النائب خضير العنزي... والفيل الوردي!
مشروع «حشد» لحل قضية البدون هو المشروع المتكامل الأول الذي يتناول القضية من جانبيها الإنساني والقانوني بشكل واضح وصريح، وهو مشروع كان يجدر أن يأتي منذ زمن طويل على يد من ملأوا الدنيا صخباً وضجيجاً بمزاعم دعم القضية، خصوصاً من أحبتنا الإسلاميين بمختلف أطيافهم.
بيل مكفارلان، إعلامي بريطاني شهير، له كتاب شهير بعنوان: تخلص من الفيل الوردي (Drop the Pink Elephant). تدور فكرة الكتاب الرئيسية حول أنه عندما يقوم شخص ما بنفي فكرة أو تهمة ما، خصوصا عندما لا تكون مثارة من قبل، فإنه غالبا ما يكون مجافياً للحقيقة، وضرب مكفارلان أمثلة عديدة للموضوع، منها القصة الشهيرة للرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع مونيكا لوينسكي عندما كان يصر في التحقيقات على القول بأنه لا تربطه بها أية علاقة جنسية، ليتضح بعدها عكس ذلك! لا أعرف على وجه الدقة لماذا أسمى مكفارلان كتابه بـ «تخلص من الفيل الوردي»، لكنني تذكرته وفيله منذ أيام عندما كنت أنا والنائب خضير العنزي في برنامج بانوراما على قناة «العربية» للحديث عن مشروع كتلة العمل الشعبي (حشد) لحل قضية البدون، فسألت مقدمة البرنامج الأخت منتهى الرمحي النائب خضير عن فرص تمرير المشروع في مجلس الأمة، فإذا به يقدم إجابته بالقول إن هذا المشروع لا يجوز أن يصبح محاولة من أي طرف لتسجيل نقطة أو للتكسب السياسي، الأمر الذي أثار استغراب من تابعوا اللقاء ليلتها، لأن هذه الفكرة لم تكن جزءاً من السؤال، بل لم تكن مثارة أصلاً. فهل يا ترى تسلل فيل وردي في كلام العزيز أبو خالد من حيث لا يشعر، لأن الفكرة كانت تضطرم في صدره منذ أعلنت «حشد» مشروعها؟ الله أعلم!كل ما أعلمه أن الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) لم تتقدم بأي مشروع متكامل بشأن قضية البدون منذ ظهرت. صحيح أن لنوابها، وبالأخص الأخ خضير، كثيرا من التصريحات والمشاركات الجماهيرية بشأن الموضوع، الأمر الذي لا أنكره إطلاقاً، لكن التصريحات والمشاركات الجماهيرية كثيرة جداً في هذا الموضوع من أغلب النواب، إن لم يكن جميعهم، بمن فيهم غير المتعاطفين جداً معها في الحقيقة!مشروع «حشد» هو المشروع المتكامل الأول الذي يتناول قضية البدون من جانبيها الإنساني والقانوني بشكل واضح وصريح، وهو مشروع كان يجدر أن يأتي منذ زمن طويل على يد من ملأوا الدنيا صخباً وضجيجاً بمزاعم دعم القضية، خصوصاً من أحبتنا الإسلاميين بمختلف أطيافهم.على أية حال، ها هو المشروع قد أتى، وإن كان جاء متأخراً فخير من ألا يأتي أبداً، كما يقول المثل الغربي. وبغض النظر عمن جاء به، وبما أن الأخ خضير قد طرح فكرة ألا يتحول الموضوع إلى مساجلة سياسية لتسجيل النقاط، فإننا نقول بذلك أيضا. نحن في انتظار أن نرى كيف تدعم «حدس» هذا المشروع من دون تحفظ، ومعها نواب الكتلة الإسلامية كلهم، لأنه ليس مهماً من جاء بالمشروع، وإنما المهم من يدعمه ويسانده حتى يرى النور!