ضجت القاعة بالضحك والتصفيق، عندما وقف أحد طلبة الجامعة، وصرخ بأعلى صوته: «عزيزتي الناخبة... انتخبيني... وأعدك بحل مشكلة هشاشة العظام...». اختار الطالب شعاراً انتخابياً جاذباً، واقترحه «مازحاً» لجذب الأصوات النسائية، ولم يخطئ في اختياره موضوعاً كهذا... فنسبة انتشار الإصابة بذلك المرض الصامت في تزايد رهيب، حتى أصبح ظاهرة عالمية، ولن «أغوص» لغوياً في معاني الهشاشة، كهشاشة الفكر والثقافة التي تعدّ سبباً في عزوف بعضهم عن الاهتمام بإصلاح العملية التربوية، والالتفات إلى تحطيم التعليم المشترك، أو هشاشة «المواقف الوطنية»... ولن أتطرق هنا إلى مواضيع «تأبينية» لأنها أخذت حقها وأكثر عبر الصحافة... إنما الهشاشة المقصودة هي هشاشة العظام، وأبرز مؤشراتها هو ازدياد نسبة إصابة النساء بالكسور بسبب فقدان العظام صلابتها.
ومهما اختلفت التسميات، من نخر للعظام أو رقاقتها أو تخلخلها، فلم يمنع ذلك الباحثين في الجامعات والمراكز الطبية، من الاستمرار في المحاولات لإيجاد الحلول، وأقول ذلك بعد أن قرأت دراسة في دورية البحث الإكلينيكي، أجراها فريق ماساتشوستس عن اكتشاف عقاقير جديدة تعمل على تجديد أنسجة العظم، وتحفيز الخلايا على الإنتاج لتقوية البنية الأساسية لها، ودراسة أخرى أيضاً، أجريت في جامعة أكسفورد، أوصت بضرورة رصد كثافة العظام قبل عملية «تخزين الكالسيوم الشبابي» للتعرف المبكر على ذلك المرض.وأخيراً وليس آخراً... فالفحص المبكر لكثافة العظام أصبح ضرورة، إلى جانب التوعية بأساليب تخزين الكالسيوم الجسماني والحفاظ عليه... أقول ذلك ويدي على قلبي وأنا أرى المراهقين من الشباب، بموروثاتهم الغذائية السيئة و«اندفاعهم الجنوني» نحو حميات غذائية، من دون استشارة طبية، منذرة سلوكياتهم باستمرارية الزيادة في الهشاشة، إن لم نتخذ سلوكاً مغايراً للحياة، وخطوات جدية نحو الوقاية من هذا المرض.وأختتم مقالي هذا أخيراً بتعليق طريف من إحدى الطالبات... والتي أقسمت ضاحكة، وقائلة: «لو كانت الهشاشة مرض يعانيه الرجال فقط... لاتجه نواب مجلس الأمة لمطالبة الحكومة بصرف «بدل هشاشة»... ولاعزاء للمسنات.
مقالات
احذروا... الهشاشة
04-03-2008