دعوة خاصة إلى رئيس مجلس الوزراء لأن يراجع فريق وزرائه، ولأن يتفكر ملياً في من يستحق أن يبقى ومن يجب أن يرحل غير مأسوف عليه بعيداً عمن يكون هذا ويكون ذاك، وأن يعيد النظر في آلية اتخاذ القرار في حكومته.لمجلس الأمة 1164 ساعة عمل و2640 ساعة إجازة بحسب إحصائية الزميلة «الراي»، أي أن فترة توقف النواب عن العمل أكثر من ضعف فترة عملهم حفظهم الله. وبالطبع، فإن منهم من يتوقف عن العمل لفترات أطول من ذلك بكثير لتغيبه عن الجلسات وعن حضور اللجان، لكن ومع ذلك سنقول خيرا وبركة والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، وسنتذكر أن أجر الصابر على البلاء أجر عظيم.
من جانب آخر لعلنا نجد في الإجازة السنوية لنوابنا فرصة تمكننا من أن ننظر بشيء من الإيجابية للواقع بالرغم من كل المؤشرات السلبية على تدهور الأوضاع. لا أقول هذا ظنا مني بأن للنواب يداً في تدهور هذه الأوضاع والعياذ بالله، إنما فقط لأنهم على الأقل سيتوقفون عن لفت انتباهنا بشكل متكرر إلى المزيد من أوجه الخلل والفساد، وتركها مع ذلك تمر بلا علاج!
سنمارس الإيجابية، وسنوقد شمعة ولن نلعن الظلام هذه المرة، بالرغم من أنه ملعون ملعون ملعون، وسنوجه دعوة للجميع، سواء في الحكومة أو في البرلمان لمراجعة أدائهم السابق وتقييم ما تم تحقيقه على الأرض، وكذلك سندعوهم الى مراجعة ذواتهم وما يحيك في داخلها من مقاصد وأهداف في ظل الظروف الصعبة والضغوطات الاستثنائية التي تمر بها البلاد وتهدد الجميع بمختلف فئاتهم، آملين أن تثمر دعواتنا هذه خيراً في أفئدة وضمائر القوم، فيبدؤون بتغليب المصلحة العامة المتسع على مصالحهم الخاصة الضيقة، لأننا جميعا في مركب واحد وإن غرق، لا سمح الله، فسنصبح جميعاً طعاماً للأسماك!!
دعوة خاصة لرئيس مجلس الوزراء لأن يراجع فريق وزرائه، ولأن يتفكر ملياً في من يستحق أن يبقى ومن يجب أن يرحل غير مأسوف عليه بعيداً عمن يكون هذا ويكون ذاك، وأن يعيد النظر في آلية اتخاذ القرار في حكومته وفي مقدار الصلاحيات الممنوحة للوزراء، وهل هم بالفعل قادرون معها على العمل والإنجاز في ظل هاجس التعرض للتدوير أو الترحيل أو الصعود إلى منصة الاستجواب بلا دعم من الحكومة!
ودعوة نوجهها كذلك الى المخلصين الشرفاء من نواب البرلمان بإعادة النظر في أجنداتهم ومشاريعهم، وتقديم الأهم على المهم، والتوجه نحو القضايا الكبرى والعامة وتأجيل القضايا الهامشية والخاصة، وتفويت الفرصة على نواب وتيارات الفساد وحرمانهم من استغلال وتضييع وقت البرلمان بأي شكل من الأشكال.
هذه هي الشمعة قد أشعلناها، ونسأل الله الهداية للجميع...
* * *
لفت أحدهم نظري إلى مقالتين كتبتا تعليقاً على مقالي «لا يلومن أحد إلا نفسه»، والظاهر أن مقالي كان مثيراً بالفعل إلى الحد الذي سبب للبعض تقلصات فكرية حادة. على أي حال، أعتذر للقراء عن عدم الرد لأن ليس في المقالين ما يستحق!
لست متأكداً، لكن لعل هذه السطور ستستفز الكاتبين مجدداً للرد، وللشتم ربما كما هي عادة أحدهما، ولكن لا يهم، لأنه إذا رضي عني كرام عشيرتي، فلازال غضبان علي لئامها.
تمنياتي للزميلين شهاب الدين وأخيه بكتابة نظيفة آمنة خالية من المتاعب النفسية والانحطاطات الأخلاقية!