قد لا يعرف الذين يزجّون باسم «حماس» كلما جرى الحديث عن مؤتمر «أنابوليس» أن السلطة الوطنية الفلسطينية بحكومتيها: حكومة رام الله، وحكومة غزة، لا تعتبر -لا فلسطينياً ولا عربياً ولا دولياً ولا إسرائيلياً- ممثلاً للشعب الفلسطيني، وأن الممثل الشرعي الوحيد لهذا الشعب وبقرار من قمة الرباط العربية عام 1974 هو منظمة التحرير.ربما لا يعرف الذين يزجُّون باسم «حماس» بالنسبة لموضوع مؤتمر «أنابوليس» الذي سينعقد في ميريلاند في الولايات المتحدة، والذي بات في حكم المؤكد عقده في السادس والعشرين أو الثامن والعشرين من هذا الشهر... أن الذي سيمثل الفلسطينيين فيه هو منظمة التحرير وأنه حتى محمود عباس (أبو مازن) سيحضره بصفته رئيساً لمنظمة التحرير الفلسطينية وليس بصفته رئيساً للسلطة الوطنية أو رئيساً لحركة «فتح».
لا يوجد أي اعتراف بين أيٍّ من الفصائل الفلسطينية وإسرائيل حتى تتم دعوتها كفصائل إلى هذا المؤتمر ومثل هذا الاعتراف هو بين منظمة التحرير والدولة الإسرائيلية، وكان ذلك في إطار اتفاقيات أوسلو الشهيرة التي جرى توقيعها بين الفلسطينيين والإسرائيليين في ساحة البيت الأبيض في واشنطن في احتفال عالمي في عام 1993.
قد لا يعرف الذين يزجون باسم «حماس» كلما جرى الحديث عن مؤتمر «أنابوليس» أن السلطة الوطنية الفلسطينية بحكومتيها: حكومة رام الله، وحكومة غزة، لا تعتبر -لا فلسطينياً ولا عربياً ولا دولياً ولا إسرائيلياً- ممثلاً للشعب الفلسطيني، وأن الممثل الشرعي الوحيد لهذا الشعب وبقرار من قمة الرباط العربية عام 1974 هو منظمة التحرير، وأن هذه المنظمة هي الممثلة في الجامعة العربية وفي كل الهيئات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة.
هناك أكثر من مئة وعشرين سفارة فلسطينية في العالم هي سفارات لمنظمة التحرير وليس للسلطة الوطنية ولا لأي من الفصائل المنضوية تحت لوائها أو التي خارجها، ولهذا فقد كان ذلك الاتفاق الذي أبرم بين محمود عباس (أبو مازن) وحركة «حماس» بعد فوز هذه الأخيرة في آخر انتخابات تشريعية وتفادياً لإحراجها بأن منظمة التحرير هي التي تتولى عملية التفاوض مع الإسرائيليين، وعلى أساس الصيغة السابقة المعمول بها منذ ما بعد مرحلة مؤتمر مدريد الذي انعقد في عام 1991 وخلال كل سنوات ما بعد هذا المؤتمر.
إن هذا تعرفه حركة «حماس» معرفة أكيدة وبقيت هذه الحركة منذ إنشائها في عام 1987 ترفض الانضمام إلى هذه المنظمة رغم كل الحوافز والمغريات التي قدَّمها إليها ياسر عرفات، وذلك لأن هدفها، كان ولا يزال، أن تكون اللاعب الوحيد في الساحة الفلسطينية وهو تدمير منظمة التحرير، إذ ليس هناك أي إمكان للاستفراد بها والسيطرة عليها، وهذا هو هدف مؤتمر «الصمود والتصدي» الذي كان من المفترض عقده في دمشق في السابع من هذا الشهر، والذي لم تتوافر حتى الآن أي معلومات عما إذا تم إلغاؤه بالفعل كما تحدثت بعض المصادر، أم جرى تأجيله كي يُعقد بالتزامن مع مؤتمر «أنابوليس» كما قال خالد مشعل في مؤتمره الصحفي الذي عقده أخيراً في العاصمة السورية.
لم تكن «حماس» تريد منظمة التحرير، وظلت ترفض الانضمام إليها رغم المفاوضات «الماراثونية» التي أجراها معها ياسر عرفات نحو عقدين من الزمن، والهدف، كان ولا يزال، أن تكون هي البديل الوحيد لهذه المنظمة بلا أي شريك، ولعل ما هو غير معروف للبعض أن هدف عقد تلك الجلسة «الاعتباطية» لبقايا المجلس التشريعي التي انعقدت في غزة في هيئة ولادة قيصرية هو استكمال انقلاب منتصف يونيو الماضي العسكري الدموي بانقلاب برلماني تشريعي لاعتراض طريق محمود عباس (أبو مازن) واعتراض طريق منظمته والتشكيك بحقهما في تمثيل الشعب الفلسطيني في مؤتمر «أنابوليس» المشار إليه.
والغريب والمستغرب هنا أن «حماس» تعرف أن التشكيك بتمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني هو هدف إسرائيلي قديم-جديد، غايته التذرع بعدم وجود الجهة الفلسطينية التي بالإمكان الجلوس معها على «طاولة» المفاوضات... لكنها، أي حركة المقاومة الإسلامية، رغم أنها تعرف هذا فإنها ماضية في تشويه هذه المنظمة وصولاً إلى تدميرها وهذا يثير شكوكاً كثيرة... والعياذ بالله!
* كاتب وسياسي أردني