درب الخيانة للصحافي علي بلوط: فصول من مكامن نظام صدام صدام...واللقاء الشهير عودة العلاقات الدبلوماسيةمع واشنطن والتحضير لغزو الكويت

نشر في 24-09-2007 | 00:00
آخر تحديث 24-09-2007 | 00:00

يتابع الكاتب حديثه عن الحرب العراقية-الايرانية، ثم يتناول الوساطات العربية لإعادة العلاقات بين بغداد وواشنطن، متطرقاً الى كيفية انطلاق هذه العلاقات من جديد، إثر المقابلة مع «التايم»، قبل أن ينتقل الى سرد مفصل للقاء الذي جمع صدام بالسفيرة الأميركية في بغداد قبيل أيام من غزو الكويت.

كان صدام يعيش وهماً، وهو أن الحرب مع ايران لن تدوم أكثر من ستة أشهر، وأن النصر الى جانبه في نهاية هذه المدة وأنه بالتالي يريد أن يقدم نفسه الى واشنطن كمنتصر لا كطالب مساعدة. تقارير القيادة العسكرية البعثية، غذت الى درجة عالية هذا الوهم وألبسته رداء الواقعية. هذه القيادة كانت تحرص كل الحرص على بث الانغام التي تطرب لها اذن الرئيس القائد.

كنت أعيش في لندن عندما عرفت بأمر وهم الانتصار الموعود خلال ستة أشهر. كتبت رسالة خاصة الى صدام، عبر برزان. نقل هذه الرسالة المغلقة سعد البزاز الذي كان يشغل منصباً ظاهرياً كمدير للمركز الثقافي العراقي في لندن، بينما كان منصبه الخفي هو مسؤول المخابرات في المملكة المتحدة. قلت في رسالتي المختصرة لصدام ان المعلومات والتقارير الصحفية وغير الصحفية تشير كلها الى أن الحرب مع ايران ستتطور الى الأسوأ، وأن القول إنها ستنتهي خلال ستة أشهر هو قول مخادع للنفس. وقلت في نهاية الرسالة أنا أنصح بشدة الاستعداد لحرب تدوم سنوات لا شهورا أو أسابيع معدودة. أكد لي برزان في ما بعد وصول رسالتي الى صدام الذي لم يعلق عليها.

وساطات عربية

دول عربية رئيسية مثل السعودية ومصر والأردن لعبت دوراً كبيراً في ترتيب شروط «زواج المصلحة» بين واشنطن وبغداد. كانت تعتقد وقد ثبت خطأ اعتقادها أن اقامة علاقات مباشرة بين العراق والولايات المتحدة يمكن أن تؤدي في النتيجة الى استيعاب حالة «الميغالومينيا» التي بدأت تظهر على السطح في تصرفات صدام، والتي بلغت الذروة في عام 1988. كان هذا هدفا رئيسيا من أهداف المملكة العربية السعودية. الأردن كان له أهداف مختلفة. طموح الملك حسين كان أكبر من حجم مملكته الأردنية. لم يتخل عن حلم جده الأكبر الحسين بن علي في اقامة دولة عربية واحدة يكون الملك الهاشمي على رأسها. وفي قناعة الأردن أن أي تقارب بين بغداد وواشنطن سيكون موقتاً وسوف يتبعه صراع يؤدي في النتيجة الى الاطاحة بالنظام البعثي في العراق، وبالتالي عودة الهاشميين الى عرش العراق الذي فقدوه في انقلاب عام 1958. أما مصر حسني مبارك فكان لها أفضلية وحيدة وهي العودة الى الجامعة العربية بعد أن طردت منها اثر زيارة أنور السادات للقدس في عام 1977. ومبارك كان على حق في اعتقاده في ذلك الوقت ان صدام يتمتع بشعبية ومصداقية في العالم العربي تؤهله للعب هذا الدور. الرئيس المصري كان يرغب في أن يعود الى حضن الجامعة العربية من دون أن يعطي أي تنازلات تتعلق باتفاقيات كامب دايفيد التي وقعها أنور السادات مع رئيس وزراء اسرائيل مناحيم بيغن.

... طارق عزيز قال لي إن أعضاء قيادة حزب «البعث» وخصوصا صدام، لم يكونوا غائبين عن الأهداف التي سعت اليها السعودية ومصر والأردن. وأوضح: لكن ضرورات الحرب مع إيران (الحرب بلغت سنتها الثالثة) تدفعنا الى الرقص على أنغام موسيقى الدول العربية الثلاث.

وتابع: في السنة الثانية للحرب كنا في حالة شبه يائسة وبحاجة ماسة الى أسلحة وذخائر سوفياتية الصنع. في ذلك الوقت مصر بدأت برنامج تغيير تسلحها من الشرق الى الغرب. ترسانة السلاح العراقي كلها سوفياتية الصنع ومصر لديها كمية كبيرة من هذا السلاح والذخائر تريد أن تتخلص منها. وعندما طرحنا الموضوع على مصر وجدنا أن هناك أثمانا يجب أن ندفعها. فالرئيس مبارك وافق على تزويدنا بما هو موجود في ترسانته لكنه يريد، بالاضافة الى الثمن المادي، ثمناً سياسياً. مبارك قال لي شخصياً لقد طردت مصر من الجامعة العربية في مؤتمر قمة عقد في بغداد بعد زيارة السادات للقدس وعليكم الآن أن تعيدونا الى الجامعة.

أضاف عزيز: ان القيادة الحزبية في بغداد نصحت بالتريث في قبول شرط مبارك السياسي ورأت أن بقاء مصر خارج الجامعة العربية ورقة قوية في يد العراق ويجب ان نختار الوقت المناسب والشروط المناسبة لتقديمها. وذهب بعضهم الى القول إن ورقة مصر يجب أن تلعب بعد أن يحرز العراق النصر على إيران. لكن صدام نتيجة لرباطه العاطفي بمصر التي استقبلته وحضنته لاجئا بعد محاولة اغتيال

عبدالكريم قاسم، كان له رغبة في العمل على تلبية شرط مبارك السياسي في تسهيل العودة. وعادت مصر الى الجامعة العربية في مؤتمر قمة عقد في المغرب بالرغم من معارضة الرئيس السوري حافظ الأسد. وفي حديث مع صدام نشره الصحافي الفرنسي شارل سان برو بتاريخ 5 أكتوبر 1983، قال صدام ان مصر هي بلد عربي كبير وعلى العرب أن يعيدوها الى الجامعة العربية».

انطلاق العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن

يتحدث الكاتب باسهاب كيف «كلفه» صدام وطارق عزيز بالذهاب الى نيويورك وإقناع مجلة «التايم» بإجراء مقابلة مع صدام في بغداد تكون بادرة لإعلان إعادة العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.

ويذكر الكاتب أنه نجح بمهمته بمساعدة الكاتب الفلسطيني سعيد أبو الريش حيث توجها معاً الى نيويورك وقابلا أحد رؤوساء التحرير موراي غارت الذي قبل بإجراء المقابلة التي نشرت في العام ذاته على غلاف المجلة الأميركية ذات العلاقة العميقة بدوائر وزارة الخارجية.

«كانت المقابلة الصحفية ايجابية بالنسبة إلى الطرفين العراقي والأميركي، تم الإعلان على أثرها في كل من بغداد وواشنطن اعادة التمثيل الدبلوماسي، واختار صدام واحداً من ألمع العقول العراقية وأكثرهم خبرة في العمل الاستخباري والتحليل السياسي والاستراتيجي، ووهو نزار حمدون».

ويشرح الكاتب كيف نجح نزار حمدون في ترتيب البيت العراقي في واشنطن. كما يذكر في أحد فصول الكتاب تفاصيل معاناة نذار حمدون مع صدام.

«اللقاء الشهير» قبيل الغزو

«لقاء صدام وسفيرة الولايات المتحدة أبريل غلاسبي قبل عدة أيام من غزو الكويت أحدث ضجة ونقاشاً كبيرين في الأوساط الأميركية والعربية على حد سواء.

الصحافة الأميركية في حينه نشرت مقتطفات عن هذه المقابلة «مسرّبة» من وزارة الخارجية الأميركية.

حصل الكاتب «على النص الرسمي للمقابلة حسب السجلات العراقية الرسمية بالاضافة الى جو المقابلة كما وصفه طارق عزيز وزير الخارجية الذي حضر المقابلة».

قيل الكثير عن المقابلة في واشنطن وفي بغداد وفي عواصم القرار العربية. «اتفق معظم هؤلاء على القول إن المقابلة جاءت بمنزلة قشرة موز أميركية وضعت عمداً أمام صدام ليتزحلق بها من بغداد الى الكويت».

الكاتب، معتمداً على النص الرسمي، وعلى أحاديث خاصة أجراها مع عدد من المسؤولين العراقيين، ينتهي الى القول: «إن قشرة الموز هذه وضعها صدام أمام قدميه عمداً ليتزحلق بها». وفي ما يلي ما جاء في الكتاب عن هذه المقابلة.

«يوم الأربعاء، في الخامس والعشرين من شهر يوليو 1990، وتحديداً قبل أسبوع كامل من غزو الكويت، طلب صدام مقابلة ابريل غلاسبي، سفيرة الولايات المتحدة في العراق. نزار حمدون المكلف بملف العلاقات الأميركية أكد لي في ما بعد أن طلب المقابلة لم يأتِ من الجانب الأميركي، وأنه -أي نزار- وجد غلاسبي غير مستعدة لمقابلة صدام عندما عرفت، وهما في السيارة باتجاه القصر الجمهوري، أنها ستقابل الرئيس العراقي.

في ذلك اليوم، تلقى حمدون هاتفاً من طارق عزيز يطلب منه أن يستدعي غلاسبي الى وزارة الخارجية على عجل لبحث «أمور غاية في الأهمية».

حمدون نفسه لم يكن يعلم أن رحلة السفيرة ستنتهي في القصر الجمهوري. طارق عزيز كان يعرف، لكنه كعادته أبقى الأمر سراً، لأن كل شيء يتعلق بالرئيس يجب التعامل معه وكأنه سر من الأسرار، تلك كانت طبيعة النظام في تصرفاته. حمدون ذكر لي أنه لا يتذكر ما اذا كان قد أبلغ غلاسبي مسبقاً بأنها ستلتقي صدام، لكنها أدركت ذلك وهما في السيارة، عندما لاحظت أن السيارة تركت مبنى وزارة الخارجية وسارت في اتجاه القصر الجمهوري. عندها قالت غلاسبي لحمدون انها بحاجة الى ساعة أو ساعتين قبل إجراء المقابلة حتى تتمكن من إبلاغ الخارجية الأميركية بالأمر كما تقضي الأصول. فربما رئيسها جيمس بيكر يرغب في استيضاح بعض الأمور من الرئيس. غلاسبي لم تكن مرتاحة للاسلوب الذي استخدم لاستدعائها، وقد أعربت عن عدم ارتياحها هذا لحمدون بصراحة: لقد وجدت نفسي «أخطف» بطريقة غير دبلوماسية وغير معهودة، لكن لم يكن لديَّ خيار سوى حضور المقابلة. فعندما تأكدت من أنني سأقابل صدام، كنت أقف على بابه. ولا مجال للتراجع. هذا بعض ما ذكرته غلاسبي أمام لجنة تحقيق أميركية خاصة تابعة لوزارة الخارجية.

بالاضافة الى احساسها بالحزن لعدم اعطائها مجال الاتصال برئيسها في واشنطن، فإن غلاسبي لم تكن مهيئة نفسياً للاجتماع بصدام. كانت تعيش في جو الاستعداد لترك بغداد وحرها الشديد، والاستمتاع باجازتها الصيفية. كل ما في ذهنها هو ترتيب شؤون السفر والحلم بالابتعاد عن جو بغداد الخانق في تلك الفترة. لاحظ حمدون ارتباكها واضطرابها فحاول جاهداً أن يخفف عنها.

طارق عزيز قال لي في ما بعد انه بالرغم من مظاهر الانزعاج التي أبدتها غلاسبي خلال الدقائق الخمس من المقابلة، فإنها استعادت كامل ثقتها بنفسها وكل انتباهها. خارج القصر كانت درجة الحرارة تبلغ 50 درجة في الظل. كما هو معروف فإن شهري يوليو وأغسطس هما من أشد أشهر السنة حرارة.

لذلك ارتدت غلابسي ثياباً صيفية محتشمة ودخلت الى مكتب صدام «ببلوزة» مرقطة وتنورة صفراء اللون وصفهما عزيز بأنهما خليط يدل على حسن الذوق. «مظهرها الداخلي والخارجي جذاب بالرغم من بلوغها الخمسين من العمر». حسب تعبير عزيز. صدام صافحها بحرارة ودعا الجميع الى الجلوس.

حضر اللقاء بالاضافة الى عزيز سكرتير صدام في ذلك الوقت حامد حمادي والحارس الشخصي لصدام عبد حمود. حمادي وعزيز يتكلمان الانكليزية بطلاقة بينما صدام لا يجيد سوى اللغة العربية. لذلك فإن الحديث دار بلغة صدام. جميع الحاضرين، ما عدا صدام، اخرج دفتراً صغيراً وقلما لتسجيل الحوار. الاجتماع بدأ في الساعة الواحدة من بعد ظهر ذلك اليوم.

افتتح صدام الحوار بقوله: طلبت أن أتحدث اليك اليوم في مواضيع سياسية مختلفة يمكن اعتبار محتواها بمنزلة رسالة الى الرئيس بوش.

تحدث صدام خلال العشرين دقيقة الاولى عن خلفيات العلاقة مع الولايات المتحدة من مرحلة قطع العلاقات الدبلوماسية بعد حرب الأيام الستة 1967، الى حين اعادتها بالكامل في عام 1984. وركز صدام على ايجابيات العلاقة الى حين ما عرف بفضيحة ايران غيت في عام 1985 عندما زودت واشنطن سرا إيران بأسلحة أهمها صواريخ موجهة، في الوقت الذي كانت فيه واشنطن تزود العراق بمختلف المساعدات العسكرية بما فيها صور الأقمار الاصطناعية الأميركية عن الحشود الإيرانية والوضع الإيراني العسكري على الجبهة وفي عمق البلاد.

ومن دون أن يذكر صدام عبارة «إيران غيت» بالاسم، قال إن عدة أحداثا وقعت في تاريخ العلاقات شكلت تراجعاً ملحوظاً في العلاقات خصوصا إنها حدثت في السنة التي احتلت فيها ايران منطقة الفاو.

قال صدام بالحرف الواحد: في رأيي، ان العلاقات القوية والعميقة تستطيع دائماً أن تتخطى الأخطاء الصغيرة. أما إذا كانت العلاقة لا تزال طفلة في المهد، عند حدوث هذه الأخطاء الصغيرة، فمن الواجب على الفريقين رعايتها بدقة لدفعها الى المتانة المطلوبة وذلك عن طريق الاعتراف بوجود الأخطاء. وهذا هو الأسلوب الناجح في تقوية العلاقة.

عزيز قال لي في ما بعد، أنه قرأ على ملامح غلاسبي انزعاجاً ملحوظاً عندما رفعت حاجبيها. وكذلك لاحظ صدام «حركة الجسد» هذه، وأدرك الحضور أن غلاسبي عرفت ما يرمي اليه صدام في حديثه عن الأخطاء الصغيرة: «إيران غيت».

بدَّل صدام لهجته بحيث أصبحت دافئة وتابع: نحن قبلنا الاعتذار الذي قدمه رئيس الولايات المتحدة والذي سمعناه من راديو «صوت أميركا»، ثم عبر الموفد الشخصي للرئيس الذي زارنا وشرح لنا الموقف.

لم يذكر صدام هذا الموفد الشخصي بالاسم. لكنه ربما كان يشير الى دونالد رامسفيلد الذي زار بغداد مرتين في الثمانينيات واجتمع به.

بمزيج من الذكاء واللطف الزائد تابع صدام القول: لقد نسينا الماضي وقررنا ألا نحييه. لكن اذا تكرر الخطأ الصغير مرة أخرى، عندها نعتبر أن الخطأ الأول لم يكن خطأ بالمرة ولا صغيراً.

ولإزالة أي شكوك بشأن عدم متابعته لما يجري في كواليس صناعة القرار في واشنطن أضاف صدام: بعد تحرير الفاو تزايدت شكوكنا، وأخذت تظهر على السطح عندما اختلط الرأي الرسمي في واشنطن بأقوال أجهزة الاعلام، بحيث لم نعد نعرف ما هو سياسي وما هو إعلامي، وبالتالي أين تقف الولايات المتحدة بالنسبة لحربنا مع ايران.

غلاسبي بقيت صامتة تسجل على دفترها الصغير ملاحظات وربما أقوال الرئيس العراقي، تنتظر ان ينتهي صدام من «منولوغه» الشخصي. تابع صدام: أمام أعيننا الآن علامة استفهام كبرى، ماذا تريد الولايات المتحدة؟ هل انها غير مرتاحة لنتائج القتال التي أدت الى تحرير أرضنا؟

المرحلة التي كان يعنيها صدام، من دون ان يذكرها بالاسم، هي مرحلة استخدام العراق للاسلحة الكيماوية في معركة تحرير الفاو والاحتجاجات الاميركية الاعلامية على هذا الفعل والتي شكلت في النهاية نواة السياسة الاميركية الرسمية في رفع شعار أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق.

ثم انتقل صدام الى اتهام الولايات المتحدة بالضغط على الدول الخليجية بقطع مساعداتها المالية للعراق. وبقيت لهجته معقولة ومقبولة، بالمقياس الى اللغة الدبلوماسية، حين تابع القول: هناك بعض الدوائر في الولايات المتحدة غير راضية عن تحريرنا لأرضنا وبدأت تتحدث عن مرحلة «من سيخلف صدام حسين؟». هذه الدوائر لها علاقة بدول الخليج، وهي تسعى الى زرع الخوف فيها، وبالتالي تشجيعها على عدم مساعدتنا اقتصادياً. وأقول الحقيقة اننا بدأنا نشعر بسلبيات هذه الأعمال.

عند هذه النقطة رفع صدام وتيرة كلامه وصوته بشكل دراماتيكي مسرحي عندما تابع فقال: كما تعرفين، فإننا بذلنا دماءنا طوال ثماني سنوات من دون ان نترك لحظة واحدة انسانيتنا او حقنا المشروع في ان يعيش العراق بكرامة مطلقة».

وكما يفعل أي مسرحي موهوب، صمت صدام برهة كي يسيطر على الجو الدرامي ثم تابع قائلاً: إذا قبلنا بعض الامور، في درجات متفاوتة، قبل الحرب، فإننا لن نقبل بها الآن.

ثم ارتفع صوت صدام الى درجة أدنى من الصراخ، وقال مسمياً الامور بأسمائها لأول مرة في المقابلة: الكويت والامارات وجهان لسياسة واحدة تسعى الى ان تسرق من العراق حظه في الحياة السعيدة. كنا مشغولين بالحرب عندما كانت الكويت تستغل ذلك وتتوسع على حساب أرض العراق. قد تعتقدون ان ما أقوله هو نوع من «البروباغندا»، لكننا نحيلكم الى وثائق الجامعة العربية التي رسمت الحدود مع الكويت في عام 1961.

وتابع صدام: خذي نسخة من هذه الوثائق وقفي على الارض الحدودية العراقية لتعرفي ماذا فعل الكويتيون. سترين مخافر شرطة، ومزارع، وإنشاءات بترولية تابعة للكويت وهي في الحقيقة وحسب وثائق الجامعة العربية تعود للعراق. نحن نعتبر ان ما فعلته الكويت هو لوضعنا أمام سياسة الامر الواقع وبالتالي يشكل تحدياً للجامعة العربية. نحن لا نستخدم لغة التهديد لكننا لن نسمح لأحد بأن يستخدم هذه اللغة ضدنا بأي شكل من الأشكال. أقول صراحة وبوضوح اننا نأمل من الولايات المتحدة ان تتبع سياسة ربح أصدقاء جدد لا أعداء جدد».

back to top