والفانتازيا، فهو شاب عاطل بعد تخرجه من الجامعة، يسعى إلى محاربة الفساد بطريقة غريبة، حيث يدعي أنه يحلم بما سيقع في المستقبل، ويذهب بنفسه إلى جهاز مباحث أمن الدولة للتحذير من حوادث ستقع في المستقبل القريب، مثل احتراق مصنع، أو محاولة اغتيال مسؤول، وهكذا..ومن هنا تبدأ علاقة مركبة ومعقدة بين المواطن اللغز حسن، وبين ضابط أمن الدولة المتفهم معتصم (حسين فهمي)، في حين نرى الصورة العنيفة للضابط الشرس من خلال شخصية نقيضة جسدها الراحل مصطفى متولي زوج شقيقة عادل في الواقع، وأحد الممثلين الذين لازموه كل أعماله الأخيرة تقريبا، مع نجم الأداء الواقعي أحمد راتب اكثر المشتغلين مع الزعيمومع الأحداث نكتشف أن حسن بهلول ليس نورانيا ولا مطلع على الغيب، ولكنه يستعين بصديق يعمل في أحد مراكز الاتصالات الحكومية، ويعرف هذه المعلومات من خلال التنصت على هواتف عددا من المسؤولين ورجال الأعمال الفاسدين،، وفي مشهد النهاية يتم اغتيال الحالم «علي الزهار» الذي قام بدوره محمود الجندي، وسط صرخات حسن بهلول «هاحلم.. أنا بحلم» وتعلو صرخاته فوق صوت الرصاص الذي أودى بحياة صديقه، ربما ليتطهر الفيلم من فكرة التجسس غير المشروع فيلقى الزهار جزاءه، ويظل حسن يصرخ معلنا قدرته على الاستمرار في الحلم وقد كان فيلم «اللعب مع الكبار» أول فيلم يدخل المقر الشهير لمباحث أمن الدولة المصرية في ميدان لاظوغلي ليكشف نماذج من العاملين هناك في هذا الجهاز الحساس، وقد زاد هذا الفيلم من الشائعات التي تحدثت عن ارتباط عادل بأجهزة الدولة ووزارة الداخلية، لذلك تسمح له بما لايتسمح به لغيره من أهل السينما، وقد ساعد على تأكيد هذه الشائعات أن الفيلم التالي للثالوث اقترب أكثر من نفس الدائرةً، ودخل أروقة وزارة الداخلية، بل وتجاوز غرف ومكاتب مباحث أمن الدولة، إلى شخصية وزير الداخلية نفسه، في فيلم «الإرهاب والكباب» الدخول إلى مجمع التحرير الذي تمتلك فيه الوزارة العديد من الإدارات، مثل مكافحة الآداب والجوازات والحراسة، ولذا فلابد لوزير الداخلية أن يأتي بنفسه لمفاوضة من قاموا بالاستيلاء على المبنى في أول حادثة من نوعها.ولاشك أن الفكرة المتخيلة التي قدمها وحيد حامد مبتكرة، وتعد بالغة الجرأة، كما أنه وجد نفسه أمام معادلة صعبة، فدخول مجمع التحرير في وضح النهار يعنى وجود العديد من النماذج البشرية، التي تثري الدراما، حيث يبدو احمد (عادل إمام) مجرد ذرة صغيرة في الموجات البشرية التي تتدفق إلى المبنى العملاق يومياً من أجل مصلحة بسيطة، ويعانون من الإجراءات القانونية الروتينيةوفي البداية يصطدم أحمد مع موظف ملتح في صورة المتدين يعطل مصالح المواطنين بحجة الصلاة، كما يصطدم مع زميلته التي لا تكف عن الثرثرة في الهاتف في أمور شخصية تافهة، ويكشف الفيلم أن هذا يحدث كل يوم فأحمد يستأذن من عمله ويأتي إلى هذا المكان أكثر من مرة لإنجاز مهمة نقل أولاده للمدرسة، وفي المجمع هناك العشرات من هؤلاء المصريين المحبطين، بداية من جندي المراسلة لضابط كبير يتعامل مع جنوده بإزدراء واحتقار ثم بنات الهوى اللاتي يتم القبض عليهن وشمعى أحد الضباط لإجبار إحداهن على الاعتراف وإلا ورطها في قضية خطيرة وهناك ماسح الأحذية الهارب من الثأر في الصعيد، ويجد هؤلاء وغيرهم لحظة مناسبة للانفجار الذاتي والتنفيس عن مكبوتاتهم بالاستيلاء على المجمع.ويفرد الفيلم مساحة درامية واسعة لأسباب الإحباط التي أصابت أحمد، وبالتالي عندما يواجه الموظف الملتحي ينضم إليه الكثيرون ويتعاطفون معه، وفجأة يجد نفسه متورطا في حادث احتجاز ويتم التعامل معه باعتباره إرهابيا.ولا يبدو الفيلم كأنه في صدام فقط مع التطرف الديني، بل مع كل تطرف، التطرف الإداري والتطرف في السلوك العام، مثل سلوك فتيات الليل، اللاتي يبعن أجسادهن من أجل المال، فمن جانب هناك ذلك الموظف الذي لا يمارس عمله، وذلك الضابط الكبير الذي يمارس يمتهن كرامة جنوده، والملتحي الذي يسيء لقيم العمل، وكبار ضباط الشرطة ومساعدي وزير الداخلية الذين ظهروا بشكل كاريكاتوري في ملامحهم وشكلهم العام، على عكس وزير الداخلية نفسه (كمال الشناوي)، الذي بدا رجلاً طيباً معتدلا لا يميل إلى استخدام العنف ويحترم آراء الشعائر الدينية ويمارسها وهو في النهاية يختار الحل السلبي.ويبدو الوزير هنا أيضاً في حالته الإنسانية، وهو يردد في أسى «يعني الوزير مايسمعش خبر يسر النفس أبداً؟.. كلها أخبار من النوع ده؟»..، ويترك مكتبه من أجل التفاوض مع إرهابيين مجهولين لا يعرف حدود قوتهم، بل ويتعجب من مطالبهم الغريبة والتي تتمثل في «الكباب» ويردد الحوار أولاً حافظاً على دماء المواطنين.وأهمية هذا التصور لوزير الداخلية لآنه يعطي توازناً بين ما يريد الفيلم أن يقوله، فهو يرى أن الوزير الذي يبدو في أحسن صورة لا يشترط أن يكون مساعدوه بنفس الشكل، وبشكل عام فإن المواجهة هنا تبدو هادئة، رغم محاولات رجال الأمن اقتحام المبنى أكثر من مرة، ورغم خراطيم المياه لصد الاقتحام ثم تفجير أنبوبة بوتاجاز فإن الأمور انتهت بسلام فقد حدث تعاطف بين الرهائن والمجموعة المسلحة وتبدو المطالب شخصية، لذا فإنه عندما تم إطلاق سراح الجميع، وخرجوا معا من مبنى المجمع في حراسة رجال الشرطة ويقف أحمد ليردد على سؤال لأحد الصحفيين أنت كنت في المجمع بتعمل إيه؟ فيقول: كنت رايح أنقل أولادي لمدرسة قريبة من بيتي بينما يخاطب قائد قوة الاقتحام الوزير قائلاً: ليس في المبنى أي إرهابيين، ماسح الأحذية وجندي المراسلة في مكانهما المعتاد فقط.. وينتهي الفيلم بطريقة النهاية السعيدة وحواديت الشاطر حسن وست الحسن والجمال، كأننا أمام جهاز أمن كرتوني من الممكن أن يترك كل الناس تخرج ولايقبض على الإرهابي الذي أثار كل هذا الذعر!!بعد «الإرهاب والكباب» دخل عادل إمام مع رفيقيه وحيد حامد وشريف عرفة ميدانا آخر للمواجهة في فيلمي «المنسي»، و»طيور الظلام»، وبينهما صمم على انتاج أكثر أفلامه إثارة للخلاف والضجة، وهو «غلإرهابي» الذي كتبه لينين الرملي وأخرجه نادر جلال بعد اعتذار سمير سيف حتى لايثير ضده الشبهات باعتبارها قبطيا، وفي «المنسي» عاد عادل ووحيد إلى الصدام من جديد مع رجال الأعمال، فيما دخلا بجرأة دهاليز المحاماة وكواليس السياسة في «طيور الظلام». المهم أن بهذا الكم من الأفلام يمكن أن نحس أن الشخصيات التي جسدها عادل إمام لم تأتي من قاع المجتمع كاملة، وإنما ارتدت طاقية الفلاح فوق ملابس رعاة البقر، مثل تلك الشخصية التي جسدها في فيلم «عنتر شايل سيفه» فالفيلم مقتبس من فيلم تركي حول فلاح سافر إلى ألمانيا وهناك وجد نفسه يعمل في أفلام إباحية، وقد أقتبس الفيلم قصة هذا الفلاح وأضاف إليها الكثير من السمات المصرية مثل سذاجة الفلاح الذي يلقى بنفسه في النافورة كي يجمع الأموال التي يلقيها السائحون من أجل أن يقتات، والأمثلة على ذلك كثيرة.لعب عادل إمام مختلف الأدوار من «النشال» في فيلم «المحفظة معايا»، إلى «الوزير» في «التجربة الدانماركية»، والصحفي في فيلمي «ليلة شتاء دافئة» و»الغول» كما جسد شخصية الطالب في «رجل فقد عقله»، و»على باب الوزير»، و»2على الطريق»، وحتى لايطير الدخان»، و»خللي بالك من عقلك»، وجسد شخصية المهندس في فيلم «كراكون في الشارع» ورأيناه محامياً في «خللي بالك من جيرانك»، و»الأفوكاتو»، و»طيور الظلام»، كما عمل موظفاً عادياً أو مدرسا في أفلام عديدة من «مراتي مدير عام»، وحتى «الإرهاب والكباب» مرورا بعدد كبير من الأفلام مثل «الإنسان يعيش مرة واحدة»، و»غاوي مشاكل»، و»زوج تحت الطلب»، وظهر كعامل في إحدى ورش صناعة الأحذية في فيلم «الحريف»، وتجاوز الشخصيات البشرية ليلعب دور واحد من الجن في فيلم «الإنس والجن».مصر لا يمكن «تكشر» أبدابعد الضجة التي أثارها عادل إمام بأفلامه التي واجهت ظاهرة التطرف الديني، والإرهاب بشكل عام، ثارت ضده ضجة كبيرة، واجهها بالعديد من التصريحات التي أعلن فيها التحدي، وهذا بعض مما قاله ردا على الحملات التي تعرض لها:** عايزين إيه أكثر من كده؟.. فيه إيه؟.. مين دول؟.. لازم يبقى فيه حدود لازم المسائل تنتظم أنا متصور أنى أقدم فيلم خدمة لبلدي وناسي وهذا واجبي، ولم أتخيل أن أجد من يقف في وجهي ويقول أنت ضد البلد، وضد الإسلام حاجة مدهشة أسهل حاجة انهارده أننا نكفر بعض ففي الفيلم لم نتكلم عن الإسلام وإنما تكلمنا عن هؤلاء اللذين يستغلون الإسلام في أغراض سياسية بهدف الوصول للسلطة، ولو هناك من يري أنه ضمن شخصيات الفيلم أو أننا نلمح عليه يقول ذلك وفى هذا الوقت سوف نقدمه للمحاكمة على الفور لأن كل أبطال الفيلم مفسدون وفاسدون.** لا أعرف ما الذي يحدث.. نحن لم نعش مرحلة كهذه أبدا.. حجر على الفن والإبداع، قيود على الكلمة، تطليق رجل من زوجته باسم الدين.. أي دين هذا.,, ألسنا مسلمون أيضا؟.. نحن متشددون دينيا ونعشق ديننا ونحترمه، لكن اليوم أي شخص يحب عمل شهرة لنفسه يرفع قضية ويهدم كل ما فعله المفكرون العظام من رموز حركات التنوير في بلادنا، ويعتقد البعض أن هذه هي الديمقراطية وهذه ليست ديمقراطية على الاطلاق إنما هي ديكتاتورية فالبعض يريد أن يجعل الإسلام ملكا له وهذا لن يكون أبدا** نحن نعيش في وسط أشياء غريبة، ولا نعرف إحنا رايحين فين؟.. غابات من الذقون واتجاهات متطرفة وفكر أسود عمرنا ما سمعنا عن هذه الأشياء، ولا رأينا من هؤلاء وما هى وثقافتهم؟.. من أعطاهم هذا الحق؟.. ومن قال إننا يمكن باسم الإسلام أن نقتل ونذبح الأطفال والأبرياء؟ لماذا نجد مواطنا قاعد في المحل بتاعه في حاله، وفجأة يدخل مواطن مثله ويفرغ فيه 30 رصاصة؟.. ليه؟.. علشان الأخ الثاني القاتل مسلم والقتيل مسيحي مثلا؟.. أو مسلم مش على مزاج القاتل؟!! ** نحن في فيلم «طيور الظلام» تعرضنا لمحام متورط فى قضايا الاغتيال والعنف وطبعا وحيد لم يكتب هذا من خياله بل وهو واقع وثبت بحكم المحاكم أن هناك بعض المحامين الذين تورطوا مع هؤلاء الإرهابيين و لابد من معرفة الناس كلها.. إننا أكبر من أن نهاجم شخصا إنما نحن نهاجم تيارات، واتجاهات، وبمعنى أدق نحن ننتقد بهدف أن نقدم مجتمعنا وهذا هو شعار الفن دائما والسينما المصرية طول عمرها هي المعارضة الحقيقية الموجودة في البلد وعايز حد يقولي عن فيلم مصري واحد اتعمل مخصوص للحكومة.. إن ما يحدث يسمى عدم أخلاق!..