توفر المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين الحماية والمساعدة للاجئين في العالم. وكانت المفوضية، التي تتخذ من جنيف في سويسرا مقرا لها، قد أنشئت بقرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة وبدأت أعمالها في عام 1951، وقدمت المساعدة إلى ما يزيد على مليون لاجئ أوروبي في أعقاب الحرب العالمية الثانية.
وتُعرف الولاية التأسيسية للمفوضية اللاجئ بأنه شخص فر من بلده بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد، بسبب عرقه أو دينه أو جنسيته أو رأيه السياسي أو انتمائه إلى فئة اجتماعية معينة، ولا يستطيع أو لا يرغب في العودة.ومنذ نشأتها، قدمت المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين المساعدة إلى حوالي 50 مليون لاجئ، وحصلت على جائزتين من جوائز نوبل للسلام أثناء قيامها بأعمالها. بيد أن مشكلة اللاجئين تستمر في التزايد، حيث تتصاعد من نزوح حوالى مليوني شخص في السنوات الأولى من سبعينيات القرن العشرين إلى ذروة بلغت أكثر من 27 مليون شخص فى عام 1995. وفي عام 2002، بلغ عدد اللاجئين وغيرهم ممن تهتم بهم المفوضية على مستوى العالم 19.8 مليون شخص. وإضافة إلى ذلك، هناك ما يتراوح بين 20 و 25 مليون شخص نازحون داخل أراضي بلدانهم، وهم من يطلق عليهم اسم الأشخاص النازحين داخليا، مما يصل بمجموع عدد الأشخاص المرحَّلين إلى 50 مليون شخص، أو شخص واحد بين كل 120 شخصا يعيش على سطح الأرض. وجدير بالذكر أن المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الوقت الحالي هو رود لوبرز، وهو رئيس وزراء هولندي سابق تولى منصبه في 1يناير 2001، لفترة مدتها ثلاث سنوات. ويعتبر المفوض السامي التاسع لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويقدم تقاريره سنويا إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي. وتتم الموافقة على برامج المفوض السامي ويجرى الإشراف عليها من قبل اللجنة التنفيذية لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين التي تتألف في الوقت الحاضر من 61 دولة من الدول الأعضاء.وتتمثل المسؤولية البالغة الأهمية للمفوضية، والتي تُعرف بـ «الحماية الدولية»، في ضمان احترام حقوق الإنسان الأساسية الخاصة باللاجئين، بما في ذلك قدرتهم على التماس اللجوء، وضمان عدم إعادة أي فرد قسريا إلى بلد تتوافر لديه دواع للخوف من التعرض للاضطهاد فيه. وتعمل المفوضية على ترويج الاتفاقات الدولية الخاصة باللاجئين، وتراقب امتثال الحكومات للقانون الدولي وتوفر المساعدات المادية من قبيل الأغذية والمياه والمأوى والرعاية الطبية إلى المدنيين الفارين.وفي اتصال وثيق بدورها الذي تضطلع به في الحماية الدولية، تلتمس المفوضية حلولا طويلة المدى من أجل اللاجئين في ثلاثة مجالات رئيسية: العودة الطوعية إلى الوطن، أو الاندماج في البلدان التي التمسوا فيها اللجوء فى بادئ الأمر، أو إعادة التوطين في بلد ثالث. وتعتبر عودة اللاجئين طوعيا إلى بلدان منشئهم هي الحل الأفضل لمعظم اللاجئين في العالم. غير أن ذلك لا يكون ممكنا دوما، وفي هذه الأحوال تساعد المفوضية الأشخاص على محاولة إعادة بناء حياتهم في أماكن أخرى، إما في بلد اللجوء أو في بلد ثالث يكون مستعدا لقبول هؤلاء الأشخاص المرحّلين.ومع أن ولاية المفوضية لم تشمل بوجه التعيين الأشخاص النازحين داخليا، إلا أنه يُطلب من المفوضية من حين لآخر من قبل الأمين العام للأمم المتحدة أن تقدم المساعدة إلى الأشخاص النازحين داخليا، الذين ارتفعت أعدادهم ارتفاعا هائلا منذ انتهاء الحرب الباردة، وذلك بسبب الزيادة التي طرأت على الحروب الاثنية والحروب الأهلية في مختلف أنحاء العالم. وهؤلاء اللاجئون لم يعبروا حدودا دولية، ولا يستظلون بالاتفاقيات الدولية ذاتها، باعتبارهم لاجئين صادقي النية، غير أن محنة هاتين الفئتين تتداخل في أحيان كثيرة، وقد شاركت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيما يزيد على 30 عملية من أجل مساعدة النازحين داخليا منذ سبعينيات القرن العشرين، بما في ذلك تيمور وكوسوفو، ومنذ عهد قريب أفغانستان.ويجري تمويل برامج المفوضية عن طريق التبرعات الطوعية، وبصفة أساسية من الحكومات، ولكن أيضا من مجموعات أخرى، بمن في ذلك المواطنون والمنظمات الخاصة. وهي تحصل على دعم محدود أقل من اثنين في المئة من الإجمالى من ميزانية الأمم المتحدة العادية التي تستخدم حصرا لتغطية التكاليف الإدارية.وفي عام 2002، بلغت الميزانية المنقحة للمفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين 1.06 مليار دولار أميركي، بما في ذلك البرامج التكميلية، وكان من بين المساهمين الرئيسيين: الولايات المتحدة الأميركية 259 مليون دولار، واليابان 119 مليون دولار، والمفوضية الأوروبية 71 مليون دولار، وهولندا 61 مليون دولار. وحتى أول يناير 2003، بلغت ميزانية السنة الحالية، بما فيها البرامج التكميلية 1.04 مليار دولار.وفي يناير 2003، كان لدى المفوضية 5940 موظفا يعملون في 254 مكتبا في 115 بلدا، ويعمل 84 في المئة منهم في الميدان، وغالبا في مواقع نائية وخطيرة. ومن بين برامج المساعدة الرئيسية للمفوضية في عام 2003، مشاريع في منطقة البحيرات الكبرى، شرق أفريقيا والقرن الأفريقي، غرب ووسط أفريقيا، جنوب شرقى أوروبا، وأفغانستان.من هو اللاجئ؟اللاجئ هو شخص يوجد خارج بلد جنسيته، بسبب خوف له ما يبرره من التعرض للاضطهاد بسبب العنصر أو الدين أو القومية أو الانتماء إلى طائفة اجتماعية معينة، أو إلى رأي سياسي، ولا يستطيع بسبب ذلك الخوف أو لا يريد أن يستظل بحماية ذلك البلد.
قضايا
ما المفوضية السّامية للأمم المتحدة؟
16-08-2007