لا تصدقوا الخرافات.. الحب لا يصنع المعجزات!

Ad

الحب لا يرصّع أجنحة الحمام بالكريستال ليصبح منظر أجنحتها أجمل عندما تنعكس أشعة الشمس عليها عند الطيران!

الحب لا يبني منازل مجدولة من ثوب قُزح، لا يصلح ضمادا لجرح في مقلة السهر، ولا فضاء لآهة مخبأة في مرايا الصمت...

لا تصدقوا كل ذلك.. لا تشربوا ماء تلك التهيؤات، لا تقرؤوا خطوط كفوفكم بحثا عن كلمة تشفي بشائر الصباح الأولى!

لا تقرؤوا أبراجكم اليومية إيمانا بأن الحب يخبئ حلوى عيده هناك!

لا، الحب لا يفعل ذلك، الحب فقط.. يجعلك تستمتع برؤية اللحظات الأولى لولادة الشمس، واللحظات الاولى عندما تذهب إلى النوم!

الحب يجعلك تضع يدك على جبين الوقت كل الوقت لتستشعر درجة حرارته.

كما انه يجعلك تتمعن بكل تفصيلة صغيرة في أي أغنية تسمعها حتى السخيف منها.

الحب يجعلك تتخيل الشُّعَب المرجانية وأعشاب البحر وألوان الأسماك، والأنفاس التي استطونت قاع البحر لحظة الوقوف في حضرة الزرقة.

الحب يريك المساحات القابلة لزراعة الزنابق في الناس، تسير في الطريق لا لتصل، وإنما لتراقص خطواتك!

تتوق لوسادتك لتخبئ تحتها أسرار الشوق الصغيرة، لأول مرة ستعرف أن للحزن لذة، وتشتعل السكينة شموعا في معبده وستعرف لأول مرة أن السعادة كثيرا ما تكون في الاشياء البسيطة والعادية، تبدأ بالتعارف الحقيقي بك، ويفاجئك ما تكتشفه فيك، تفتح النوافذ عليك، يدخل الضوء قليلا قليلا لترى شيئا منك!

الحب لا يفعل المستحيل، ولا يصنع المعجزات.. إنه فقط يجمّل الحياة!

الحب يمرر اللون بين خطوط لوحة الحياة لنجد ما يستحق النظر في هذه اللوحة.

الحب يطيل العمر.. تصبح الدقائق صناديق الذكريات في غرفة العمر، نرجع إليها كلما غادرتنا الطرق، نجلس على الأرض ونقضي الساعات الطوال في نبش محتويات كل صندوق، وعندما نعيش كل هذه الدقائق أكثر من مرّة، يصبح العمر أطول مما نتمنى!

الحب لا يصنع خبزاً.. لكنه يجعلك عندما تجوع تجدّ في البحث عن السنابل، لأن الحياه تكون ذات قيمة، فلا تحب التفريط بها!

الحب.. لا يبدّل واقعك بخيال أفضل منه، وإنما يعطيك القدرة على رؤية ما يُمتع في هذا الواقع، الحب ليس مصباح علاء الدين.. لا تهدروا وقتكم في البحث عنه، لا تتسمروا في المقاهي ظنا منكم أنه قد يمر من أمامكم صدفة، لا تفرشوا العمر على السواحل، على أمل أن تظهر جنيّة البحر يوما حاملة بين يديها الحب لتهديه لأول عابر!

الحب لمن يعتقد أنه قادر على الشفاء من البرص، لا يستحق الجهد الذي يبذلوه، والوقت الذي يضيعوه للحصول عليه، لأنه ببساطة.. لا يشفي البرص!