مَن أبَّنَ مغنية كمَن سرق الكويت... كلاهما طعن الوطن!!

نشر في 20-02-2008
آخر تحديث 20-02-2008 | 00:00
 سعد العجمي

الزمن كفيل بكشف كل شيء، وسيأتي اليوم الذي تسقط فيه الأقنعة وتتعرى فيه الوجوه، لكننا وقبل ذلك اليوم نقول إن مَن أبَّنَ «مغنية»، ومَن سرق الوطن، ومَن أفسد فيه، ومَن مص دماء أبنائه، ومَن سعى إلى تفريق أهله، كلهم سواسية في جرم «طعن» الكويت.

عدنان عبدالصمد وأحمد لاري وكل مَن شارك في تأبين المقبور عماد مغنية، ارتكبوا خطأً كبيراً يصل في وجهة نظري الشخصية إلى درجة «الحماقة» السياسية والاجتماعية، ويلامس إلى حد كبير الخطوط الحمراء التي لا يجوز الاقتراب منها، أو حتى العبث حولها، لكن ذلك لا يعني أن نطلق العنان لأهوائنا ورغباتنا و«أهداف» بعضنا، من أجل النيل من أشخاص أو جماعة أو طائفة، لمجرد وجود خصومه سياسية بين هذا الطرف أو ذاك.

كنت ومازلت، وسأظل عند رأييِّ بأن من أبَّنَ الإرهابي مغنية، أو مَن حاول إلباسه ثوب المجاهد الشهيد، قد طعن الكويت في خاصرتها، ومارس أخطر أنواع العبث بوحدة البلاد، وهو وضع ينطبق أيضا على مرجعيات دينية ابتلعت لسانها وصمتت، انتظاراً للموقف الحكومي الذي لم تكن تقيم له وزناً عندما يتعلق الأمر بما تريد هي وليس ما تتطلبه مصلحة الوطن، والشواهد هنا أكثر من أن نحصيها.

وعلى الرغم من كل هذا، أقول إن الفجور في الخصومة قد أعمى بعضهم، ودفع به إلى ارتكاب أخطاء في حق الكويت، لا تقل خطورتها عما ارتكبه فريق مغنية «الكويتي».. فبعضهم ذلك انتفض وهاجم عبدالصمد وجماعته، تحت مبرر حب الكويت والسعي للحفاظ على الوحدة الوطنيه وتماسكها، وإذا به، ومن فرط فجوره في الخصومة، يصبح خطر ما يقوم به على المجتمع ووحدته يفوق أضعاف ما قام به مؤبنو مغنية.

لقد أثبتت أزمة «التأبين المشؤوم» أن الادعاء بالحرص على مصلحة الكويت، و«التفذلك» بالوطنية، بات شعاراً لمقاولي الأزمات، يرفعونه تارة، ويسقطونه تارة أخرى، حسب ما تقتضيه مصالحهم الشخصية لا مصالح الوطن والأمة التي أصبحت قضايا للتكسب السياسي والمادي، وقبل ذلك وبعده، مسرحاً لتصفية الحسابات الشخصية.

في وطن متخم بجروح أزمات من صنع أبنائه، وفي إقليم يوشك أن يتحول إلى كرة من لهب، تقوم جماعة بتصرف أرعن استفز أغلب أهل الكويت، تقابلها أخرى بسكب الزيت على النار تحت ذريعة الحرص على الوحدة الوطنية، لتبدأ معركة تُستخدم فيها أسلحة «عفنة»، ظاهرها حب الكويت، وباطنها أهداف «نتنة»- لكلا الطرفين- وتوشك أن تنخر في صلب أمننا القومي، وقوام نسيجنا الاجتماعي.

على كلٍ... الزمن كفيل بكشف كل شيء، وسيأتي اليوم الذي تسقط فيه الأقنعة وتتعرى فيه الوجوه، لكننا وقبل ذلك اليوم نقول إن مَن أبَّنَ «مغنية»، ومَن سرق الوطن، ومَن أفسد فيه، ومَن مص دماء أبنائه، ومَن سعى إلى تفريق أهله، كلهم سواسية في جرم «طعن» الكويت، لا فرق بين هذا وذاك، لأننا في زمن «أغبر» زمن تفصيل «المواطنة والانتماء» حسب الأهواء والمصالح.

* * *

لا أعرفه شخصياً، وقد لا أكون التقيت به يوماً من الأيام، لكنني متابع مستمر لمقالته ولطرحه الراقي البعيد كل البعد عن نفس الطائفية المقيت، إنه الأستاذ والكاتب خليل حيدر، الذي يثبت يوماً بعد آخر، أنه أحد عمالقة الوسطية، لدرجة أنك لاتعرف عندما تقرأ له إن كان سنياً أم شيعياً... ليت الكتاب الشيعة كلهم مثلك يا أستاذ خليل، وليت الكتاب السنة كلهم مثلك أيضاً.

back to top