بشار وجاسم... كما أعرفهما
عندما يتم خطف جاسم الذي أشترك معه في مكتب واحد في «الجريدة»، وبشار الذي يفصلني عن مكتبه فاصل زجاجي، نتبادل معاً الأفكار والآراء والنكات يومياً، وعندما أفتقدهما على العشاء، فأكتشف في اليوم التالي أنه تم خطفهما عند باب «الجريدة»، واحتجازهما في معتقل «أمن الدولة»، فالأمر يصبح مختلفاً تماماً.
قد يفسر موضوع خطف الزميلين بشار الصايغ وجاسم القامس من قبل جهاز «أمن الدولة»، على أنه مخطط لدفع البلد نحو التأزيم، أو للإيقاع بوزير، أو «قرصة» للشباب الكويتي الذي سيقف بوجه محاولات تعطيل الدستور، وهي تفسيرات واردة يغلب عليها الطابع السياسي.لكن عندما يتم خطف جاسم الذي أشترك معه في مكتب واحد في «الجريدة»، وبشار الذي يفصلني عن مكتبه فاصل زجاجي، نتبادل معاً الأفكار والآراء والنكات يومياً، وعندما أفتقدهما على العشاء، فأكتشف في اليوم التالي أنه تم خطفهما عند باب «الجريدة»، واحتجازهما في معتقل «أمن الدولة»، فالأمر يصبح مختلفاً تماماً.الأمر بالنسبة لي شخصياً، كشاب حديث التخرج ومحمل بالأفكار والحماس للمساهمة في بناء الكويت، هو محاولة لنزع بذور الطموح والإبداع من قلب كل شاب كويتي عازم على العطاء لبلده، وزرع شوك الخوف والسلبية واللامبالاة بمكانها، فجاسم أحد رموز الحركة الطلابية الكويتية في اتحاد طلبة أميركا، وأحد قادة حملة «نبيها 5» الشبابية، إنسان مرح للغاية يتسلل إلى القلب من دون أن تشعر به، تمتد بنا الصداقة أربعة أعوام، عملنا وسافرنا معاً، وعزفنا «يا جارة» و«إن شكا القلب» معاً، وخرجنا للـ«حداق» وعلمنا الصبر معاً. أما بشار، فقد التقت أفكارنا في نفس الحقبة حول الصحافة الإلكترونية، فأسس هو موقع «الأمة» وأسسنا في اتحاد طلبة أميركا مجلة «نبراس»، وكان بيننا تواصل مستمر حول قانون المطبوعات، وكان دور موقع «الأمة» رائداً في حملة «نبيها 5»، إلى أن قادنا القدر إلى أن نلتقي لأول مرة ونعمل معاً في «الجريدة».أحببت الاثنين قبل أن ألتقي بهما، ولقائي بهما زادني إعجاباً، ذلك هو شعوري تجاه بشار وجاسم، وهو شعور الكثيرين من محبيهما، وأغلبيتهم لم يلتقوا بهما، لكنهم تابعوا جهودهما الوطنية المؤثرة في أكثر من مناسبة، لذلك، فإن خطفهما والاعتداء عليهما وإذلالهما، لم يزدنا إلا احتراماً لهما، ولم يزد طموحنا إلا توهجاً، ويكفي إلقاء نظرة على التفاعل الفوري من قبل الشباب والمدونات الإلكترونية مع الحدث، لمعرفة مكانة بشار وجاسم عندهم.Dessertللمرة الأولى ألتفت يميناً ويساراً وإلى الوراء عند دخولي إلى البيت ليلاً، ولم يخطر ببالي أن أفعل ذلك في الكويت أبداً.