الكويت أوقفت مشروع جلب المياه من إيران
كشفت مصادر حكومية رفيعة المستوى لـ «الجريدة» ان الكويت أوقفت المباحثات والمفاوضات مع ايران لتنفيذ مشروع جلب المياه الايرانية الى البلاد«بسبب الاوضاع الخطيرة التي تمر بها المنطقة واحتمال اندلاع حرب أميركية - إيرانية.
وقالت المصادر: «إن الحكومة توصلت لقناعة متأخرة بأن المشروع غير مجدٍ سياسيا ولا اقتصاديا ولا حتى استراتيجيا، نظرا لارتفاع كلفته المادية ولعدم ضمان وصول المياه للبلاد في الظروف الطارئة او حالات دخول ايران في حرب، لذلك ارجأت صرف النظر عن المشروع في الوقت الحالي وتعليق المباحثات على هذا الصعيد حتى إشعار آخر ». وأوضحت ان الحكومة ايقنت ان هذا المشروع معرض لأخطار كبيرة قد تعرقل وصول كميات المياه للكويت في أي وقت،خصوصا ان الكويت تسعى من خلال جلب المياه الايرانية الى حل مشكلة شح المياه التي تواجهها صيفاً، اذ كانت ستتخذ من المشروع خيارا استراتيجيا، لكن بعد الظروف الاخيرة التي تمر بها المنطقة اصبحت هناك قناعة تامة لدى الحكومة بخطورة المشروع. وأشارت المصادر الى ان قرار جلب المياه من إيران لم يكن مدروسا، وجاء نتيجة ردة الفعل الكويتية إبان الصعوبات والعراقيل التي منعت ايصال مياه شط العرب للكويت، لذلك اتجهت الحكومة للمياه الايرانية كبديل لشط العرب ولإنقاذ الكويت من شح المياه الذي تتعرض له باستمرار، بعد القرار السياسي الذي اتخذ بإسدال الستار عن جلب المياه من شط العرب، حيث كانت العراقيل لتنفيذ هذا المشروع سياسية وليست فنية. وأكدت أن كلفة مشروع جلب المياه الايرانية تفوق إنشاء أكثر من محطة لتقطير المياه، إذ تصل كلفته الى مليار دينار مقابل 200 مليون غالون يوميا، ولفتت الى ان الحكومة ستعتمد على محطات التقطير لإنتاج المياه عن طريق تحلية مياه البحر، لتجاوز مشكلة نقص المياه وارتفاع الاستهلاك مقابل الانتاج.