عام جديد بأمنيات قديمة

نشر في 02-01-2008
آخر تحديث 02-01-2008 | 00:00
 أحمد عيسى

الكويت كانت أبرز الغائبين على الصُّعد جميعها، فقد شهد عامنا الماضي انتكاساً رياضياً أوجده صراع قوى كانت نتيجته تعليقاً دولياً، أما في الفن فلازلنا نلتفت خلفنا ولا نجد أحداً يلاحقنا على مستوى الخليج والوطن العربي، نتيجة لهبوط ما نقدمه على مستوى الدراما والمسرح والغناء، وفي السياسة؛ حدث ولا حرج.

راقبت التغطيات الصحافية والتلفزيونية على مدى الأسبوع الماضي، وتابعت كيف استطاعت دول العالم، أن تحتل مواقع لها في هذه المناسبة بسبب شيئاً ما قدمته، أو على الأقل قام به أحد أبنائها.

وتابعت تنافس نجوم الفن والغناء والرياضة مع أقرانهم في الأدب والعلم والاقتصاد، على احتلال مواقع متقدمة بأسمائهم تارة وببلدانهم في أخرى، كل هذا بسبب عشق الإنسان تخليد اسمه ضمن لائحة المساهمين في الإرث الحضاري البشري.

الكويت كانت أبرز الغائبين على الصُّعد جميعها، فقد شهد عامنا الماضي انتكاساً رياضياً أوجده صراع قوى كانت نتيجته تعليقاً دولياً، وسبقه تراجع مؤلم في هذا المجال، أما في الفن فلازلنا نلتفت خلفنا ولا نجد أحداً يلاحقنا على مستوى الخليج والوطن العربي، نتيجة لهبوط ما نقدمه على مستوى الدراما والمسرح والغناء، بل رأينا بيننا من فضّل أن يسلك طريق الشهرة من خلال تعرضه لمعتقدات الآخرين، فماذا تريدون دليلاً أكثر من هذا على الهبوط؟!

سياسياً، استبق وزير الإعلام مجلس الأمة بتضييقه على الحريات، وبادر بإعلانه «استسلاماً استباقياً»، عندما منع إقامة الحفلات الغنائية برأس السنة الميلادية، في بلد يفرض على مواطنه الالتزام بثلاثة عشر ضابطاً أخلاقياً قبل أن يقطع تذكرة حفلة غنائية، ناهيك عن تنافس النواب على لقب عضو مجلس الأمة لهذا العام، الذين تتوزع فئاتهم بين الأكثر تشتيتاً للتركيز، والأكثر تصريحاً، والأكثر عشقاً للتصوير، كل هذا على حساب تقدمك يا بلدي، أما حكومتنا فوعدتنا خيراً، إذ مع انقضاء العام الجاري ستصبح الأمور «تمام التمام»، رغم أنها لم تكتب حتى الآن مسودة خطتها للوصول إلى هذا «التمام».

عام مر وآخر يلحقه، نخطط له مسبقاً، نتبادل التهاني في أوله، نحاول تحقيق طموحاتنا خلاله، نتحاسب مع ذواتنا في منتصفه، يشارف العام على نهايته، نبحث عن دفاترنا القديمة، ندون ملاحظاتنا للعام المقبل، ينقضي ويدخل آخر، ويتكرر المشهد ذاته، بالأماني والطموحات والملاحظات نفسها في بعض الأحيان، ويزيدها متعة أن علينا ألا نقلق على مستقبلنا، حتى مع وجود هذه الحكومة وهؤلاء النواب!

وكل عام وأنتم بخير.

back to top