أين المسارح الحديثة في الكويت؟
تقاس حضارة البلدان بمسارحها. منذ ستينات القرن الفائت نطالب في الحاح بانشاء صالة عرض مسرحية تليق بمكانة الكويت الحضارية. قديماً طالب الرائد المسرحي زكي طليمات الذي انشأ مركز الدراسات المسرحية بدار عرض تستوعب أعداداً كبيرة من الجمهور وخشبة مناسبة للعروض والخدع المسرحية. الموضوع ليس جديداً ولا حياة لمن تنادي. كانت العروض في ما مضى تقدم في مسارح المدارس مثل "الصديق" و"الشويخ" ثم في الدور المختلفة مثل "كيفان" و"الدسمة" الذي تم وأده و"الشامية" للمعهد العالي للفنون المسرحية سابقاً، ثم مسرح "جمعية المعلمين" المعروف حالياً باسم "مسرح الدسمة". في السبعينات كان الملاذ الآخر مسرح المعاهد الخاصة الذي شهد عروضاً كمسرحية "بحمدون المحطة" لفرقة مسرح الخليج العربي تأليف عبد العزيز السريع وصقر الرشود، اخراج الرشود، شاركت فيها نخبة من نجوم الفن في الكويت، و"عزوبي السالمية" لمسرح الفنون تمثيل الفنان عبد الحسين عبد الرضا وسعاد عبدالله. كما أن بداية مسرح الطفل ولدت على خشبتها عام 1978 بعرض "السندباد البحري" تأليف محفوظ عبد الرحمن اخراج منصور المنصور وتمثيل خالد العبيد، عبد الرحمن العقل، خليل اسماعيل، هدى حسين، استقلال احمد وماجد سلطان، ثم مسرحية " البساط السحري" تأليف مهدي الصايغ واخراج المنصور أيضاً. المسرحيتان انتاج مسرح البدر، أمّا اوبريتات العيد الوطني فغناء شادي الخليج وسناء الخراز. فالمسرح كبير يستوعب جمهوراً كبيراً يحوي مكاناً أسفل الخشبة للفرقة الموسيقية، لكن للأسف منعت عليه العروض المسرحية منذ نهاية الثمانينات. يبحث بعض الفنانين المنتجين عن صالات عرض لعدم اتساع المسارح الثلاثة لعروضهم مقارنة بأعداد الفرق الأهلية والخاصة. منهم من لجأ إلى مسرح نقابة العمال في ميدان حولي وآخرون الى صالات تنمية المجتمع مثل بيان والعدان وأرض المعارض في مشرف وجمعية الشرق، صالة المبارزة في الدعية. كلّها صالات غير مجهزة لا تصلح للعروض المسرحية.
أمّا مسارح الدولة مثل كيفان ( التحرير) والشامية و الدسمة فهي تابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وجميعها بلا استثناء أصبحت قديمة بخشبها وتجهيزاتها لا تواكب التطور التقني الحالي. لم يبحث المجلس الوطني عن البديل، خاصة أن الشامية سيتحول الى مبرة الأنصاري وكيفان سيهدم والدسمة سيعود إلى جمعية المعلمين، لذا أين يعرض شبابنا مسرحياتهم؟! نتمنى أن يصحو المجلس من ثباته الذي استغرق سنوات عديدة للبحث عن البدائل طالما ليست لديه الحلول الجذرية اللائقة بمكانة دولة الكويت. خلاصة نقول للمسؤولين عن المسرح: تخطتنا دول مجلس التعاون بسنوات طويلة على مستوى الأعمال المسرحية ودور العرض الحديثة، وآخرها في "مول" الإمارات في إمارة دبي.