استجواب كيدي ومضلل 2
تناولت في الجزء الأول من المقال محورين من أربعة محاور استند إليها الاستجواب الذي تقدم به النائب الدكتور سعد الشريع ضد الوزيرة نورية الصبيح، حيث ركز الأول على محاولة دق إسفين بين الوزيرة ورئيس الحكومة بادعاء أن الرئيس سعى إلى إصلاح العلاقة مع مجلس الأمة غير أن الوزيرة عملت على تسميم هذه العلاقة وتجاهل المجلس. بينما انطوى المحور الثاني للاستجواب على اتهام سيئ يدين الوزيرة بإهدار القيم التربوية والتعليم وبمخالفة العدالة والمساواة بينما ينظر إليه بتدخل سافر في صميم الاختصاصات التنفيذية للوزيرة... ونستعرض هنا بقية المحاور:المحور الثالث: يركز النائب في صحيفة استجوابه، للمرة الثالثة، على علاقات العمل داخل الوزارة فهو ينتقد الصراعات فيها، وأن الوزيرة في صراع مع الهيئات التربوية ومع وكلاء الوزارة وتدخلت في أمور الجامعة إلى آخر القائمة التي وضعها النائب. والحقيقة أني لا أعرف ما رد الوزيرة؟ لكني لو كنت وزيراً للتربية فإنني لابد أن أقوم بغربلة سريعة لمراكز القوى في تلك الوزارة، وكنت أتمنى لو أن النائب، إن كان يسعى إلى مصلحة التربية والتعليم في دولة الكويت، أن يشد على يد الوزيرة ويطالبها بمزيد من التجديد للدماء وإزالة كل مسبب للتأخر في العملية التربوية ونفض الغبار عن أساليب التعليم وإبعاد الخفافيش الذين يغرسون في أبنائنا الجهل ويحرمون عليهم نعمة العلم واللحاق بركب الحضارة والتقدم.
لو كان النائب عادلاً ويريد مصلحة التعليم كما يقول لقال للوزيرة استمري ونحن معك نساندك بما تريدين من دعم حتى تعود للتعليم قيمته ودوره في تنشئة جيل قادر على النهوض بالكويت، ودخولها القرن الواحد والعشرين. وأذكر أني سحبت أبنائي من مدارس التربية منذ أن بدأت سيطرة المتشددين على مدارس التربية، وحين بدأ الأطفال يعودون إلى بيوتهم بأفكار الجهال من المدرسين وبدلا من زيادة معارفهم صار الأطفال يعودون إلى بيوتهم مرعوبين من توجيهات مدرسهم الذي يرفض دخولهم إلى فصله بقميص فيه صورة، ثم يطلب من الطفل أن يذهب إلى المدرسة خارج أوقات الدوام ليتعلم من المدرس أصول الدين... وفي الحقيقة ليتعلم تعاليم الحزب وإرشاداته وليكون عجينة لينة يشكلونها كما يشاؤون. فلو قامت الوزيرة بإعادة إصلاح المدرسة وإلغاء دور الخفافيش فهل هذا جريمة تستحق العقاب؟لا بد أن تصطدم الوزيرة بما سماها النائب الهيئات التربوية لأنه يعرف قبل غيره ما هي تلك الهيئات، وما دورها في اختطاف وزارة التربية، والتربية ذاتها. وإن كان مقتنعاً أن دور هذه الهيئات لمصلحة التربية، فأنا وغيري نخالفه الرأي. أنا أعتقد أن معظم هذه الهيئات ملتزم بتعاليم حزب النائب وأنه معرقل لأي تطوير في النظام التعليمي والتربوي في الدولة، لذلك لابد أن تصطدم مع وزيرة التربية، وهي كما قال النائب تعرف جيداً، وهي ابنة الوزارة، الدور السلبي الذي تقوم به هذه الهيئات للعملية التربوية.