دعوني أعقب... والعاقبة لـ الشعبي

نشر في 23-01-2008
آخر تحديث 23-01-2008 | 00:00
 سعد العجمي

سيد عدنان لا يشبه أحداً إلا نفسه ومَن ساوره أدنى شك في ذلك فليعد بالذاكرة إلى استجواب يوسف الإبراهيم. ومَن يشكك في أن أحمد لاري حربة من الحراب المصوّبة إلى رموز الفساد فعليه أن يعود إلى مضابط المجلس البلدي. أما حسن جوهر فإن الحديث عن مواقفه منذ تشرفه بتمثيل الأمة فسيكون من باب «المعروف لا يُعرّف».

سأبدأ من حيث انتهى النائب الفاضل، لاقول له إن مكانة النواب الثلاثة بالنسبة لي لا تقل عن مكانتك يابوحمود إطلاقاً، فهذا الثلاثي وكما أثبتت التجارب في أحلك الظروف، لا يداهن ولا يراوغ فيما يتعلق بقضايا المال العام والمكتسبات الدستورية كما هو ديدن الكتلة، أما عدا ذلك من قضايا فهي تخضع للاجتهاد والتقدير وتحتمل الاختلاف في وجهات النظر.

أي سيد يا «بوحمود» من شمال الكويت إلى جنوبها يشابه «سيد عدنان»؟ لا أحد. فسيد عدنان لا يشبه إلا نفسه ومَن ساوره أدنى شك في ذلك فليعد بالذاكرة إلى استجواب يوسف الإبراهيم ليدرك أن ليس كل «سيد» سيداً. ومَن يشكك في أن أحمد لاري حربة من الحراب المصوّبة إلى رموز الفساد فعليه أن يعود إلى مضابط المجلس البلدي ليكتشف كم كان ولازال «أبومحمود» مدافعاً شرساً عن المال العام ومكتسبات الشعب. أما حسن جوهر فإن الحديث عن مواقفه منذ تشرفه بتمثيل الأمة فسيكون من باب «المعروف لا يُعرّف».

وفيما يتعلق بجزئية «الصهيل»... فإنني يا عزيزي مسلم لم أربط بينها وبين النواب الثلاثة، بل ربطتها بـ«نائحات المأتم» الذين يكفرون بديموقراطيتنا عند كل استجواب أو مسألة سياسية، وبمزوري الحقائق الذين يقلبونها رأسا على عقب لتحقيق مصالحهم، وربطتها كذلك بكُتّاب الغفلة ممن يصفونكم ويصفوننا بالصبيان، ولم أكن أقصد النواب الثلاثة، فإن كنت، بصوتك العالي بالحق، «تصهل» فهم يزأرون أيضاً.

أما موضوع المسلسل وحسن نصرالله والمقاومة فإنني أوردتها كحالة خاصة للاستدلال بها على ما تبذله أيها الفارس من أجل التكتل الشعبي، وهو بذل لا أشك لحظة أنه ينسجم مع قناعاتك ومبادئك.

على كل لقد كان ردك هذا يا «ضمير الأمة» ويا «صوت الشعب» فرصة لإيضاح بعض الحقائق لمَن في قلوبهم مرض من جماعات «الردح السياسي»، فانت تعرف يابو حمود أنه لا تجمعنا معك ولا مع نواب الشعبي كافة أي مصلحة، عدا تلك القناعات والمبادئ التي تقوم على تقديم مصلحة الكويت وأهلها على ما سواها، تلك المبادئ التي تجعل الدستور والمكتسبات الشعبية بالنسبة لنا خطاً أحمر لا يمكن السماح بالاقتراب منهما أو العبث بهما.

قليلون هم الذين يعرفون أنني طوال معرفتي بك لم أزرك في ديوانك إلا مرة واحدة لتهنئتك بحلول شهر رمضان، كما أنني لا أذكر أنك زرتني إلا قبل عامين ليلة زواجي، عدا لقاء في عشاء جمعنا العام الماضي، وإن «كنت ناسي فذكرني» يابوحمود، كما هي الحال لبقية أعضاء «حشد» الذين لا أذكر أنني زرت أحداً منهم في ديوانه أو التقيته خارج مجلس الأمة.

ندرك ياعزيزي مسلم حجم الضغوطات والإزعاجات التي تتعرضون لها كنواب في التكتل بسبب مواقفكم المشرفة، ونعرف عدد أبواب الوزارات المغلقة في وجهوكم والمفتوحة لغيركم، نحن كذلك يا أبو حمود نتعرض للنقد وللحرج و«للظغوط» بسبب حبنا لكم ودفاعنا المستميت عنكم ككتلة، لكن الفرق بيننا وبينكم، هو أننا مجرد كُتّاب «على باب الله» لا نحظى بحصانه برلمانية مثلكم، سوى حصانة الاتكال على الله، وحصانة أمانة القلم والكلمة فقط، إلا أننا عاهدنا أنفسنا أن نبقى معكم ولكم من أجل الكويت وأهلها.

عموماً يابو حمود هذه ليست دعوة لمغفرة، وليست قفزاً على واقع، فإن أخطأتم كما حصل في موضوع شراء المديونيات، وبعده الانقسام حول استجواب الصبيح، سنؤنبكم، ولا خير فينا إن لم نقلها ولا خير فيكم إن لم تسمعوها... نعم إن أخطأ مسلم البراك انتقدناه، وإن زلّ النواب الثلاثة أنبناهم، وإن حاد الحبيني أو الخليفة أو السعدون عن جادة الصواب لأعدناهم إليها بأقلامنا، بل دعني أصدقك القول يا مسلم: «اقسم بالله... اقسم بالله لو أخطأ وليد الجري لانتقدته!».

back to top