Ad

بصفتي أحد ناخبي منطقة «كيفان» المجيدة سأسعى إلى استجواب «بومساعد» حين يزورنا في الديوانية خلال شهر رمضان القادم إن شاء الله! ولأن هذا الحين بعيد، فضلاً عن أن العمر غير مضمون، نقول لأخينا «بومساعد» (خليك بالبيت أنت الآخر)، كما فعلت زميلتك الدكتورة «شاهيناز» لأن الوضع الصحي يستحيل علاجه خلال شهر.

* حينما شرعت في كتابة هذه المقالة فوجئت ببنات أفكاري وهن متشابكات في معركة أنثوية حامية الوطيس! فكل بنت تظن أنها الأجدر بالحضور والتجلي في هذه الزاوية أكثر من أترابها! ووجدتني أتخذ سمة الأب الحازم الحاسم وأصرخ فيهن: بنات! فروّعهن صوتي الجهوري «البعيري»، فكففن عن العراك، وهن يقلن لي في صوت واحد طافح بالغنج والدلال: بابا!... ثم أردفن: نحن نطالب يا أبا القلم وما يسطرون بحق الظهور، وفق جدول زمني، أو بالقرعة إن شئت! لكن المهم لدينا هو ألا تحبسنا في صدرك كسجينات المؤبد والعياذ بالله.

قلت لبنات أفكاري النزقات: إنكن جيل شاب عجول، لا يعرف فضيلة الصبر والتأني. لذا أسألكن لم هذه المظاهرة الصاخبة مثل «لمة حريمية» في حمام تركي وما جدواها؟! لقد أصغيت السمع إلى هتافكن «الملعلع» فلم أفقه شيئاً من صراخكن الذي بدا لي كما الكلمات المتقاطعة!

وبعد لأي وبحلقة فيهن بالعين الحمراء التي تشي بصورة الأب الصارم الذي لا يخشى في النشر لومة لائم، قالت كبيرتهن التي علمتهن الاحتجاج والتمرد: حنانيك يا أبتاه... فغاية ما نطلبه منك هو العدل والإنصاف بين بنات أفكارك. تنهدت بعمق ثم أردفت قائلة: بصراحة «يابا» أنت منحاز دوماً للبنت المدججة بالعزوة وكل أسلحة الواسطة التي تستخوذ على مزاجك! وهذا ليس من العدل في شيء البتة! زأرت فيها: البتة؟! أنا يقال لي البتة؟! أنا الكويتي درجة أولى، القاطن في منزل يتربع بين شارعين يقال له: البتة؟! «بته لما تبتك» يا بنت «اللذينا»... روحي أنت طالق... فها أنا ذا أسرحك بإحسان... فاحضري عليك الأمان.

*قالت البنت المسرحة: هل جاءك خبر المظاهرة التي جرت منذ عدة أيام في قاهرة المعز، والمطالبة بتراجع الدكتورة «شاهيناز النجار» العضو بالبرلمان عن استقالتها في مجلس الشعب المصري (لاحظ أن الأمة المصرية تنعت برلمانها بمجلس الشعب، بينما «الجالية» الكويتية تسميه بمجلس الأمة)... الله يرحم الفنان القدير «توفيق الدقن» صاحب مقولة «آلو يا أمم»! ما علينا. الشاهد أن الدكتورة النجار استقالت من المجلس ووافق الاخير على رغبتها فوراً. أما المظاهرة التي تمت أمام محل إقامتها، فقد أسفرت بوعد من النائبة المستقيلة، بأن تكرس لقاءً جماهيرياً مع ناخبيها لتوضح لهم أسباب ومبررات استقالتها. كل هذا زين وتمام وعال العال، لكن المحير المثير للعجب العجاب هو: تلويح النائب «وليد الطبطبائي» باستقالته إذا لم يتمكن وزير الصحة من معالجة أمراض وزارته في غضون شهر! بادئ ذي بدء، وبغض النظر عن «فانتازيا» سبب الاستقالة، نود أن نرمي السؤال الذي يطرح نفسه: هل يملك السيد النائب الحق في الاستقالة بمنأى عن الرجوع إلى ناخبيه -حريماً ورجالاً- لمعرفة رأيهم في مسألة الاستقالة؟! فلو أنه وصل إلى قاعة الشيخ «عبدالله السالم» بفضل دعاء الوالدين، لجاز له التلويح بالاستقالة... أو الاستقالة فعلاً، من دون أن يأبه برأي ناخبيه... كما فعلت الدكتورة «شاهيناز النجار» التي قال لها زوج المستقبل: «خليكِ بالبيت»، فامتثلت له فوراً ومن دون تردد لأسباب شتى لا مجال للخوض فيها الآن.

وبصفتي أحد ناخبي منطقة «كيفان» المجيدة، سأسعى إلى استجواب «بومساعد» حين يزورنا في الديوانية خلال شهر رمضان القادم إن شاء الله! ولأن هذا الحين بعيد، فضلا عن أن العمر غير مضمون، نقول لأخينا «بومساعد» (خليك بالبيت أنت الآخر)، كما فعلت زميلتك الدكتورة «شاهيناز» لأن الوضع الصحي يستحيل علاجه خلال شهر، لأن الوزير المعني -لسوء حظه!- لا يملك حلاً سحرياً معجزاً قادراً على إخراج وزارة الصحة من غرفة الإنعاش التي «تعشش» فيها منذ سنوات، يا الله حسن الختام!!

* تنفست الصعداء حين غادرتني البنت النزقة التي تحرشت بالنائب المحترم، كما شرحنا آنفا. وهممت بتغطية القلم وإعادته إلى غمده... لكن صراخ بنات أفكاري عاد ثانية إلى الظهور، لفت نظري واحدة منهن تبدو عجوزاً دردبيساً تتوكأ على عصا تهش بها على قلمي بين حين وآخر. ماذا تبغين أنت الأخرى؟ سألتها: كحّت وعطسَت ملياً، ومن ثم هتفت بملء فيها: وا لُغتاه! ثم أردفت قائلة: كيف تسكت أنت وأمثالك عن استباحة لغة الضاد الجميلة؟! قلت-مستنكراً- استباحة؟ هذه تهمة خطيرة، ولذا أود معرفة حيثياتها كي يُتاح لنا اتخاذ الموقف المناسب. ردّت بغضب! حسبك أن تسمع خطب الزعماء والحكام والوزراء، وأحاديث الإعلاميين، ومقاولي الهذرة في برامج التلفزيون وغيرهم، لتعرف أن القرار الذي أصدره وزير الاستثمار المصري بفرض غرامة على كل موظف تسول له نفسه الأمّارة الاستهانة بقواعد كتابة اللغة العربية المتبدية في المراسلات الرسمية، حري بالتأسي في جميع الوزارات في الأقطار العربية كافة، وسيتمخض عن هذا التأسي إيرادات مالية تبز إيرادات البترول بجلالة قدره!