في الحلقة الثالثة من كتاب «حماس من الداخل»، الذي تنشره «الجريدة»، يسرد المؤلف الكاتب الصحافي زكي شهاب في فصل «كتائب القسام» نشأة هذه الخلية العسكرية التي أذهلت العالم، من خلال تنفيذ عمليات نوعية في العمق الإسرائيلي، والقادة الذين تعاقبوا على قيادة هذه الخلية ومراحل ملاحقتهم قبل أن تغتالهم إسرائيل.

Ad

كتائب عزّ الدين القسام

مع بداية شهر مايو من عام 1990، أضحى الجناح العسكري الذي انشأه صلاح شحادة والشيخ أحمد ياسين، يضمّ مجموعة صغيرة من المقاتلين، وازداد عديد هذه النواة الأولية بفضل عمليات تجنيد المقاتلين المنتشرين في مختلف انحاء قطاع غزّة.

ورد اسم عماد عقل مسجلا ً في مقدمة لائحة المنتسبين الاوائل إلى الجناح العسكري لـ «حماس»، بصفته قائد الجناح العسكري.

رفاق عماد عقل، قائد الجناح العسكري لـ «حماس»، يذكرون مدى الكبت والقهر اللذين عانوا منهما بسبب خوضهم المعارك الضارية بأسلحة بدائية كالحجارة والقنابل اليدوية والصواريخ المحلية الصنع، في بدايات تأسيس كتائب عز الدين القسام.

ولد عماد ابراهيم عقل في مخيم جباليا للاجئين، شرق مدينة غزّة، في 19 يونيو من عام 1971، قبل قيام دولة إسرائيل في عام 1948، أرغمت القوات اليهودية والديّ عقل على الهرب من قريتهما القريبة من بلدة المجدل (التي اصبحت اليوم مدينة عسقلان أو أشكلون الإسرائيلية).

تشكيل الخلايا

أراد عقل أن يسلّح مجموعة جديدة من المقاتلين كان قد باشر تشكيلها في القسم الشمالي من قطاع غزّة، واطلقت على نفسها اسم «مجموعة الشهداء»، قضى اول اهدافها المعلنة باستهداف العملاء الفلسطينيين وسرقة الأسلحة المتوافرة بحوزتهم، التي عادة ما كان رعاتهم الاسرائيليون يزوّدونهم بها.

أول من تمّت تصفيته هو يحيى الأحول، وبعد فترة قصيرة، أعقبت مقتل الأحول، محاولة اغتيال مصطفى المشلوح.

لم يحمل أيّ من المشاركين الآخرين في الاستعراض العسكري سلاحاً، أكان حقيقياً أم لا، خشية أن تقوم الاستخبارات الإسرائيلية باعتقالهمن بداعي أنهم اعضاء في ميليشيا مسلحة، لكن عنصرا من «حماس» هو مجدي رجل ممتلئ الجسم، وعلى الرغم من انه كان يعمد إلى لف رأسه بالكوفية، في محاولة منه للتخفي، فهو يُعرف على الفور. لقد أثار قلق الآخرين لدى اطلاقه عيارات نارية في الهواء ابتهاجاً، فدعيت قيادة مجموعة الشهداء إلى اجتماع عاجل، وقرّرت إرساله إلى الخارج، طالما أنه كان عرضة للاعتقال وقد يُرغم على البوح بهوية رفاقه وبمعلومات أخرى، وهو ما جرى لاحقا خلال محاولته الهرب، حيث تعرّض للتعذيب وأرغم على الادلاء باعترافات، وكان سبق لمجدي أن سجن أربع مرات، وأطلق سراحه قبل شهرين من اعتقاله مجدّداً.

نتيجة اعترافات مجدي، أصبح عماد عقل وفريقه المؤلف من أبو العطايا وأبو عياش وحارث وبشير وطلال، منذ تاريخ 26 ديسمبر من عام 1991، مطلوبين، وبات عقل، على حدّ وصف أحد رفاقه، دائم التيقظ والتأهب.

الهروب إلى الضفة

عدا الهجمات ضدّ أهداف اسرائيلية، قتل عقل ومجموعته ثلاثة عشر فلسطينياً على الأقل، بعضهم عملاء لدى الاستخبارات الاسرائيلية، والآخرون تجار مخدرات في غزّة.

كان الوجود الاسرائيلي في القطاع في ذلك الوقت كثيفاً للغاية، ما اضطرّ عقل ومجموعته إلى البحث عن ملاذ آمن في مكان آخر.

استشار عقل وزملاؤه في مجموعة الشهداء قيادة كتائب القسّام في قطاع غزّة والضفة الغربية، ووضعوا خطة للانتقال من غزّة إلى الضفة الغربية.

كانت الخلايا في الضفة قد نجحت في سرقة عدد من الهويات العائدة لعرب إسرائيليين يقيمون داخل إسرائيل، لقد قضت خطتهم بتزوير هذه البطاقات، واستبدال الصور والتفاصيل الشخصية بتلك التي تخص أفراد المجموعة.

تعرّضت المجموعة التي انتقلت إلى الضفة الغربية لشتى أنواع المشقات، وإلى حين اكتمال عقد أفرادها في الضفة الغربية، وقبل اتصالهم بقيادة «حماس» في المنطقة، اقتصر مجمل ما يملكونه من أسلحة على مسدس واحد ورشاشين من طراز «كارل غوستاف» وبضعة خناجر.

حالما اجتمعت المجموعة في رام الله والقدس، أجرى أفرادها الستة اتصالاً بـصالح العاروري، الذي كان مسؤولاً عن الجناح العسكري لـ «حماس» في الضفة الغربية، كانت المجموعة تسعى يائسة إلى الحصول على أسلحة، وقد تلقت وعوداً بتلقيها تعزيزات.

في هذه الاثناء، لم يضيّع أفرادها الوقت، بل بدأوا يخططون للانتقام من الإسرائيليين الذين تسبّبوا بالمجزرة التي وقعت أمام المسجد الأقصى في القدس قبل ثمانية عشر شهراً.

تحذير في الضفة

في لقائه الاول معهم، حذر زعيم «حماس» في الضفة الغربية الشيخ صالح العاروري أفراد المجموعة من مخاطر العيش في رام الله، بسبب وجود عدد كبير من الأشخاص المشتبه بأنهم مخبرون لحساب الإسرائيليين في المنطقة.

لقد نصحهم بالتنقل من منزل آمن إلى آخر، إلى أن يصلوا إلى مدينة الخليل حيث تتمتع «حماس» بشبكة دعم أكبر. هناك، أصبح عقل من روّاد المساجد المحلية، واعتاد استخدام أسماء مختلفة، من بينها حسين وأيوب، في محاولة لتضليل الاستخبارات الإسرائيلية. واستحدث لاحقاً أساليب جديدة كخطف جنود إسرائيليين، لمبادلتهم بمعتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية.

إن أكثر الهجمات جرأة، تلك التي نفذها عماد عقل ورفاقه في وضح النهار في 25 أكتوبر من عام 1992، ضدّ مخيم عسكري قرب مسجد ابراهيم، لقد أطلقوا النار على جنديين من مسافة ثلاثين متراً ثم هربوا من المنطقة من دون أن يخلفوا وراءهم أيّ أثر، على الرغم من وجود عدد كبير من الجنود داخل المخيم الخاضع لحراسة مشدّدة للغاية.

في وقت لاحق من ذلك اليوم، أكد متحدث إسرائيلي بأن السترات المضادّة للرصاص لم تق ِ أحد الجنديين من الموت، في حين أن الآخر أصيب إصابة بليغة.

الخيانة

نجا عقل من الملاحقات في غزّة مدّة عامين، قبل أن يشي به أحد المخبرين واسمه وليد راضي حمدية، فقتل. كما كل الذين ساروا في قافلة الشهداء، عاش عقل حياة خطيرة ولكن جريئة، وإن قصيرة. وسرعان ما أصبح من الشخصيات الأسطورية خلال الانتفاضة الأولى، لقد كان معروفاً بشجاعته وبشعاره «قتل الإسرائيليين عبادة».

حكاية «المهندس»

نشأ يحيى عياش في قرية «رافات» شمال القدس. إنها القرية التي أصبح اسمها محط صيحات الاحتجاج الدولية الشديدة اللهجة المندّدة بالجدار غير الشرعي الذي تبنيه إسرائيل.

ولد عياش في 22 مارس من عام 1966، وترعرع في بيت محافظ وفقير نسبياً، كان فتى خجولاً، هادئاً وذكياً، بدأ يحفظ القرآن في السادسة من عمره وكبر معه شغفه بتحرير فلسطين.

في الثانوية، بدأ يحيى في خوض غمار النشاط السياسي، وبرز حينها أيضاً تفوّقه في العلوم، خصوصاً في الكيمياء، الأمر الذي قاده إلى جامعة «بيرزيت» قرب رام الله للتخصص في الهندسة الكهربائية، ومعروف عن جامعة «بير زيت» أنها موئل للناشطين السياسيين.

في مناسبات عدّة، وفيما كان عياش يحصّل علومه، أقفلتها السلطات الإسرائيلية مراراً، ما كان يرغم القيمين عليها على استئناف التدريس فيها سراً.

الشبح عياش

بعد تخرجه في الجامعة في عام 1991، حاول عياش الحصول على تأشيرة سفر لمتابعة دراساته العليا في الاردن، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت طلبه، وهو ما ندم عليه بعد ذلك رئيس الاستخبارات الإسرائيلية يعكوف بيريس، وقال «لو كنا نعلم أن المهندس سيقوم بما يفعله، لأعطيناه تصريحاً بالمغادرة، إضافة إلى مليون دولار».

تزوّج عياش بعد تخرجه في الجامعة من ابنة خالته، ورزق بولدين: براء، وهو البكر، ثم يحيى الذي ولد في 20 ديسمبر من عام 1995، قبل اغتيال والده بوقت قصير. مع اندلاع الانتفاضة الاولى، بعث عياش برسالة إلى جناح الشهداء التابع لكتائب عزّ الدين القسّام، يشرح فيها الخطوط العريضة لمخططاته التي قضت بمقاتلة اليهود بواسطة التفجيرات الانتحارية.

كان عياش يبدّل ملامحه يومياً، ونادراً ما كان ينام لأكثر من ليلة واحدة في المنزل نفسه، لقد خدعت تنكراته المتنوعة حتى رفاقه المقربين، خصوصاً أنه كان يلبس احياناً كمستوطن يهودي، عاقصاً سالفيه، ومعتمراً القلنسوة اليهودية ومعلقاً رشاشاً من نوع «عوزي» على كتفه، مرّات أخرى، كان يسير في شوارع تل ابيب كأنه دبلوماسي أجنبي، أو يقود سيارة إسرائيلية تحمل لوحة تسجيل صفراء، لقد زعموا أنه حضر مأتم كمال خليل، أحد كبار اعضاء كتائب القسّام، في الضفة الغربية، متنكراً بزيّ امرأة، وقال رابين ذات مرة في البرلمان الإسرائيلي «أخشى أن يكون عياش جالساً بيننا في الكنيست».

«حماس» تضرب

لقد كان يحيى عياش ماهراً في صنع القنابل وخبيراً في إعداد المتفجرات، ما أكسبه لقب «المهندس». أثناء توليه قيادة مجموعة الشهداء، تصرف بناء لما اعتبره برنامج انتقام لضحايا الإرهاب الإسرائيلي واليهودي الذي يمارس منذ بداية القرن الماضي.

كانت مجزرة الخليل الحافز وراء تصعيد عياش حملته المناهضة لإسرائيل.

لقد شعر عياش بالغضب الشديد، جرّاء المجزرة، وأقسم أمام رفاقه بأن انتقامه سيشعر كل الإسرائيليين وحكومتهم بندم عميق، فردّ على هذه المجزرة المروّعة في أبريل من عام 1996. يومها، أصبح رائد زكارنة أول انتحاري من «حماس»، فقد حمل عبوة ناسفة جهزها عياش، إلى محطة للحافلات في «العفولة» وفجرها، ما أدّى إلى مقتل ثمانية إسرائيليين وجرح أربعة وأربعين آخرين.

عياش، الذي حزن لخسارة رائد، وإن خدمة للقضية، تعهّد بأن هذه العملية ستكون جزءاً صغيراً من المخطط الشامل الذي أعدّه.

وعلى خلفية ذكرى الأربعين لمجزرة الحرم الابراهيمي في الخليل، أطلق عياش العنان لسلسلة من الهجمات المتتالية. بعد أقل من اسبوع، في ابريل، فجر عمار عمارنة نفسه بحزام ناسف من صنع عياش على متن حافلة في الخضيرة داخل المنطقة الخضراء، فقتل ستة إسرائيليين وجرح ثمانية وعشرين آخرين، من بينهم ثمانية عشر جندياً إسرائيلياً.

وفي 19 اكتوبر من عام 1994، عند الساعة 8.55 صباحاً، في ساعة الذروة، استقل صالح نزال إحدى الحافلات العائدة لشركة النقل «دان» تحمل الرقم 5، قرب ساحة ديزنغوف في تل ابيب، حيث أدى الفعل نفسه، فقتل معه اثنين وعشرين إسرائيلياً وجرح ثمانية وأربعين آخرين.

هذا الهجوم دفع اسحق رابين إلى قطع زيارته إلى لندن والعودة فوراً إلى إسرائيل لعقد اجتماعات طارئة مع الأجهزة الامنية وتحديد خطة تضع حدّاً لحكم الارهاب الذي يمارسه عياش. عند هذا الحدّ، بلغ مجموع الذين قتلهم «المهندس» وطلابه سبعين شخصاً على الأقل وأكثر من أربعمئة جريح.

لقد أدرج الإسرائيليون اسم عياش على لائحة المطلوبين منذ اكتشافهم سيارة مليئة بالمتفجرات في ضاحية رامات إفعال، قبل عامين، في نوفمبر من عام 1992.

ومع تصعيده لعملياته التفجيرية، كثف الإسرائيليون بحثهم عنه، فاعتقلوا والدته، الحاجة عائشة، ووالده وشقيقيه مرعي ويونس مرّات عدّة. لقد فقد والده حاسة السمع نتيجة التعذيب الذي تعرّض له في الاعتقال، كما نالت قريته قسطها من العقاب، إذ حرمت من الكهرباء وأهملت صيانة طرقاتها.

اسحق رابين هو من أطلق لقب «المهندس» على عياش خلال أحد اجتماعات الحكومة، ووفقاً لجدعون عزرا، أحد القادة السابقين لجهاز الشاباك، كان رابين مذهولاً من طاقة عياش وقدرته على الاحتمال.

الطريق الى رأس عياش

لكن الأمور ازدادت صعوبة بالنسبة لعياش بعد موت صديقيه علي عاصي وبشار العامودي، وكلاهما من الناشطين في كتائب القسّام، فقد كان عياش يثق بهما ويعمل معهما بشكل وثيق، ولما نقل مسرح عملياته من الضفة الغربية إلى قطاع غزّة، شكل هذا الأمر ضربة موجعة بالنسبة للاستخبارات الإسرائيلية التي اعتقدت بأنها كادت أن تطبق عليه.

في مساء يوم خميس، كان عياش يستعد للنوم في احد المنازل الآمنة في حيٍّ يقع بين بيت لاهيا ومخيم جباليا، شمال قطاع غزّة، لكن هدير طائرة تحلق في السماء أثار توتره. وبما أنه كان دائم الانتقال من مكان إلى آخر، قرّر التوجه جنوباً إلى رفح لقضاء الليل في منزل آمن آخر اعتاد اللجوء إليه منذ نحو خمسة أشهر، كان المنزل ملكاً لصديق قديم وأحد زملاء الدراسة في جامعة «بير زيت» يدعى أسامه حماد، كانا قد تصادقا قبل عشر سنوات عندما عرفا انهما يعيشان في قرية أبو قش على مقربة من مبنى الجامعة في الضفة الغربية.

تصفية عياش

في صباح اليوم التالي، قرابة الساعة الثامنة، حضر قريب أسامه حماد، ويدعى كمال، حاملاً رسالة إلى أسامه مفادها أن ثمة من يحاول الاتصال به من إسرائيل على رقم الهاتف الخلوي الذي يتشاركانه، تبادل الرجال الثلاثة أطراف الحديث، وبعد وقت قصير، رنّ الهاتف، فأعطاه كمال رأساً إلى قريبه، لم يكن ذاك الاتصال المتوقع من إسرائيل، بل والد عياش القلق على ابنه. غادر القريبان الغرفة كي يسمحا لعياش بالتحدث إلى والده على انفراد، بعد قليل، سمع دويّ انفجار هائل، وارتفع الدخان من الغرفة. هرع أسامه إلى الغرفة، فوجد صديقه ممدّداً على الارض، وفي الجانب الأيمن من رأسه فجوة كبيرة. أخبرني بأن عياش قتل حتماً على الفور، في حين أنه يذكر سماعه هدير محرّك طائرة إسرائيلية تبتعد عن المكان. يشتبه أفراد كتائب القسّام بأن الطوافة أرسلت إشارة إلى قنبلة صغيرة مدسوسة داخل الهاتف الخلوي، لقد نجحت الاستخبارات الإسرائيلية أخيراً في الإيقاع بفريستها، وقد ساعدها على ذلك أحد المخبرين هو كمال حماد.

خليفة المهندس

تساءل أفراد «حماس» عمّن يمكن أن يحلّ مكان صانع القنابل البطل، الدكتور محمود الزهار، وزير خارجية «حماس» في أول حكومة منتخبة في يناير من العام 2006، تحدّث معي عبر الهاتف بعد اغتيال عياش، قال لي إن موت عياش سيخلق «فراغاً كبيراً داخل الحركة». لكنه اضاف: «لقد نقل المهندس مهاراته في صنع القنابل إلى جيل جديد من شباب غزّة».

وأكد الزهار أن كمال حماد كان من أعضاء «حماس»، وتقول الشائعات بأن الاستخبارات الاسرائيلية دفعت له مليون دولار كمكافأة لقاء قتل عياش. وضماناً لسلامته الشخصية، انتقل كمال للعيش في منزل آمن داخل إسرائيل.

عيّن محمد ابراهيم دياب المصري، المعروف بمحمد الضيف من خان يونس، خلفاً للمهندس نظراً لما يتمتع به من موهبة في تنظيم الهجمات ولا يزال يقود متخفيا كتائب القسام.

ضربات موجعة

كان قادة «حماس» يتعرّضون الواحد تلو الآخر للاغتيال، بمن فيهم الأب المؤسس لـ «حماس»، الشيخ احمد ياسين، والعديد من رفاقه مثل الدكتور الرنتيسي وصلاح شحادة وابراهيم المقادمة والدكتور اسماعيل أبو شنب، إضافة إلى عدد كبير من الأعضاء في الحركة. لكن هذا الامر لم يضع حدّاً لنشاط الحركة ولم يقوّض جناحها العسكري، فالمنظمة السرية التي كانت قد بدأت عملياتها في 1 يناير من عام 1992 بمجموعة صغيرة من المقاتلين الشباب المسلحين برشاش قديم فقط لا غير، تمكّنت أن تبرهن للعالم بعد أربعة عشر عاماً، أنها قادرة على انتاج أسلحة متطورة ومتفجرات وأساليب حربية عديدة لمواجهة الجيش الافضل تجهيزاً في الشرق الاوسط.