Ad

في ظل استمرار الجيش اللبناني في اتباع أسلوب «القضم» تمهيداً لمحاصرة عناصر «فتح الإسلام» في مخيم «نهر البارد»، حيث يتقدم تدريجياً على جميع المحاور، نجحت اجتماعات لجنة المتابعة المنبثقة عن الفصائل الفلسطينية كافة في تشكيل قوة أمنية فلسطينية مشتركة، انتشرت في منطقة التعمير في مخيم عين الحلوة، معقل «جند الشام».

 

واصل الجيش اللبناني عملياته العسكرية في مخيم «نهر البارد» ومحيطه لليوم السادس عشر على التوالي، وهو على قاب قوسين من اقتحام المعاقل الرئيسية للإرهابيين داخل المخيم، في وقت لا يزال زعيم «فتح الإسلام» شاكر العبسي متوارياً عن الأنظار. وساد الهدوء الحذر صباحاً بعد ليل حفل باشتباكات عنيفة، استخدمت فيها كل الاسلحة الرشاشة والمتوسطة والخفيفة والمدفعية البعيدة ومدفعية الدبابات. وفي وقت عادت الطريق الدولية، التي تربط طرابلس بعكار عبر بلدة المنية سالكة بحذر، تابعت وحدات الجيش تعزيز مواقعها، لا سيما محيط «التعاونية»، الذي شهد اشتباكات عنيفة، ومجمع ناجي العلي، وتمكنت من السيطرة على سبعة أبنية عند المدخل الشمالي-الشرقي لمخيم نهر البارد القديم. وفي الجهة الجنوبية، صدت وحدات الجيش المتمركزة على تلتي بحنين وح كمون مجموعة من مقاتلي «فتح الاسلام» حاولت التسلل من المخيم عبر جسر السكة الحديد.

كما تابعت الوحدات العسكرية تمشيط وتنظيف المواقع التي سيطرت عليها، وعمل فوج الهندسة في الجيش على الكشف عن الأجسام المشبوهة في تلك المواقع. وفي هذه الاثناء شهد مركز صامد، المعقل الأبرز لفتح الاسلام، تطويقاً محكماً من قبل الجيش بعد تهديمه مبانيه الأساسية. كما شهد مفرق المحمرة عمليات قصف متبادل وقنص من قبل الارهابيين، ردّ عليها الجيش بإحكام.

الى ذلك، تمكنت سيارات الهلال الأحمر الفلسطيني أمس، من اجلاء 20 مدنياً من مخيم نهر البارد

 

5 موقوفين جدد

 

وفي سياق متصل، تسلّم مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد اليوم، خمسة موقوفين لبنانيين جدد من «فتح الاسلام». فادّعى على اثنين منهم بالانتماء الى تنظيم مسلح والقيام بأعمال ارهابية، وعلى أحدهما بنقل اشخاص من جنسيات مختلفة لمصلحة هذا التنظيم. كما ادّعى على ثالث بالتدخل في الجرم عن طريق تأمين بطاريات لأجهزة يستعملها التنظيم، وعلى الرابع والخامس تبعا للادعاء الاساسي، وهو تأليف عصابة بقصد ارتكاب الجنايات على الناس والاموال، والنيل من سلطة الدولة وهيبتها، والتعرض لمؤسساتها المدنية والعسكرية، والقيام بأعمال ارهابية وحيازة واقتناء واستعمال ونقل الاسلحة والمتفجرات. وهي جرائم تنص عقوباتها على الاعدام. واحالهم الى قاضي التحقيق العسكري الاول رشيد مزهر، الذي يتابع ايضاً استجواب الموقوفين السابقين من «فتح الاسلام»، ليرتفع بذلك عدد المدعى عليهم من «فتح الاسلام» الى 27 شخصاً.

 

عين الحلوة

 

وبالانتقال الى مخيم عين الحلوة، أسفرت الاتصالات والاجتماعات، التي عقدتها منظمة التحرير الفلسطينية وفصائل التحالف الفلسطيني والقوى الاسلامية إلى تشكيل قوة امنية فلسطينية مشتركة من 40 عنصراً، انتشرت عند المدخل الجنوبي للمخيم في منطقة التعمير، معقل جند الشام، بهدف اعادة الوضع الى هدوئه ومنع حصول اي اعتداءات جديدة على الجيش اللبناني.

واثر الانتشار ومع بدء عودة النازحين من اهالي المخيم، أمل المتحدث باسم عصبة الانصار أبو شريف أن يقابل الجيش اللبناني هذه الخطوة بخطوة ايجابية، ونقل عنه قوله ان تشكيل هذه القوة هو نموذج، قابل للتطبيق اذا ما نجح لاحقاً في مخيم نهر البارد. وكانت لجنة المتابعة عرضت لتطورات الوضع خلال زيارتها كل من النائبين بهية الحريري واسامة سعد. من ناحيته، أكد أمين سر حركة «فتح» وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في الجنوب خالد عارف ان «هذه النتيجة تضمن الاستقرار والأمن ليس فقط في مخيم عين الحلوة ومربع الطوارئ والتعمير، انما تؤسس لمرحلة جديدة». وأمل أن يتم «تفعيل هذه الأطر التي تم انجازها بشكل أفضل في المستقبل لنصل الى ضمان أمن واستقرار المخيم والجوار وعدم السماح بأي شكل من الأشكال من أي فرد أو مجموعة بالاقتراب أو الاساءة للاخوة في الجيش اللبناني»، مؤكداً أن «لا خيار أمامنا جميعا الا العمل على استتباب الأمن وهذا فيه مصلحة للجميع».