Ad

في هذه الحلقة، يروي الكاتب تفاصيل وصوله الى واشنطن، ومقابلة أحد المسؤولين لينقل الى الإدارة الأميركية «عرض» النظام العراقي البائد، والذي بدا كمناورة فاشلة لن توصل الى أي نتيجة.

«كالعادة، لم يخيب موراي غارت ظني. كان في انتظاري في المطار. لكنني لاحظت اهتماماً خفياً بي، او هكذا اعتقدت. موظف الأمن لم يأخذ وقته التقليدي في التدقيق بجواز سفري اللبناني. نظر الى الصفحة الاولى، حيث الاسم والصورة، ثم قلب الصفحات، ومهر ختم الدخول ثم سلمني جواز السفر مع ابتسامة عريضة وجملة: أهلا بك في الولايات المتحدة. نفس الشيء حدث مع موظف الجمارك. نظرة خاطفة الى الجواز تلتها بصورة اوتوماتيكية وضع علامة بالطبشور على حقيبتي. ثم الابتسامة وكلمات الترحيب الدافئة. ترى هل وضع اسمي على لائحة (VIP)، ومن وضعه: بوب ام موراي؟ لا أدري. لكن الذي أعلمه ان هذا الاستقبال الدافئ منحني شعوراً بالطمأنينة كنت بأمس الحاجة اليه، يضاف الى إحساس آخر، وهو انني أحمل في حقيبتي جواز سفر دبلوماسيا صادر عن ديوان الرئاسة العراقية استخدمه عند الضرورة القصوى، أو في حال الاعتقال او الاتهام بالتجسس أو أي شيء من هذا القبيل.

أوصلني غارت الى فندق في فرجينيا، حيث حجز لي جناحا صغيرا مؤلفا من غرفة نوم وصالون، قال انني سأحتاج اليه للاستقبال وعقد الاجتماعات.

شرحت له باختصار المتعب الخطوط العريضة للرسالة التي حملني إياها صدام. كان يستمع إليّ بكل دقة، ثم قال: لقد جئت في اللحظة الاخيرة قبل هبوب الاعصار. لا بأس يمكن ان تكون زيارتك مفيدة في بعض النواحي. لقد وضعت لائحة بأسماء الاشخاص الذين ستقابلهم، وأخذت بالفعل مواعيد مع بعضهم. هل في ذهنك اسماء معينة، او بالأحرى هل طلب منك صدام مقابلة شخص معين؟ أجبته بالنفي. قال انه سيتركني لأرتاح في الفندق ساعتين. قبل ان نباشر معاً الحديث بشكل ثنائي: هناك الكثير من الاسئلة أود ان أطرحها عليك. لكنك متعب من الرحلة. ساعتان تكفي للراحة. أمامنا جدول أعمال ونحن في سباق مع الزمن.

عندما خرجت من سيارة غارت أمام باب الفندق لم يدر في بالي على الاطلاق انني سأغادر بعد 48 ساعة حاملا رسالة جوابية اميركية الى صدام.

بعد أقل من ساعتين، كان غارت بانتظاري. لم يكتف بالخطوط العريضة التي شرحتها له في السيارة في طريقنا من المطار الى الفندق، بل أراد المزيد. وجدت انه من المفيد ان أضعه بالصورة الكاملة بشأن رغبة صدام في فتح حوار جانبي مع واشنطن في إطار احتلاله للكويت. لم أذكر له ان صدام اعتبر الكويت بمنزلة الولد الضال الذي عاد الى احضان أمه لاعتقادي بأن مجرد ذكر ذلك يمكن ان يؤثر في مهمتي في فتح قناة الحوار. كنت حريصا على ان أخترع هامشاً للمناورة والهدف هو الوصول الى الحوار المشترك. أظهر غارت ارتياحه للصورة التي رسمتها له، وقال: الآن استطيع ان أحدد الاشخاص الذين يجب ان تقابلهم وتتحدث معهم وتسلمهم رسالة صدام الشفهية. بالمناسبة كيف تركت صديقي صدام؟

في عام 1982 أجرى غارت حديثاً مع صدام. وكانت التفاتة ذكية من قبل الرئيس العراقي آنذاك ان دعا غارت الى مرافقته في جولة سياحية حول بغداد. صدام كان يقود سيارته المرسيدس وغارت الى جانبه. وقد ذكر غارت هذه الحادثة في زاوية «رسالة الى المحرر» في مجلة التايم.

صدام كان في ذلك الوقت ينسج خيوط العنكبوت حول الاميركيين، ويرغب في الظهور بالمظهر الحضاري، او بالاحرى ان يستخدم الاعلام الاميركي لرسم الصورة اللائقة له. بعد 1982، زار غارت بغداد عدة مرات، واستقبله صدام مرتين كصديق وليس كصحافي. لذلك استخدم غارت عبارة «صديقي صدام» تأكيداً على انه ما زال يحتفظ بروح الصداقة لعدو بلاده الجديد.

قلت لغارت رداً على سؤاله: وجدت صدام في وضع مضطرب ويزداد اضطراباً يوماً بعد يوم. فقال لي: الوضع هنا في حالة الغليان. هناك اصوات عديدة في البيت الابيض وفي البنتاغون وفي وزارة الخارجية تصرخ طالبة حلاً عسكرياً بأسرع وقت ممكن. أرجو الا تكون زيارتك جاءت متأخرة. على كل حال سنرى ما يمكن فعله.

نظر إليّ بعمق وكأنه يختار كلماته بشكل غير جارح، ثم قال: اسمع يا علي. أنا أعرف مركزك الممتاز في بغداد ولدى صدام. ولقد شهدت ذلك بنفسي. هنا، في واشنطن، لا يعرفون ذلك وعليهم ان يأخذوا كلمتي عنك لتعريف مركزك هناك في بغداد. كيف تريد أن أقدمك اليهم؟

بابتسامة صغيرة، وضعت يدي في جيب سترتي الداخلية وأخرجت جواز السفر الدبلوماسي العراقي المكتوب فيه المهنة: مستشار خاص في ديوان الرئاسة. وقلت وأنا أضع الجواز أمامه على الطاولة: هذه هي أوراق اعتمادي. أرجو ان تكون كافية. نظر غارت بإمعان الى الجواز وقلّب بعض صفحاته، خاصة ان التفاصيل كتبت باللغتين العربية والانكليزية، ثم قال: هذا سيساعد كثيراً في تحديد وضعك الرسمي. قلت موضحاً: هذا لا يعني بأنني موظف رسمي في الدولة العراقية ولا أعمل كأي موظف عراقي في دولة صدام. أعطيت هذا الجواز الدبلوماسي لتسهيل مهمتي هنا وفي اي مكان، ولإعطائي نوعاً من الحماية في حال تعرضي للمشاكل او الاشكالات. قال غارت: انت هنا لست بحاجة الى حماية. أنت صديق للولايات المتحدة، وفي قناعتي صديق جيد. ثم اقترح ان يأخذني في رحلة بسيارته لرؤية معالم واشنطن. تماماً كما فعل معه صدام. وأدركت السبب. كان غارت يلعب معي ورقته الاخيرة لإدخال الطمأنينة الى نفسي.

بعد عودتنا الى الفندق، أجرى غارت اتصالا هاتفيا ثم عاد ليقول لي ان موعدي الاول هو مع جوزيف سيسكو على الغداء غداً. ثم شرح لي بعض التفاصيل عن سيسكو، الذي تقاعد من عمله في وزارة الخارجية أخيرا، وهو يعمل اليوم مستشارا للرئيس بوش (الأب) ومكلف بشؤون الشرق الادنى، وهو يتولى معالجة ملف العراق، وبالتالي يملك كلمة قوية في ما يتعلق بأزمة احتلال الكويت. ثم قال: لا تأخذ سيسكو بخفة. ان الرئيس بوش يستمع الى نصائحه.

في الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر اليوم التالي، أقلني غارت بسيارته من الفندق الى نادي «الكوزموس» الشهير في واشنطن. وفي السيارة، وقبل ان نصل الى النادي، قال غارت انه ليس متفائلاً بشأن امكان فتح حوار مع صدام، وقال: لقد جئت متأخراً جداً. ان الصوت الوحيد الذي تسمعه في واشنطن اليوم هو صوت الحرب لطرد صدام من الكويت والانتهاء منه مرة واحدة وأخيرة. ان جو سيسكو هو أحد الخبراء القلائل في شؤون الشرق الاوسط. هو ليس من مجموعة الصقور، كما انك لا يجب ان تعتبره من مجموعة الحمائم ايضاً. سيستمع الى ما ستقوله وأعتقد ان لديه خطة اذا قبلها صدام ربما تؤدي الى إنجاح مهمتك في فتح الحوار.

كنا قد وصلنا الى النادي ولم تسنح لي الفرصة لأحاول معرفة خطة سيسكو او حتى بعض تفاصيلها. لكن ما قاله غارت يؤكد قناعتي بأنه قد قضى جزءاً من الليلة الماضية في مناقشة عرض صدام مع سيسكو، وربما مع غيره ايضاً. وهذا يعني ان مجرد القبول بمناقشتها اليوم دليل على وجود فرصة لنجاح ما جئت من أجله وهو فتح الحوار... او هكذا أحببت ان أعتقد.

سيسكو جاء متأخراً عن موعد الغداء عشر دقائق تناولنا خلالها. اعتذر عن تأخره ثم جلس. ولاحظت انه بدأ ينظر الى وجهي بعمق الى درجة دفعتني الى الارتباك. ولكي أخفي ارتباكي هذا وضعت أمامه جواز سفري الدبلوماسي العراقي من دون ان أقول كلمة. نظر سيسكو الى الصفحة الموضوعة عليها صورتي واسمي و«رتبتي» ثم أعاد الجواز إليّ.

بدأ سيسكو الكلام، فقال: أود ان أرحب بك في واشنطن. موراي أخبرني عن سبب زيارتك، وأنا هنا لأسمع منك التفاصيل.

بدأت أتحدث. دخلت رأساً الى قلب الموضوع. او على الاقل الى قلب ما تسمح لي مهمتي ان أقوله: ان صدام يرغب في فتح قناة خلفية مع واشنطن وهو يتحدث عن رغبته في التوصل الى اتفاق، يشمل النواحي السياسية والاقتصادية والنفطية. كذلك فإنه يبدي رغبته في منح الشركات الاميركية-على اختلافها- الافضلية في العمل في العراق. ثم أخذت من جيبي ورقة سجلت عليها، حرفياً، ملاحظات وأقوال وقلت: بصورة حرفية صدام يقول اننا لن نستطيع ان نشرب نفطنا. فهو غير صالح للشرب طبعا، وهو على استعداد للتوصل الى اتفاق بعيد المدى بشأن مستقبل النفط العراقي مع الادارة الاميركية. ثم أعدت ورقة الملاحظات الى جيبي، وتابعت القول: ان صدام يريد علاقات استراتيجية معكم لا علاقات تكتيكية كالتي حصلت خلال الحرب مع ايران. العلاقات الاستراتيجية التي يريدها صدام تتعدى العراق لتشمل منطقة الشرق الاوسط برمته.

سيسكو هو الآخر دخل رأساً الى قلب الموضوع، فسأل: ماذا عن موضوع الكويت؟ كنت أنتظر مثل هذا السؤال، لكنني كنت آمل الا يطرح، على الاقل في هذه المرحلة من الحديث. ان الجواب يمكن ان يكون التجربة الاولى على مصداقيتي. لم يكن باستطاعتي إخفاء الجانب السلبي للصورة التي رسمتها لي بغداد. كذلك كنت شديد الرغبة في إعطاء مهمتي حظوظها في النجاح مهما كانت صغيرة. لذلك اعتمدت اسلوب الابتعاد عن الجواب المباشر ورحت أجوب جوانب العلاقات الاميركية-العراقية منذ استلام صدام السلطة في عام 1968، وكيف تطورت العلاقات ايجابيا خلال الحرب مع ايران، وكيف ساعدت واشنطن صدام عسكريا كي يقف على رجليه ضد الخميني، وبالتالي ان يربح الحرب لانه لم يخسرها كما كان يراهن الأكاديميون العسكريون من مختلف الجنسيات. وانتهيت الى القول ان المشكلة في سوء التفاهم العراقي-الاميركي الآن تكمن في ان الفريقين لم يعطيا الفرصة الكاملة للجلوس وجهاً لوجه، لوقت كاف، كي يتعرف كل منهما على حقيقة الآخر. ان الفترة الماضية كانت مليئة بالشكوك وبعدم الثقة. وبالرغم من ان واشنطن ساعدت وبشكل فعال في خروج العراق منتصراً في حربه مع ايران، سياسياً أكثر منه عسكرياً، فإن صدام لم تسنح له الفرصة لكي يتعرف على الاميركيين بشكل يسمح له بأن يعتبرهم حلفاء استراتيجيين. ان الحرب العراقية-الايرانية، كانت بمنزلة «زواج مصلحة» قصير المدى بين بغداد وواشنطن. ومع عدم وجود جسور متبادلة للثقة، فان صدام اعتقد، وما يزال، بأن الاميركيين سرعان ما سينقلبون ضده في أول مناسبة. لقد قال لي الرئيس العراقي في أحد لقاءاتي معه: ان الاميركيين لديهم عادة سيئة. انهم يأكلون عملاءهم. ولهذا يجب ان نكون اكثر من متنبهين في تعاملنا معهم.

كان همي الاول ان أدور وألف، وألف وأدور في كلام يتضمن تحليلات لا طائل تحتها، كي أهرب من جواب صريح بشأن سؤاله الاول: ماذا عن احتلال الكويت؟ وعندما لمست ان سيسكو كان سعيداً لسماع تحليلي المطول هذا استرسلت مجدداً وقلت: ان دراستي عن قرب لشخصية صدام تدفعني الى القول، وبكل ثقة، انه جاهز ليكون الحليف الاول والأقوى للاميركيين في منطقة الشرق الاوسط. لقد وضع أسس قتال الفئات الاصولية، وحربه ضد ايران تشهد له بذلك، وفتح الابواب واسعة للغرب الثقافي وربما السياسي، وإذا ما استطاعت اميركا «استيعاب» شخصية صدام ايجابياً فانها ستجد فيه «شاه» آخر. في قناعتي الشخصية، ان صدام هو «شاه» آخر ليس لايران ولكن للعراق، وهو يرتدي الزي العربي وليس الفارسي.

مع ابتسامة دبلوماسية، أخذ سيسكو جانب الكلام، فقال: أوافق معك على بعض النقاط التي ذكرتها، وأخالفك كثيراً بأكثريتها. ان صدام أثبت لنا انه رجل غير جدير بثقتنا. لدينا الكثير من التجارب السيئة معه مثل استخدام اسلحة الدمار الشامل في حلبجة (على الحدود العراقية-الايرانية). لقد بعثنا اليه برسالة صريحة قلنا اننا لن ننظر الى الناحية الثانية (يعني غض النظر) اذا ما استخدم هذه الاسلحة القذرة والمرعبة مجدداً. طلبنا منه ان يتعاون معنا بكل صدق لتدمير اسلحة الدمار الشامل الموجودة في ترسانته. في البداية ظهر انه يتعاون، لكن سرعان ما بدأ المراوغة والهروب من التزاماته. وبدلاً من تدمير الاسلحة القذرة التي لديه، وضع برنامجاً سرياً لزيادة اعدادها وتحديث فعاليتها. دعني أبوح لك بسر. لقد دعا الرئيس بوش (الاب) الى اجتماع دولي في باريس لبحث اسلحة الدمار الشامل. ان الرئيس فعل ذلك بعد أحداث حلبجة، وبعد ان أسرع صدام في تنمية برنامج هذا النوع من الاسلحة. تجاهل صدام رسالة بوش كما تجاهل مؤتمر باريس، عندها تأكد لنا ان الرجل لا يمكن الوثوق به، وان له أجندة خاصة به في الشرق الاوسط، وإذا لم تسرع الولايات المتحدة في استيعابه سريعاً، وبكل الطرق والاساليب، فإنه سيصبح خطرا حقيقياً، ليس على منطقة الشرق الاوسط فحسب بل على العالم كله.

... لم ينس سيسكو انني لم ارد على سؤاله الاول المتعلق باحتلال الكويت. فعاد الى طرحه بصيغة الاستطراد في كلامه فقال: ثم احتل الكويت بالقوة العسكرية. وهذا ما أكدّ صدق نظريتنا بأنه رجل لا يمكن الوثوق به على الاطلاق. اذا كنت هنا «لتبيع» صدام على انه ولد جيد، فانه ليس كذلك. لقد وضعنا صدام في صندوق حديدي وأقفلنا جيداً هذا الصندوق، ثم رمينا المفتاح الوحيد في المحيط الاطلسي. وأنت الآن تطالبنا بأن نغطس في مياه المحيط للعثور على المفتاح لاطلاق سراحه من الصندوق؟ هذا مستحيل. علي... ان هوليوود نفسها لا تقبل مثل هذا السيناريو لانه غير واقعي وغير منطقي على الاطلاق.

توقف عن الكلام ولزمت أنا الصمت. ماذا يمكنني ان أقول في وجه هذا التحليل المليء بكل أنواع المنطق بالضراوة، كي لا أقول الوحشية. قطع سيسكو الصمت وتابع القول: على صدام ان يعطينا اكثر من دليل على نواياه الحسنة قبل ان نبدأ عملية البحث عن مفتاح الصندوق في أعماق المحيط الاطلسي. اعتقدت ان سيسكو رمى لي حبل الخلاص فسارعت الى القول بحماس: كيف؟ كيف يستطيع صدام ان يفعل ذلك؟ أجاب: قبل ان تصل الى واشنطن وردتنا أخبار عن ان صدام قد أخذ آلاف الاجانب الموجودين في العراق كرهائن. لقد قرر منعهم من السفر الى بلادهم. معلوماتنا الجديدة انه ينوي ان يصنع منهم «حاجزا بشريا». هو يعتقد انه بهذا العمل يمنعنا من طرده من الكويت. انها خديعة قذرة ولن تؤثر علينا ولن تمنعنا من القيام بما يجب ان نفعله. عليه ان يوقف هذه اللعبة القذرة. ان صدام، بعمله هذا، يتحدى التاريخ المليء بالشرف العربي والتقاليد العربية الموروثة. لقد علّمنا التاريخ ان العرب اصحاب شهامة وهم يحسنون معاملة الضيف ويدافعون عنه بحياتهم. انه يلغي هذا الجزء المضيء من التاريخ العربي. عليه ان يوقف هذه الخديعة القذرة ويسمح للاجانب بمغادرة العراق اذا أرادوا ذلك. قلت متسائلاً: وإذا فعل صدام ذلك؟ اجاب: اذا فعل ذلك فانه يزودنا بذخيرة تمكننا من النقاش بقوة بأنه صاحب نوايا حسنة. اذا فعل ذلك فانه يخلق أملاً بامكان فتح حوار معنا. وأقول لك صراحة ان الأمل اليوم في فتح حوار معه هو صفر كبير.

قال ذلك ورسم باصبعي يده دائرة تشير الى هذا الصفر الكبير».