جمعية أعداء حقوق الإنسان!
وضع جمعية حقوق الإنسان الكويتية يشهد واقعاً معكوساً، بل مرفوضاً وفق أبسط مبادئ ومعايير حقوق الإنسان وأدبياتها ودورها الرسالي. وبصفتي أحد الأعضاء المنتسبين للجمعية أدعو الإخوة والأخوات الأعضاء إلى المطالبة العاجلة لعقد جمعية عمومية غير عادية لعزل مجلس الإدارة واختيار قيادة جديدة تؤمن بمبادئ حقوق الإنسان وإعادة الاسم الحقيقي لهذه الجمعية التي أصبحت عدواً للإنسان!
جمعيات النفع العام تعكس مؤشرات النضج المجتمعي من خلال تفعيل دور المؤسسات المدنية التي تنبري بدورها للدفاع عن الحقوق العامة والتصدي للضغوط التي قد تمارسها الأجهزة الحكومية في مصادرة الحريات أو تقييد المطالب المشروعة في مختلف جوانب الحياة.وإذا كانت دوافع الكثير من مؤسسات المجتمع المدني نابعة من تحقيق مكاسب أو مصالح خاصة بشرائح محددة حسب المهنة أو الاهتمام الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي أو الاقتصادي، فإن جمعيات حقوق الإنسان عادة ما تسمو فوق هذه الاهتمامات الضيقة، بل قد تدفع قياداتها ضريبة التصدي لحقوق أبسط الناس وأكثرهم فقراً وأقلهم نفوذاً وأضعفهم سنداً فتكون تلك القيادات في فوهة الملاحقة والاعتقال والتعذيب.ولكن وضع جمعية حقوق الإنسان الكويتية يشهد واقعاً معكوساً، بل مرفوضاً وفق أبسط مبادئ ومعايير حقوق الإنسان وأدبياتها ودورها الرسالي، فبعض قيادات هذه الجمعية الإنسانية يحاول أن يتسلق على حساب القيم الجميلة لحقوق الإنسان من أجل «الأبهة والتلميع والرزة الاجتماعية» ضاربة عرض الحائط بالمهمات التي اؤتمنت للدفاع عنها، بل وصل بها المقام أن تتحول إلى أداة للبطش النفسي وأن تنصب نفسها سلطة أمنية تمارس الجاسوسية والتحقيق ضد من يفترض أن يلوذ بها عند اشتداد المحن. وقد نفخر في دولة الكويت بعدم وجود سجناء رأي في ظل المساحة الشاسعة للديموقراطية والسقف العالي للنقد العلني، ولكن مجتمعنا زاخر بصور بشعة من الانتهاكات الصارخة لكرامة البشر والحرمان من أبسط الحقوق المدنية والإنسانية في أوساط غير الكويتيين، وخصوصاً العمالة البسيطة وشريحة البدون بكل فئاتها العمرية من شيوخ ونساء وأطفال والتي فاحت رائحتها لدرجة تصنيفنا بسببها في القوائم السوداء تبعاً للمعايير العالمية.فأي جمعية لحقوق الإنسان تقوم أدبياتها وشعاراتها على مصطلحات مثل «الشرذمة» و«الإرهاب» و«المجانين» و«المجرمين» إلا في قاموس مجلس إدارة الجمعية الكويتية؟! وأي جمعية لحقوق الإنسان تمارس الإرهاب الفكري والحرب الإعلامية على أحد أعضائها بسبب مواقف مبدئية وصادقة للدفاع عن حقوق الضعفاء من البدون في الكويت إلا جمعيتنا الفتية التي يتزعمها أدعياء الليبرالية والتحرر؟تحية تقدير واحترام نرفعها للأخت الفاضلة الشيخة فوزية الصباح التي جسدت في مواقفها الكثيرة معاني الإنسانية بصدق وإخلاص وكشفت باستقالتها الوجه القبيح لمجلس إدارة جمعية حقوق الإنسان من خلال بيانه المخزي الذي صاغه بعض الأعضاء بينما التزم بعضهم الآخر الصمت المخجل.وعيب على مجلس إدارة جمعية يفترض أن تتصدى لصور وممارسات انتهاك حقوق الإنسان التي تمارس بشكل يومي ومنظم وعلى مدى سنوات طويلة ضد الآلاف من البشر من دون أن نجد منه بياناً واحداً ينصر هؤلاء الضعفاء، بينما «يتشطر» هذا المجلس على زميل لهم وبهذا الشكل الاستعراضي ودونما حياء!وبصفتي أحد الأعضاء المنتسبين لجمعية حقوق الإنسان الكويتية أدعو الإخوة والأخوات الأعضاء إلى المطالبة العاجلة لعقد جمعية عمومية غير عادية لعزل مجلس الإدارة واختيار قيادة جديدة تؤمن بمبادئ حقوق الإنسان وتفعل هذا الدور المعطل في بلد الحرية والديموقراطية وإعادة الاسم الحقيقي لهذه الجمعية التي أصبحت عدواً للإنسان!