السرطان في الكويت...لا إجابات عن أسباب زيادته! سرطان الدم للكويتيين... والرئة لغير الكويتيين... والثدي للنساء لا معلومات عن أسباب انتشار المرض وتنوعه بين المواطن والمقيم

نشر في 09-11-2007 | 00:00
آخر تحديث 09-11-2007 | 00:00

كلمة «قد» تبقى سيدة الموقف عندما يتم البحث في موضوع انتشار مرض السرطان في الكويت، الذي يشهد تزايداً مخيفاً، وعندما نسأل: هل حروب المنطقة أو التلوث أو قربنا من العراق هي الأسباب الرئيسية؟... يجيب المسؤولون الطبيون... (قد)! فأين البحث العلمي من كل ذلك؟

«حميد أم خبيث»، بهذا السؤال يواجه كل مصاب بالسرطان في مراحله الأولى أو المتأخرة... وعند هذا يتوقف كل شيء، فإن كان السرطان من النوع الأول كان الحديث عن الأمل، أما إذا فتك النوع الثاني بالضحية فلا رجاء من الشفاء... لكن بين هذا وذاك «حديث طويل وعريض»، كما يقولون، بحسب المتخصصين في الشأن الطبي وبهذا المرض تحديدا... ولا يعلم أصحاب السؤال الدارج، حميد أم خبيث، أن %80 من أنواع السرطان يمكن تجنبها اليوم.

ويسيطر مرض سرطان الثدي والدم على خارطة أمراض السرطان في الكويت، فالأول يصيب النساء والثاني الرجال، ويشكل ضعف الوعي بضرورة الفحص المبكر سببا رئيسا أمام انتشار المرض بين السكان.

ففي العام 2003 - بحسب جمعية مكافحة السرطان - بلغ تعداد السكان مليونين وأربعمئة وأربعة وثمانين نسمة، يشكل الكويتيون منهم نحو 900.000 نسمة، وبالنسبة للكويتيين من الرجال فقد ارتفع معدل الإصابة بالسرطان من 68.6 لكل مئة ألف نسمة في عام 1974 إلى 102.5 لكل مئة ألف نسمة في عام 2003، أما بالنسبة للنساء الكويتيات فقد زادت النسبة من 65.1 لكل مئة ألف نسمة عام 1974 إلى 117.5 لكل مئة ألف نسمة في عام 2003، وهذه الزيادة ليست فقط محصورة بالكويتيين، بل إنها ظاهرة عالمية، ويمكننا مقارنة نسبة الإصابة في الكويت بنسبتها العالمية، حيث بلغت في الدول المتقدمة للرجال 300.9 وللنساء 218.3 لكل مئة ألف نسمة في عام 2000، أما في الدول الاقل تقدما فإنها بلغت للرجال 153.8 وللنساء 127.9 لكل مئة ألف نسمة في عام 2000، مركز حسين مكي جمعة أكثر من 30.000 مريض كل عام طلبا للعلاج أو المتابعة، ومن المعلوم أن عدد مرضى السرطان شهد زيادة طبيعية في عدد الحالات خلال العقود الماضية، ومن المتوقع أن يصل عدد الحالات في دولة الكويت في عام 2020 إلى ما يقارب الـ 1800 حالة، قياسا على تقرير منظمة الصحة العالمية التي قدرت حالات السرطان في العالم في عام 2000 بنحو 10ملايين مريض، ومن المتوقع ان يزداد عددهم في حلول عام 2020 إلى 15 مليون مريض بزيادة 50% وتشكل نسبة الـ %20 من الاصابات بالنسبة للعدد الاجمالي أشخاصا لا أمل في شفائهم، ويخضعون طبقا لذلك لما يسمى بالعناية التلطيفية التي دشنت قبل 3 سنوات تقريبا في مستشفى الرعاية الصحية، الذي جاء ثمرة تعاون بين وزارة الصحة والهيئة الخيرية الاسلامية العالمية.

وقد طرأت عدة مستجدات في مجريات التعامل مع هذا المرض، الذي تحول من مرض «قاتل» ومخيف في العقود الماضية إلى مرض مزمن، كما يصفه امين سر الجمعية الكويتية لمكافحة السرطان والتدخين د. خالد الصالح في أحاديثه الصحفية، وأسباب ذلك ترجع إلى نجاعة العقاقير الطبية في مقاومة أمراض السرطان على اختلاف أنواعه، ووعي بعض الحالات المرضية بضرورة الفحص المبكر للسيطرة على المرض.

وتكشف المؤشرات العالمية أن أمراض السرطان في تزايد، ويرجع ذلك إلى أنماط الاستهلاك وروتين الحياة ومعيشة الإنسان وعمله في بيئات غير مواتية صحيا، وانخفاض الوعي بضرورة الكشف المبكر، وفي الكويت - كما في العالم - تزايد سنوي بالاصابة بهذا المرض، وهو شيء طبيعي نظرا للاسباب التي ذكرناها سابقا، لكن جزءا مهما من الحالات المصابة يكشف عنها في وقت متأخر، ما يقلل فرص الشفاء إلى %50، ففي حملات الوقاية من سرطان الثدي التي أقيمت مطلع العام الجاري تحت شعار «خلي عمرك وردي»، تبين أن 17 في المئة من النساء لديهن وعي بمرض سرطان الثدي، وأن %90 من النساء لا يعلمن شيئا عن هذا المرض و70% يعتقدن أن من تصاب به مصيرها الموت المحقق، وهي احصاءات تدل على نمط الوعي بالنسبة لهذا المرض لقطاع النساء.

وتشير المعلومات الطبية إلى وجود أكثر من 100 نوع من السرطان التي يمكنها أن تصيب الإنسان في أي جزء من جسمه، وهذه الأنواع كانت سببا في وفاة 7.6 ملايين نسمة عام 2005، وتنتشر في الكويت أنواع محددة من السرطان طبقا للخارطة البيئية والسلوكية والغذائية، وهي تختلف بين الكويتيين والوافدين من حيث النسب، ففي الكويت تنتشر سرطانات الدم واللمفوم والرئة والبروستاتا والمثانة والقولون، وتأتي الإصابة بسرطان الدم الأول للكويتيين (11.4%) واللمفوم الأول للوافدين (10.6%) ثم الرئة بترتيب ثان.

وتشكل الخارطة الجغرافية أهمية كبرى في الكشف عن مسببات السرطان على أنواعها، فعلى الرغم من اعتقاد البعض أن المجتمعات الخليجية متقاربة في العادات والسلوكيات الاجتماعية والغذائية، إلا أن الاحصاءات الواردة من المملكة العربية السعودية مثلا تفيد بتسيد سرطان الكبد بالنسبة للرجال، وتأتي الاصابة بالغدد اللمفاوية في مرحلة ثانية، فيما يبقى سرطان الثدي المرض الأول للنساء ثم الغدة الدرقية كمسبب ثان، وتأتي أهمية الخارطة الجغرافية هذه لتضيف عبئا إضافيا باتجاه تكثيف الجهد البحثي والعلمي من أجل الكشف عن اسرار انتشار انواع محددة من السرطان في مجتمعات بعينها... وتبقى متابعة الأوضاع التي تمر بها المجتمعات سواء الاقتصادية أو السياسية أو الاجتماعية أمرا مهما جدا في رصد تزايد او تراجع الاصابة بأنواع محددة من هذا المرض، الذي لا يزال الاطباء حائرين في معرفة أسبابه، ولم تظهر في الكويت اي علاقة مستندة الى معلومة علمية تربط بين الحروب العسكرية التي تجري في المنطقة منذ عام 1980 الى الآن، وبين امراض السرطان الناتجة عن الاثر الاشعائي للعمليات العسكرية، التي سجلت 140 الف مصاب بالسرطان في العراق، كما تؤكد وزارة الصحة العراقية، فحالات السرطان تزايدت بشكل واضح في تسعينيات القرن الماضي وبتواتر مطّرد، كما يؤكد ذلك مسؤولون رسميون في الصحة، إلا ان شح الدراسات او ربما انعدامها بشأن الحديث عن ربط ظروف محددة بظهور وتزايد أمراض السرطان على اختلاف انواعه مهمة غير ذات جدوى، والحلّ بشأن الحديث الدائر عن هذا المرض في الكويت يعتمد على ارقام سنوية ودعوة إلى الكشف المبكر، وبين هاتين الحلقتين حلقة مفقودة هي: ما اسباب السرطان في الكويت؟ واين يقف دور كل من العوامل الفيزيائية (التعرض للاشعاعات واشعة الشمس)، والعوامل الكيميائية، والبيولوجية (الفيروسات)، والظروف الحياتية والصحية (الزواج، السن، الغذاء والظروف الذاتية) في بيئة مثل بيئة الكويت.

وتأتي أهمية هذا السؤال في ظل عامل مهم جدا هو زيادة معدلات الاصابة بأمراض السرطان على المستوى العالمي، فالعالم اليوم يضم 20 مليون مصاب، ومن المرجح ان يضاف إلى هذا العدد 10 ملايين سنويا، وتصل حالات الوفاة الى 6 ملايين نسمة، بما يعادل %12 من حالات الوفاة العالمية لاسباب مختلفة.

ومما يبعث على التفاؤل الاحصاءات التي اطلقها الأمين العام لرابطة الاطباء العرب لمكافحة السرطان، التي تؤكد ان نسب الشفاء في المنطقة العربية من سرطان الغدد اللمفاوية زادت من 30% الى 80%، ولوكيميا الاطفال من 20% الى 75%، فهذه الارقام والنسب المئوية تبث الأمل في اهمية وحيوية الجوانب التوعوية التي يجب ان تنهض بها الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع المدني، وخير مثال على ذلك النشاط المدني الذي أقيم في الكويت من قبل لجنة «كان» و«خلي عمرك وردي» لمكافحة انواع عديدة من السرطان تنتشر في الكويت مثل سرطان الدم والثدي.

أهداف صندوق مرضى السرطان

• مساعدة مرضى السرطان واعانتهم ماديا واجتماعيا.

• نشر الوعي السليم عن مرض السرطان.

• تشجيع البحوث الطبية في مجالات السرطان المختلفة.

• عمل برامج تثقيفية للمرضى والعاملين في مجال مكافحة السرطان.

• التعاون محليا وعالميا في مجال مكافحة السرطان.

• الاتصال والتعاون مع الجهات ذات الصلة لخدمة مرض السرطان.

• انشاء مراكز متخصصة عن كيفية الفحص المبكر عن مرض السرطان.

• جمع التبرعات لمصلحة مرضى السرطان.

back to top