في المرمى: إنها مسؤولية تاريخية
تصريح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل المنشور في الصحف أمس، والذي جاء ذلك تعليقاً على مطالبة عدد من اعضاء مجلس الامة له بضرورة تطبيق القوانين الرياضية التي اقرها المجلس في جلسة العشرين من فبراير من العام الماضي، كان يحتاج إلى «كتالوج» لفك شيفرته وتفسيره، فالوزير يقول في مقدمة تصريحه «ان تطبيق القوانين واجب أعلنه منذ توليه مهماته الوزارية لتحقيق المصلحة العامة»، ولا ندري لماذا تأخر الوزير في فرض تطبيق القوانين على من ظل يحاول الالتفاف عليها ويرفضها بطريقة أو بأخرى من الأندية والمسؤولين الرياضيين ما دام يؤمن بأنها واجب كما يقول؟!
ويسترسل الوزير في رده في التصريح المعجون بنكهة «سمك لبن تمر هندي»، بالقول «ان الحكمة مطلوبة في التعامل مع ملف علاقة دولة الكويت بالاتحاد الدولي لكرة القدم»، وكم كان بودنا أن يعرفنا الوزير ماهية الحكمة المطلوبة التي ينشدها، ويتحدث عنها في التعامل مع هذا الملف الشائك؟ وهل الحكمة التي يقصدها هي السكوت باعتباره من ذهب؟ أم تشكيل لجنة تقصٍ للحقائق التي يعرفها القاصي والداني؟ وآخرها ما أدلى به رئيس الاتحاد الآسيوي محمد بن همام وممثل الاتحاد الدولي جيرومي شامبين، اللذان فضحا على رؤوس الاشهاد من كان وراء تدخل الاتحاد الدولي وموقفه مما يحدث في الكويت. ثم يضيف الوزير -لا فُضَّ فوه- بالقول «انه شرع في تصحيح الأوضاع في الهيئة العامة للشباب والرياضة باتباع الحزم ودون ظلم». وأنا هنا لا أملك إلا أن اقف متعجباً أمام هذا الكلام، مما لا يمكن أن يطلق عليه سوى «خرابيط»، فبالله عليكم «تكفون يا جماعة الخير» هل هناك من سمع منذ لحظة تسلُّم الوزير منصبه حتى الآن عن أي إجراء حازم اتخذه تجاه العبث الذي مارسته وتمارسه الهيئة العامة للشباب والرياضة في مشكلة الكرة الكويتية؟ أوَليس الوزير هو ذات الوزير الذي قال يوماً إنه يثق بمسؤولي الهيئة وطريقة إدارتهم للمشكلة وإيجاد الحلول لها؟ ويومها حذرناه في نفس هذا المكان من أنهم طرف في الأزمة وليس في الحل، إذن اين الحزم الذي يتكلم عنه معاليه؟ وأين الظلم الذي يخشاه؟ إلا إذا كان تطبيق القانون على المخطئ يعتبر ظلماً! وهو ما قد يكون جائزاً في هذه الايام التي نعاني فيها أوضاعاً مقلوبة في كل شيء فلم لا؟ وختم الوزير تصريحه بقوله ان تحقيق آمال الشعب الكويتي في الرياضة الكويتية والعمل على رفعة شأنها وتقدمها هو «مسؤولية تاريخية» ونحن نقول له انها حقاً كذلك، لكنه قول يحتاج إلى من يعيه!