البدو... في جريدة محمد الصقر!

نشر في 04-05-2008
آخر تحديث 04-05-2008 | 00:00
 سعد العجمي

ما دفعني إلى الكتابة في «الجريدة»، ذلك الانطباع الذي تكرّس في عقول بعض الناس بأن «الجريدة» ستكون حصراً على من يسمونهم بأصحاب الدماء الزرقاء، وكأن للدم لوناً غير لونه الأحمر، لتصفعهم الحقيقة مجدداً بعد أن فوجئوا بأن الكتّاب والإدارة والمحررين، هم خليط من أهل الكويت بدوها وحضرها، سنّتها وشيعتها.

أفخر كوني أحد الذين بدؤوا الكتابة في هذه الصفحة منذ اليوم الأول لولادة «الجريدة»، ومصدر فخري واعتزازي أنني وبعد أشهر من الانطلاقه أدركت أنني اتخذت القرار الصحيح في الوقت والمكان المناسبين، خصوصا أننا نعيش في أجواء إعلامية اختلطت فيها المفاهيم وتراجعت خلالها أخلاقيات المهنة، بعد أن أصبحت مبادئها عرضة للتغيير حسب ما تقتضيه المصلحة الشخصية.

منذ دارت عجلة إصدار الصحف استجابة لقانون المطبوعات والنشر الجديد، عُرِضت عليّ الكتابة في بعضها لكنني لم أتحمس كثيراً، ليس خوفاً من الفشل الشخصي بل الجماعي، على اعتبار أن نجاح «المطبوعة» يعتمد على أداء المجموعة العاملة ككل، لا على الجهد الشخصي كما هي حال العمل في التلفزيون على سبيل المثال.

ما شجعني على الكتابة في «الجريدة»، هو أن طاقمها بمن فيهم المالك، هم أبناء مهنة، ولدوا من رحم الصحافة، ولم «يثبوا» عليها فجاءة، وهو الأمر الذي يعزز ما اعتقدت أنه سيضاعف من فرص النجاح، وقد تحققت توقعاتي، فنشر مقال الدكتور ساجد العبدلي الأسبوع الماضي الذي انتقد فيه تعامل «الجريدة» مع خبر الاعتصام المنظم للتنديد بقانون منع التجمعات، مما يكرّس حرفية ومهنية طاقم العمل، ويعطي دروسا للآخرين في احترام الرأي حتى لو كان موجهاً ضدك، وهو أمر بالغ الحساسية، لا يجرؤ على التعامل معه إلا من أراد أن يفعل ما يعجز الآخرون عن فعله، وهنا حرفية وشفافية تقدّم على طبق من ذهب للقارئ.

الأمر الآخر الذي دفعني إلى الكتابة هنا، ذلك الانطباع الذي تكرّس في عقول بعض الناس بأن «الجريدة» ستكون حصراً على من يسمونهم بأصحاب الدماء الزرقاء، وكأن للدم لوناً غير لونه الأحمر، لتصفعهم الحقيقة مجدداً بعد أن فوجئوا بأن الكتّاب والإدارة والمحررين، هم خليط من أهل الكويت بدوها وحضرها، سنّتها وشيعتها.

كثيرون يعتقدون أنك كابن قبيلة، لا تستطيع أن تجد لك موطئ قدم في «الجريدة»، إلا عندما تعلن البراءة من قبيلتك وتنسلخ عنها، وليس بإمكانك أن تأخذ فرصتك ككاتب، قبل أن تطبّل للتحالف الوطني صباح مساء، ولا يمكن لك أن تفرض نفسك ضمن نخبة صفحتي «زوايا ورؤى» إلا من خلال الدفاع عن محمد الصقر وتلميعه حتى لو كان مقالك عن «العنوسة».

ياسادة ياكرام، دافعنا عن القبيلة «بالحق» فلم تشطب لنا كلمة، وانتقدنا التحالف الوطني في بعض المواقف، فقيل لنا شكراً لصراحتكم، ولم ندافع عن محمد الصقر، ولو استحق «أبو عبدالله» النقد لكنا أول من ينتقده، فلم تُمْلَ علينا الشروط، ولم نسمع نبرة التذمر من أحد، وهو أمر بدأت أشعر بأننا محسودون عليه، بالنظر إلى تجارب بعضهم في عدد من الصحف الزميلة، كما أنه يثبت بما لا يدع مجالاً للشك، أنك عندما تحترم مبادئك وقناعتك يحترمك الآخرون.

* * *

قال مسلم البراك في افتتاح مقره الانتخابي قبل أيام «لا يوجد سادة وعبيد لأن هناك سادة وعبيداً في الأصل، بل جاءت هذه الظاهرة لأن هناك أشخاصاً ولدتهم أمهاتهم أحراراً لكنهم ارتضوا أن يكونوا عبيداً»... ومنا إلى من يهمه الأمر!

back to top