كيف لو لم... ماذا لو أن؟ تساؤلات بشأن قضية عنوانها المفقودون داخل الكويت... ملف مفقود

نشر في 29-02-2008 | 00:00
آخر تحديث 29-02-2008 | 00:00

وصلتنا هذه المشاركة من القارئ سامي الرشود تفاعلاً مع ما نشرناه في عددنا الماضي ننشرها تعميماً للفائدة.

إن كانت قضية الأسرى والمفقودين- قضية الكويت الأولى- قد تم التعامل معها على هذا النحو، فكيف لو لم تكن قضية الكويت الأولى؟

وكيف لو لم تكن هذه القضية إنسانية بالدرجة الأولى وتحظى باهتمام كل المسؤولين في الدولة كما كان يُقال؟

وكيف لو لم يصدر في تشكيل الجهة المعنية بها مرسوم أميري وخصص لها ميزانية من مجلس الوزراء لا يكشف عن مصاريفها ولا تتم محاسبتها؟

وكيف لو لم يكن على رأسها «شيخ» من الأسرة الحاكمة كان- رحمه الله- في وقت من الأوقات وزيرا للداخلية والدفاع والخارجية؟

وكيف لو لم يذهب رئيس وأعضاء هذه اللجنة أقاصي الدنيا شرقاً وغرباً بحثاً عن أسرانا ومفقودينا وهم لا يبعدون عنا سوى مئات قليلة من الكيلومترات؟

وكيف لو لم تشن الدولة آنذاك- عندما كنا نظن أنهم أحياء محتجزون في الأقبية والقفار- حملات التشهير والتحقير بمن كان يحتجزهم وأطلقوا عليهم أشنع وأبشع الألقاب اعتقاداً منهم أن ذلك من شأنه أن يردعهم عن غيهم، ويحنن قلوبهم فيطلقوا سراحهم على الفور؟

وكيف لو لم تقم مجموعة من المتطوعين بالاستدلال على المقابر مجهولة الهوية الجماعية والفردية، وإحصاء العدد المتوقع فيها، وتقديم معلومات عن بعض الأسماء التي يعتقد أنها المدفونة فيها؟

وكيف لو لم تقم الجهة المعنية بالتعرف على الرفات المجهولة بإرسال تلك الرفات المستخرجة من العراق والكويت، التي لم يتم التعرف عليها وقد تجاوزت المئتين إلى الشركات المتخصصة في الخارج بعد سنوات للتعرف عليها؟

وكيف لو لم يجبر أهالي الأسرى والمفقودين، الذين كانوا يأملون رجوع أبنائهم أحياء أو العثور على رفاتهم، على اللجوء إلى القضاء لحسم أمورهم المالية والاجتماعية العالقة أكثر من 18 عاماً، وإحضار الشهود والبيانات والمعلومات للمحكمة حتى تثبت موت، وليس استشهاد، أبنائهم ومن ثم استكمال البيانات والمعلومات لدى الجهة المعنية بالأسرى والمفقودين، حتى يتم تحويل الملف إلى الجهة المعنية بالشهداء، التي بدورها تطلب استكمال المعلومات والبيانات حتى تنظر في اعتمادهم شهداء؟

وكيف لم تقم الدولة بالمطالبة بالتعويضات «المناسبة» للأسرى والمفقودين أسوة بالتعويضات التي لايزال يدفعها الألمان لأسر ضحايا محرقة اليهود المزعومة، وتعويضات أسر تفجير الطائرة الفرنسية على لوكيربي بمئات الملايين من الدولارات؟

وكيف لو لم تقم الدولة بإطلاق اسم «الشهداء» على أحد شوارعها بدلاً من إطلاق اسم كل شهيد على أحد الشوارع في الأحياء والمناطق الجديدة تخليداً لذكراهم وبطولاتهم؟

ماذا لو أن الجهة المعنية بالأسرى والمفقودين قامت بتوثيق حيثيات بطولات الأسرى والمفقودين كجزء من تاريخ الكويت، وزودت وزارة التربية والتعليم بتلك البطولات لتذكير الجيل الحاضر بها؟

ماذا لو أن الدولة قد دللت على اهتمامها بتلك القضية بوضع آلية لاعتماد أسراها ومفقوديها شهداء، لتوفير العناء والذل الذي يلقاه أهاليهم وهم يجمعون البيانات والمعلومات وينتظرون الطوابير لتخليص معاملاتهم كما لو كانت «المنة» عليهم؟

ماذا لو أن الدولة قد قامت بنبش كل القبور مجهولة الهوية، التي يشتبه في دفن مفقودينا فيها للتعرف عليها بعد إرسالها إلى المعامل الجنائية الأكثر تطوراً والأسرع في الاستدلال والتعرف؟

ماذا لو أن الدولة قد قامت بتحويل المبالغ المخصصة للجهة المعنية بالأسرى والمفقودين «والتي يعتبر وجودها كعدمه» إلى جهات أخرى مختصة باقتراح وتنفيذ أعمال فنية وأدبية تخلّد وتكرّم أسرانا ومفقودينا وتبرز بطولاتهم وتضحياتهم؟

ماذا لو أن الدولة قد اهتمت باليوم العالمي للأسرى والمفقودين، وجعلت منه يوماً وطنياً نستذكر فيه بطولاتهم وتضحياتهم، حتى يكونوا أسوة وقدوة للأجيال القادمة؟

ماذا لو أن الدولة استفادت من تجارب الدول الأخرى الأكثر تحضرا في التعامل مع هذه القضية وأعطت لها القليل من اهتماماتها؟

ماذا لو أننا- لا قدر الله- اضطررنا إلى خوض مسببات هذه التجربة المريرة مرة أخرى، هل سنجد من يقدم على التضحية والفداء شهيداً كان أم أسيراً؟

back to top