هل تعتبر مصارعة الثيران الفرنسية أقل ترويعاً من مصارعة الثيران الإسبانية؟
بلى وكلا. يبرز اختلاف كبير حول هذه النقطة. سجّل قديماً نوعان لا يؤذيان الثيران ولا يتسببان بقتلها عمداً، وذلك في منطقتي كامارغ في دلتا الرون ولاند جنوب بوردو. كان على مصارع الثيران انتزاع الأشرطة أو الحلي الوردية من قرونها. لكن منذ منتصف القرن التاسع عشر قضت مصارعة الثيران الإسبانية (التي تؤدي إلى موت الثور) على الأسلوب الفرنسي معتمدة مصارعة الثيران الإسبانية جنوب غرب فرنسا.من الناحية التقنية، لا تُعدّ مصارعة الثيران الإسبانية لعبة مشروعة في فرنسا. لكن بدءاً من 1951 سنّت سلسلة قوانين متعلّقة بحقوق الحيوان استثنت المجالات التي تدَّعي «عدم التخلي عن التقاليد المحلية». عملياً اعتبرت المحاكم الفرنسية أن عبارة «محلية» تشمل أي مكان داخل الحدود الجنوبية والجنوبية الغربية من جبال البيرينيه إلى الألب حيث تُمارس مصارعة الثيران منذ زمن بعيد. نتيجة ذلك، عادت مصارعة الثيران الإسبانية في السنوات الأخيرة إلى مدن كانت توقفت عن ممارستها، مثل بوردو وتولوز ومارسيليا.لمَ أثير هذا الموضوع فجأة في فرنسا؟برز تحوّل في الرأي العام يدعم حماية الحيوان. اعتبرت جمعيّات حقوق الحيوان الفرنسية صيد الثعالب تحدّياً لها. يعارض 80 في المئة من الفرنسيين راهناً مصارعة الثيران الإسبانية. مع انحسار الفوارق الإقليمية في الثقافة الفرنسية، لم تعد الثقافة الجنوبية، التقليدية الأكثر عنفاً وقساوة تتقبل مصارعة الثيران بسهولة.صرح الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الربيع الفائت وكان بعد مرشحاً، أنه في حال انتخب رئيساً، سيفرض قيوداً جديدة على مصارعة الثيران الإسبانية، ذاكراً أن «الطريقة الفضلى» هي إقامة مهرجانات مصارعة الثيران من دون قتلها علناً. يبدو أن هذا الموضوع لم يعد اليوم من أولوياته، لكنه وضعه على جدول أعمال مؤتمر البيئة الذي يُعقد في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.هل ما زالت مصارعة الثيران في إسبانيا تتمتع بالشعبية ذاتها ؟كلا، في استطلاع للرأي أجرته منظمة غالوب في وقت سابق من هذه السنة، تبين أن 72 في المئة من الإسبان لا يهتمون بمصارعة الثيران. منذ عشرين عاماً، كانت النسبة 46 في المئة. يكشف الناشطون المناهضون لمصارعة الثيران أن السيّاح الأجانب يموّلون إلى حد كبير عمليّة قتل 40 ألف ثور في حلبات المصارعة الإسبانية سنوياً. الى ذلك تبقى مصارعة الثيران جزءاً أساسياً من الثقافة وسط إسبانيا وجنوبها.هل من خطوات متخذة لمنع مصارعة الثيران في إسبانيا؟أعلنت برشلونة عام 2004 معارضتها لمصارعة الثيران وحذت حذوها 38 بلدة في كاتالونيا. نظم معدّو حملات الدفاع عن حقوق الحيوان مظاهرتهم الأولى في مالاغا، المركز الرئيسي «للرياضة» ومنعت الحكومة عرض مصارعة الثيران على الشاشات المحلية قبل الثامنة مساء (لحماية الأولاد). من المعروف أن رئيس الوزراء خوسيه لويس رودريغز ثاباتيرو يعارض مصارعة الثيران. أما مناصروها فيحاولون كسب تأييد اليونيسكو، بدعم من كتّاب مثل ماريو فارغاس يوسا، بغية اعتبار مصارعة الثيران جزءاً من إرث إسبانيا الوطني. ماذا عن البلدان الأخرى؟نظرياً يُمنع قتل الثيران علناً في البرتغال. لكن هذه الممارسة ما زالت قائمة في بعض المناطق وتزداد انتشاراً. أما في أميركا اللاتينية فما زالت مصارعة الثيران تلقى شعبية في المكسيك، البيرو، كولومبيا، فنزويلا، الإكوادور، وبوليفيا. تتمثل آخر صيحات هذه الرياضة في قبول مصارعي الثيران الصغار ويبدأ بعضهم المصارعة منذ التاسعة من عمرهم. ما الحجج الداعمة لمصارعة الثيران وتلك المنددة بها؟يقول المؤيدون إن مصارعة الثيران تشكّل احتفاء بقوة الثور وذكائه. إنها المنافسة والعلاقة الحميمة بين الإنسان والحيوان التي تعود إلى العصور البدائية. وترتبط مصارعة الثيران أيضاً بسلالة من الماشية المعرّضة للانقراض من دون هذه الرياضة وهي الثيران التي تستمتع بالقتال من دون أن تشعر بألم كبير ما يخفض، ويا للأسف، سلسلة التنوع البيولوجي. في المقابل، يقول معارضو مصارعة الثيران إنه تقليد بربري من ماضٍ غير حضاري شبيه بمصارعة الدببة أو الديوك. وإن صحّ أن الثور يتحمس للمصارعة فلمَ يتم نخسه في معظم الأحيان ليصبح عدائياً قبل إطلاقه في الحلبة؟ إن كانت المنافسة عبارة عن مواجهة بين المصارع والثور فلمَ تعلّق الآمال كلها على المصارع؟ ثمة فارق أخلاقي شاسع بين قتل الحيوان سراً لغرض الحصول على لحمه وقتله علناً لغاية ترفيهية.هل من فرصة حقيقية لمنع مصارعة الثيران في فرنسا؟ليس في المستقبل القريب على ما يبدو، إذ ترتبط مصالح كثيرة بمصارعة الثيران جنوب البلاد وجنوب غربها. وأي محاولة لحظر مصارعة الثيران يعتبرها الساسة المحليون، من اليسار واليمين، هجوماً على التقاليد المحلية في الجنوب. يُستبعد أيضاً أن يواجه الرئيس ساركوزي المشكلة بشجاعة. كما يشاع إن رئيس وزرائه فرانسوا فيون يشجع مصارعة الثيران. إلا أن الرأي العام الفرنسي بدأ يتغير بشكل لافت. الى إضافة الموضوع إلى جدول أعمال مؤتمر «البيئة» الذي سيعقد في أكتوبر، يكون ساركوزي تقدم على أي رئيس أو رئيس وزراء سابقين. تأمل القوى الفرنسية المناهضة لمصارعة الثيران في إدخال تعديل على الدفاع القانوني عن مصارعة الثيران عبر ممارسة الضغط لمنع الأولاد من حضور المصارعة. وعد الرئيس ساركوزي بإدخال تعديل على القانون.يعترف بعض المدافعين عن مصارعة الثيران في فرنسا بأنهم في الجانب الخاسر من الصراع إذ باتت أيام مصارعة الثيران الدموية في فرنسا معدودة.هل يجب منع مصارعة الثيران؟بلى...- تُعدّ مصارعة الثيران نشاطاً بربرياً وكريهاً من العصور البدائية.- إن قتل الحيوان علناً لغاية ترفيهية مناف للأخلاق.- ما من تقليد قديم وأصيل يقترح قتل الثور خلال المصارعة في فرنسا. كلا...- من دون مصارعة الثيران يتمّ القضاء على سلالة الماشية المستخدمة في المصارعة وليس الثيران بذاتها فحسب.- تُعدّ مصارعة الثيران جزءاً من الثقافة المحلية ويجب ألا يُضحى بها لخدمة ثقافة التعاطف مع الحيوانات.
توابل
هل ينقلب الفرنسيون والأسبان ضد مصارعة الثيران؟
05-10-2007