Ad

أحمد الديين ومحمد الجاسم قدما لنا أفكارهما ورؤاهما عبر سلاسل طويلة من المقالات الصريحة الواضحة، والجميع قد عرف الزميلين بقدرتهما الواضحة في تقديمهما الدائم للحلول والمشروعات التنموية الإصلاحية العامة، ولنا في النهاية كناخبين، أن نضعهما على محك السؤال والتمحيص وبعدها أن نقول كلمتنا في حقهما يوم الاقتراع.

إعلان زميلنا أحمد الديين عن نيته خوض الانتخابات القادمة لم يحمل مفاجأة كبيرة لأحد، فقد سبق للزميل أن قام بترشيح نفسه مرتين متتاليتين مما يدل على أن فكرة انخراطه في العمل النيابي تجد قبولا في داخله فكريا ونفسيا. المفاجأة كانت في أنه سيخوضها بمعية الزميل محمد عبدالقادر الجاسم حيث أعلنا نزولهما في قائمة واحدة!

سجل مقالات الجاسم، في فترة ما بعد تركه رئاسة تحرير جريدة «الوطن»، ذلك السجل الذي تميز بعلو النبرة المعارضة والمباشرة الشديدة إلى حد التشريح في تناول الأمور خصوصا فيما يجري داخل بيت الحكم وأروقة الحكومة، أقول إن هذا السجل لم يحمل يوماً ما يشير إلى نيته تجاوز إطار المساهمة السياسية الإعلامية البحتة. كان الرجل كاتباً ومنظّرا من الطراز الأول، ولكنه لم يلمّح بأي نية للخروج من هذه الدائرة، بل لعله كان أقرب إلى الإشارة إلى عكس ذلك. وقد كانت هذه الجزئية مادة للحديث في أكثر من حوار شهدته، فقد سمعت أكثر من شخص يتهمه بأنه كان يقوم بالتسويق الانتخابي لنفسه!

حسنا، فكان ماذا؟! من يملك الحق في أن يجادل بأن ليس للرجل أن يسوّق نفسه بعرض أفكاره عبر المنافذ الإعلامية المتاحة لهذا الغرض. إن محمد الجاسم وبالرغم من الانتقادات الموجهة إليه سيبقى أفضل بألف سنة ضوئية ممن استخدموا المال أو النفوذ لحشد أصوات قطعان الناخبين للوصول إلى البرلمان، وأفضل بألف سنة ضوئية أخرى ممن اتكؤوا إلى امتدادهم القبلي أو الطائفي المغيّب عن الوعي للنجاح في الانتخابات وهم في حقيقتهم فارغون من الداخل ولا يساوون فلسا في ميزان الوطن.

يحاول بعضهم اليوم كذلك أن ينال من الجاسم من خلال التشكيك بمصداقيته عبر إثارة ملابسات فترته السابقة وكونه كان خلالها في جهة يحسبها بعضهم على خط الفساد، وأقول إنه من كان منا بلا خطيئة فليرمه بحجر، ويكفينا أن الرجل وخلال الفترات الصعبة الماضية كان واقفا في الجانب الصحيح بالرغم من كل المغريات والضغوط التي مورست عليه، في حين التحفت عشرات الأصوات ممن كنا نأمل فيها الخير بالصمت المريب، بل ربما وقفت في الجانب الخاطئ.

أحمد الديين ومحمد الجاسم قدما لنا أفكارهما ورؤاهما عبر سلاسل طويلة من المقالات الصريحة الواضحة، ولنا في النهاية كناخبين، هذا إن كنا نملك حقا القدرة على الفرز والاختيار وتحديد المرشح الذي سيشكل قيمة حقيقية لمجلس الأمة من المرشح الذي لن يكون أكثر من صفر آخر على الشمال كعشرات الأصفار التي سبقت وعشرات الأصفار التي ستأتي، أن نضعهما على محك السؤال والتمحيص وبعدها أن نقول كلمتنا في حقهما يوم الاقتراع.

إن وصول الزميلين الديين والجاسم إلى قبة البرلمان سيعطينا دلالات مهمة، من باب أنه سيشير إلى أن الناخب الكويتي قد غير بالفعل أسلوب اختياره لمرشحيه، واستطاع التمرد على الأسلوب الرديء السابق والاتجاه إلى أسلوب اعتبار معايير القيمة الفكرية والعقلية للمرشحين، فالجميع قد عرف الزميلين بقدرتهما الواضحة على هذا الصعيد من خلال تقديمهما الدائم للحلول والمشروعات التنموية الإصلاحية العامة، في الوقت الذي طغت على الأغلبية الأخرى نزعة التصدي للزوابع الجزئية.

لست بهذا المقال أقوم بالتسويق الانتخابي للزميلين الديين والجاسم ولو كنت فاعلا ذلك لأحدٍ لقمت به لمرشحي حزبي السياسي، بقدر ما أنها نظرة تحليلية اقتضاها هذا المشهد الانتخابي.

تمنياتي لجميع المرشحين الصادقين الوطنيين بالتوفيق.