قمة السنغال... قراءة في كلمة الكويت
«فخامة الاخ الرئيس: إن دولة الكويت تجدد الدعوة والتأييد لصياغة استراتيجية شاملة لمناهضة الارهاب، ومكافحته بكل صوره ومظاهره إقليميا ودوليا، والتعاون مع منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى... ». من خطاب صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الذي ألقاه نيابة عنه نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح، خلال القمة الحادية عشرة لمنظمة المؤتمر الاسلامي في السنغال، (في الرابع عشر من مارس 2008). فدعونا نتوقف عند أهم ملامح «كلمة الكويت»:الجزء الاول من الكلمة عزز «النكهة الكويتية الداعمة لمشاريع التنمية والتطوير»، ومن خلالها رفعت الكويت مقدار مساهمتها في ميزانية البنك الاسلامي للتنمية، وجددت دعمها لصندوقي التضامن، والدولي الخاص بمكافحة الفقر، وشاركها في هذا العطاء كل من السعودية والجزائر وايران وغيرها من الدول؟
اما المحور الثاني، فركز على تعزيز دور الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، في توجيه القروض والمساعدات إلى الدول العربية والاسلامية... اما المحور الثالث، فشكل باعتقادي رسالة مهمة، عن طريق ربط قصة نشأة المنظمة بعولمة الارهاب، وذلك بسرد قصة نشأة المنظومة، التي نشأت نتيجة ردود أفعال الدول الاسلامية بعد العمل الارهابي الذي تعرض له المسجد الاقصى عام 1969، ودعت الكويت من خلال هذا المحور العالم أجمع، الى صياغة استراتيجية دولية شاملة لمناهضة الارهاب. والمحور الرابع، تناول اهمية وخطورة تعرض الاعلام الدولي باستمرار للمسلمين، ومنها نشر رسوم وافلام تحوي إساءة إلى الرسول، صلى الله عليه وسلم. اما المحور الخامس، فتناول قضية الشعب الفلسطيني... وتضمن مناشدة الامم المتحدة ومجلس الامن واللجنة الرباعية لتحمل المسؤولية الدولية، ووضع حد للانتهاكات الاسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني... ولم تغفل الكلمة مناشدة القادة الفلسطينيين العودة الى الحوار... اما المحور السادس، فانتقل بحذر بين العديد من القضايا، منها الاشادة بالجهود التي تبذلها الحكومة العراقية تجاه تعزيز الامن، وتحذير من ما قد يجره استمرار ازمة الاستحقاق الرئاسي اللبناني، ودعوة إيران إلى الحوار، والتكاتف للحفاظ على خلو المنطقة من أسلحة الدمار الشامل... أما المحور الاخير، فمزج بين الدبلوماسية الاقتصادية وكرم الضيافة الكويتية، بتوجيه الدعوة للدول المشاركة في مؤتمر السنغال، إلى حضور المنتدى الاقتصادي الاسلامي الرابع الذي سيعقد في الكويت بعد شهر، لتعزيز فرص التعاون، ورفع معدلات النمو والتبادل الاقتصادي... واخيرا، بعد القراءة السريعة للخطاب الكويتي التنموي، لا يمكنني ان أغفل عن ذكر الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الزميل البروفيسور احسان الدين اوغلو، واقول الزميل، لانني اثناء انضمامي إلى برنامج الدكتوراه البحثية في لندن، قيل لي ان البروفيسور اوغلو يتردد هنا ليجري بحوثاً في الحضارة الاسلامية... ويعمل لتأسيس مركز للابحاث للتاريخ والفنون والثقافة الاسلامية... واسمحوا لي ان أختم بقول حافظ ابراهيم:لعل في أمة الإسلام نابتةتجلو لحاضرها مرآة ماضيها حتى ترى ما شادت أوائلهامن الصروح وما عاناه بانيها