حسمت السعودية أمس أمر هيئة البيعة التي تتولى مستقبلا تعيين ولي العهد، بعد أن ظل الأمر طوال العقود الماضية يقتصر على رغبة الملك في منح هذا الموقع إلى من يشاء من الأمراء، ضمن توافق الأسرة الحاكمة.عين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز اعضاء هيئة البيعة التي تقضي مهمتها تأمين انتقال الحكم ضمن آل سعود، لاسيما عبر المشاركة في اختيار ولي العهد، ووضع على رأسها اخاه غير الشقيق الامير مشعل بن عبدالعزيز.
وفي اجتماعات للهيئة لم يكن معلنا عنها من قبل أدى 35 من أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز عبدالرحمن الفيصل آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية اليمين الدستورية أمس أمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز كأعضاء لهيئة البيعة التي أعلن تشكيلها في وقت سابق.
وضمت القائمة أبناء الملك عبدالعزيز وابن لكل متوفى أو معتذر من أبنائه، وحدد نظام هيئة البيعة مدة العضوية في الهيئة بأربع سنوات غير قابلة للتجديد تبدأ من التاريخ المحدد في الأمر الملكي الصادر بتعيين العضو، ومن مهامها الرئيسية انعقادها «عند وفاة الملك بصفة فورية للدعوة إلى مبايعة ولي العهد ملكاً على البلاد»، بعد ذلك «يبعث الملك خلال الأيام العشرة التالية لمبايعته ملكاً على البلاد، كتاباً إلى رئيس هيئة البيعة يتضمن من اختاره لولاية العهد لعرضه على هيئة البيعة، أو الطلب من الهيئة ترشيح من تراه لولاية العهد، وعلى الهيئة تسمية مرشحها خلال عشرة أيام من تاريخ تسلمها كتاب الملك».
كلمة الملك عبدالله
وقال الملك عبدالله في كلمة له أمام الأمراء أعضاء الهيئة «لقد أنعم الله تعالى علينا بنعم كثيرة، ومن أعظمها بعد نعمة الأمن والإيمان مظاهر الحب التي نشعر بها من أبناء الشعب السعودي بكل فئاته، وهي محبة لها المنزلة الأولى في نفوسنا، نعتز بها وندفع عنها كل أمر قد يكدر صفوها، فنحن من هذا الشعب وهم منا لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وجميعنا نشترك بكل اعتزاز بشرف المواطنة والانتماء لهذا الوطن».
وأضاف «أقول ذلك إدراكا مني بأن الأمم برجالها ونسائها، ورجال هذا الوطن هم المخلصون من أبنائه في كل المجالات، ومن هؤلاء علماؤنا الأفاضل الذين نحمل لهم كل التقدير، وكانوا بعلمهم عوناً لنا بعد الله، ونعني بذلك علماء العقل والفكر والعقيدة».
وتابع «لقد أوصانا الملك الموحد عبدالعزيز بتقوى الله وإحقاق العدل، وأوصانا بأن نكون يداً واحدة وقلباً واحداً، ولا يكون ذلك إلا بترجمة ذلك على الواقع، لا سيما الحرص التام على أن نرتقي بأي خلاف إلى مرتبة الحوار والنقاش بكل شفافية فيما بيننا، وألا نسمح لأحد بأن يتدخل في أمورنا الخاصة، وإنني لعلى ثقة بأنكم جميعاً تدركون ذلك وتعملون به».
وكان العاهل السعودي قد أصدر أمرا ملكيا العام الماضي بإنشاء هيئة البيعة لاختيار ولي العهد مستقبلا، وقال بيان أصدره الديوان الملكي آنذاك إن النظام الجديد لا يسري على الملك وولي العهد الحاليين.
وقال بيان الديوان الملكي إن هذه الخطوة اتخذت بناء على ما تقتضيه «المصلحة العامة»، وهي جزء من تعديل للنظام الأساسي، وهو الاسم الذي يطلق على دستور الملكية المطلقة.
واعتبر مراقبون في حينه أن صدور نظام هيئة البيعة ولائحته التنفيذية «يأتي استجابة لتحديات تطوير نظام الحكم السعودي، منذ إعلان الحوار الوطني الثاني بمكة المكرمة في عام 2003 وفق البواعث والمتطلبات، بما يزيد مؤسسة الحكم رسوخاً وقوة، ودينامية وحيوية، كما يحمي الوحدة الوطنية من أي احتمال»، وأنه ينضم ليكون رابع أركان بيت الحكم السعودي بعد النظام الأساسي للحكم، ونظام مجلس الشورى، ونظام المناطق».
أعضاء الهيئة
وتتكوّن هيئة البيعة من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وأبناء الأبناء الأمراء التالية أسماؤهم:
مشعل بن عبدالعزيز آل سعود رئيساً، عبدالرحمن بن عبدالعزيز، متعب بن عبدالعزيز، طلال بن عبدالعزيز، بدر بن عبدالعزيز، تركي بن عبدالعزيز، نايف بن عبدالعزيز، فواز بن عبدالعزيز، سلمان بن عبدالعزيز، ممدوح بن عبدالعزيز، عبدالاله بن عبدالعزيز، سطام بن عبدالعزيز، أحمد بن عبدالعزيز، مشهور بن عبدالعزيز، هذلول بن عبدالعزيز، مقرن بن عبدالعزيز، محمد بن سعود بن عبدالعزيز، خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، محمد بن سعد بن عبدالعزيز، تركي بن فيصل بن تركي (الأول) بن عبدالعزيز، محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، سعود بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز، محمد بن فهد بن عبدالعزيز، خالد بن سلطان بن عبدالعزيز، طلال بن منصور بن عبدالعزيز، خالد بن عبدالله بن عبدالعزيز، محمد بن مشاري بن عبدالعزيز، فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، بدر بن محمد عبدالعزيز، فيصل بن ثامر بن عبدالعزيز، مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز، فيصل بن عبدالمجيد بن عبدالعزيز، عبدالعزيز بن نواف بن عبدالعزيز.
(يو بي آي، أ ف ب)