لافتات : عراقي
يَسألُني رِفاقي:
مَتى نَراكَ عائِداً لرؤيةِ العراقِ؟ أقولُ: ماذا سأرى غيرَ عَمايَ يا تُرى في ساعةِ التّلاقي؟! ما تَسكُنونَهُ لكم ولي أنا هذا الّذي يَسكُنُ في أعماقي. هذا الّذي يَسكُنُني أجملُ ألفَ مَرّةٍ مِن ذلكَ السّاكنِ في الشّاشاتِ والأوراقِ. حَمَلْتُهُ طِفلاً عَفِيّاً حالِماً يَنضحُ بالفتنةِ والإشراقِ. حَمَلْتُهُ تعويذةً من لَوعةِ الفراقِ. وَسَّدْتُهُ روحي وأوقَدْتُ لَهُ قلبي وأرخيتُ على غَفْوتِهِ أحداقي. أطبقتُ فوقَهُ اليَدا وَصُنْتُهُ من الرَّدى فآبَ مِثلما غَدا.. مُؤتَلِفَ الخِلْقَةِ والأخلاقِ. فكيفَ لي بَعْدَ بَقائِهِ مَعي مُؤتَمَناً وآمِناً أن أستحِلَّ فَقْدَهُ في زَحمةِ الأسواقِ؟ *** إنّي على تباعُدِ الأزمانِ والآفاقِ رأيتُ في عِراقِكُمْ ما يُطفئُ الأشواقَ في أشواقي. حظيتُ مِن عِراقِكُم برؤيةِ الشِّيعيِّ والسُّنيِّ والمُسلمِ والصابيِّ والكُلْدِيِّ والعُرْبيِّ والكُرديِّ والتُركيِّ والباقينَ من مُستوطِني مَمالكِ الأديانِ والأعراقِ. لكنني.. لمْ أحظَ في زحمَتِهمْ برؤيةِ (العراقي) ! كيفَ، إذن، في سجنِكُمْ سوف أرى انعتاقي؟! وكيفَ أخبِطُ الذُّرا، طَوعاً، على وجه الثَّرى أو أحفَظُ الأصيلَ عِندَ المُفتَرى أو أُسلِمُ البَريءَ للأفّاقِ؟ *** معذِرةً رفاقي.. إنّي سأبقى هاهُنا مُعَوَّذاً مِن عَفَنِ الفاني بطُهْرِ الباقي. عِراقُكم ذاكَ لَكُمْ وَلي أنا عِراقي!