طارق العيسى: الساحة الكويتية تتأثر بما يحصل في دول الجوار
أسباب التطرف كثيرة وتجب معالجتها، فالحكمة تتطلب الرفق واللين في علاجها.
قال رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي طارق العيسى إن القتل والتفجير والتدمير باسم الدين والجهاد أمر تبرأ منه ديننا الإسلامي الحنيف، بل يحاربه، لأن الإسلام وأحكامه الشرعية تدعو إلى وجوب حماية الضرورات الخمس وهي: الدين والنفس والعرض والعقل والمال.وأضاف أن هناك أخطارا جسيمة تترتب عليها تلك الجرائم التي تستهدف الاعتداء على حرمات المستأمنين، كما أن هذه الجرائم تمثل إخلالا بالأمن العام في البلاد، ونشوء حالة الفوضى، وشيوع الخوف والهلع لدى الجميع.وقال إنه بالنسبة لأسباب ظاهرة التطرف أو الغلو في الدين فهي كثيرة، منها أسباب منهجية علمية كالجهل بكتاب الله تعالى وبالسنة النبوية الشريفة، وعدم معرفة منهج السلف الصالح والذين هم الصدر الأول من الصحابة ومن سلك سبيلهم. وكذلك الجهل بمقاصد الشريعة.ومن الأسباب أيضا ظهور الفتن التي تجعل الحليم حيران، والفرقة بين المسلمين وطوائفهم، ولعل من الأسباب النفسية أن يقوم بتلك العمليات أناس لديهم اضطرابات نفسية وسلوكية.ومن ذلك أيضا ظهور وانتشار بعض الأفكار المنحرفة مثل: تكفير الآخرين واستحلال دم المسلمين حكاما ومحكومين، وهو من اكبر أسباب الفساد. اختلال مناهج التعليم وأشار العيسى إلى أن اختلال مناهج التعليم وقصورها ساعد على ظهور الأفكار المتطرفة، فمثلا المدارس لا تدرس بعمق ودقة الأحكام الشرعية.وأضاف أن هناك أسبابا للتطرف تتعلق بالمجتمع أفرادا ومؤسسات أفرزتها البيئة والزمان الذي نعيش فيه، كما أن المشكلات السياسية والاجتماعية والأخلاقية تؤدي إلى التعبير عن عدم الرضا عما يحدث، ولكن علينا ان نفرق بين حق الدفاع عن النفس، وهو ما يسمى بجهاد الدفع، وبين التطرف وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وهو الإرهاب المذموم.كذلك انتشار الفساد والانحلال الأخلاقي، وهيمنة التيار التغريبي على حياة الشعوب الإسلامية، فالاستعمار الغربي على مدى قرن من الزمان احدث تغييرا كبيرا في عادات الشعوب المسلمة.وأد الفتنةوأوضح أن الساحة الكويتية تتأثر من مجريات الأحداث في العالم، خاصة مما يحصل في دول الجوار كالعراق. ولكن بفضل الله تعالى ثم حكمة المسؤولين وفطنة ورسوخ علم علمائنا وقادة دولتنا وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد تحرص كل الحرص على وأد الفتنة ومنع أسبابها.انتقال الأفكارواوضح ان الكويت ومنطقة الخليج ظلتا بعيدتين عن هذا الوباء واقصد الإرهاب فترة طويلة، ولكن الاحداث التي مرت بنا خلال بضع سنوات ماضية بينت اننا لسنا بمنأى عنه، وهذا طبيعي فالعالم اصبح قرية صغيرة، وانتقال الافكار اصبح اسرع من ان تشعر به، كذلك انتقال الافراد، لذا فإن شيئا مثل هذا متوقع، ولكن تبقى لمنطقة الخليج خصوصيتها، ومن ذلك العلاقة الوثيقة بين حكامها ومحكوميها، ومساحة الحرية المتاحة والرخاء الاقتصادي، كذلك فإن وجود نخبة من اهل العلم الشرعي ومن اهل الرأي الذين ينصحون الشباب ويوجهونهم يفترض ان يمنع الى حد ما انتقال مثل هذه الافكار الموبوءة، ونحن قد حذرنا مرارا وتكرار، ودعونا الى ضرورة الانتباه للافكار المنحرفة التي تهدد المنطقة، خصوصا بعد تجربة مريرة مررنا بها في السبعينيات هنا في الكويت.