عندما تُسيّس الفتوى الشرعية

نشر في 04-06-2007
آخر تحديث 04-06-2007 | 00:00
 محمد عثمان العنجري الأحزاب السياسية الإسلامية في ا لعالم الإسلامي تتأثر فتاواها بتوجهاتها السياسية مما يخلق اضطرابا في الفتوى، فما كان بالأمس حلالا أصبح اليوم حراما، وما كان بالأمس حراما اصبح اليوم حلالا، وهذا عبث وانحراف في منهج الدين ومن الاهواء المضلة.

وينعكس بصورة سلبية على عامة الناس وحكمائهم، فمن سمع الشيخ الدكتور/عبدرب رسول سياف الأفغاني، وهو يحرم على ولاة أمر الكويت الاستعانة بالأميركان سيشكل عليه كيف استجاز الشيخ لنفسه الاستعانة بالأميركان لمقاتلة طالبان وإخراجهم من كابل وقندهار.

فما كان بالأمس حراماً أصبح اليوم حلالاً

وكذلك من قرأ موقف جماعة الإخوان المسلمين في الكويت في تأييدها للنائبة التركية مروة قاوقجي لدخولها البرلمان التركي، حيث جعلوا من دخولها البرلمان التركي «فتحا إسلاميا»، وعلى النقيض من ذلك موقفهم المعارض لدخول المرأة الكويتية البرلمان الكويتي، فما الفرق الشرعي بين البرلمانين؟

فما كان بالأمس حلالاً أصبح اليوم حراماً

وكذلك قبل عدة سنوات رحّلت الحكومة الكويتية الإجازات الى يوم السبت.. كعطلة السنة الهجرية وغيرها من مناسبات الدولة، فلم يكن هناك أي اعتراض شرعي، ولم نسمع من قال إن هذا الترحيل - يوم السبت - تشبه بعطلة اليهود والنصارى، بل الكل فرح ساكت.

أما اليوم فإن إجازة يوم السبت أصبحت تشبه باليهود والنصارى، فما الذي طرأ على الفتوى؟ هل العداء السياسي هو الذي غير الحكم؟

فما كان بالأمس حلالا أصبح اليوم حراماً

ومن الصور الأخرى-المحزنة- للتناقضات.... عندما قامت جمعية إحياء التراث بجمع منهجها بين دفتي كتاب وفي ثنايا هذا المنهج فترة تنص على أن الإنكار على ولي الأمر لا يكون علناً. واليوم نرى بأم أعيننا بعض أعضاء هذه الجمعية البارزين يعقدون الندوات ويلقون المحاضرات ويكتبون المقالات في نقد سمو رئيس الوزراء علنا، بل التطاول عليه فما الذي غير منهجهم الشرعي؟

فما كان بالأمس حراما أصبح اليوم حلالا

فلنتذكر جميعا معنى حديث النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عندما أخبر بأن أول من تسعّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة: رجل درس العلم ليقال عنه عالم، أو رجل قرأ القرآن ليقال عنه قارىء، ورجل قاتل ليقال عنه شجاع ، ورجل تصدق ليقال عنه كريم.

فكل منهم أراد بما يفعل أن يمتدح ويثنى عليه، ولم يرد إخلاص الأمر لله تعالى، فلم يكن ظاهر الأمر كباطنه فاستحق صاحبه عدلا من الله، كما قال الإمام ابن القيم - أن يقدم في العذاب على عبدة الأوثان، فلا نجعل الدين جسرا لغايتنا السياسية ولمصالحنا الشخصية....

back to top