Ad

رسالة إلى كثير من أعضاء مجلس الأمة: لقد قسمتم البلد إلى حضر وبدو، وسنة وشيعة، وموال وعميل، ومسلم وكافر، وفاسد وصالح، في وقت فيه البلد أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاون. تلك الوحدة الوطنية التي تجلت في حركة تغيير الدوائر الانتخابية بقيادة شباب البرتقالي وأوصلتكم إلى هذا المجلس... للأسف. فأين العقل في ذلك؟

أثار كثير من أعضاء مجلس الأمة الموقر زوبعة استنكار حول اختيار الحكومة مصطلح «عقلاء المجلس»، والأجدى أن ترتفع معنوياته لأن هنالك مَن يعتقد بوجود «بعض» العقلاء رغم الأدلة العملية عكس ذلك.

أعزائي أعضاء مجلس الأمة... لقد وصل الأمر بنا- الشعب الذي أخطأ بانتخاب بعضكم- أن نتمنى حل المجلس لنتخلص من تصريحاتكم وتصرفاتكم التي وضعت العصا في كل عجلة خير في هذا البلد. وجاء اليوم الذي أخذنا نراهن على الحكومة لتنصفنا وتدافع عن حقوقنا، وهذه محطة تاريخية في تاريخ بلدنا الديموقراطي الحر. أبعد هذا كله تعتقدون أنكم العقلاء؟

قسمتم البلد إلى حضر وبدو، وسنة وشيعة، وموال وعميل، ومسلم وكافر، وفاسد وصالح، في وقت فيه البلد أحوج ما يكون إلى الوحدة الوطنية والتكاتف والتعاون. تلك الوحدة الوطنية التي تجلت في حركة تغيير الدوائر الانتخابية بقيادة شباب البرتقالي وأوصلتكم إلى هذا المجلس... للأسف. فأين العقل في ذلك؟

شككتم بولاء ووطنية بعضكم بعضاً. وأججتم ناراً أنتم أول مَن سيحترق بها، وكسرتم تحالفاتكم بالسرعة والانتهازية نفسيهما التي بنيتموها فيها. كررتم من دون تفكير أو تحليل روايات أمن الدولة رغم أن أحزابكم معرضة في أي لحظة أن تكون «أحزاباً محظورة» أيضاً، وينتهي بكم المطاف حيث يقبع إخوانكم الآن. فمن عاقلكم يا سعيد؟

شجعتم الشراهة الاستهلاكية ودافعتم عن سوء التخطيط المالي، وتغاضيتم عن جشع التجار وحرب الأسعار، وجهلتم مبادئ الاقتصاد وأساسيات اتخاذ القرار، وحملتم الميزانية أعباء لن تظهر أعراضها إلا بعد تقاعدكم المريح على حساب الدولة. فهل هذا غباء أم «خباثة»؟

أعزائي .. هل هي غيبة عقل أم نومة ضمير؟ فلكل داء دواء...