مع أن شهر رمضان المبارك ما زال في أسابيعه الأولى، إلا أن المؤشرات الأولى لماراثون الدراما الرمضانية بدأت تتضح، إذ نجحت دراما السير الذاتية «أسمهان» و»ناصر» في جذب المشاهدين لمتابعة أحداثها، ربما أكثر من الدراما الاجتماعية.في السطور التالية نتلمّس ملامح «الماراثون».يقف في المقدمة مسلسل «ناصر» للمخرج السوري باسل الخطيب، عن نص كتبه يسري الجندي، يتناول خلاله سيرة الزعيم جمال عبد الناصر، ويؤدي دور البطولة فيه الفنان مجدي كامل ومجموعة من النجوم أبدعوا جميعًا في تجسيد أدوارهم.
يتوقع البعض مزيداً من النجاح والتألق للمسلسل نظراً إلى الجدل الذي يمكن أن يثيره، خصوصاً عندما تتطرق الأحداث إلى الثورة والمشاكل والخلافات التي دبت بين أطرافها في سنواتها الأولى، فضلا عن خلفياته السياسية والثقافية والفنية وتصوير المناخ السائد في تلك الحقبة، وهو ما تؤكده الناقدة ماجدة موريس، مشيرة إلى أن تلك النوعية من الأعمال تجد حتمًا من يتفق معها ومن يختلف معها أيضاً.
على الدرب نفسه يسير مسلسل {أسمهان» للمخرج شوقي الماجري والذي يرصد حياة المطربة الراحلة أسمهان، تؤدي دورها الفنانة سولاف فواخرجي وتشاركها مجموعة من النجوم الذين أبدعوا جميعًا في تجسيد أدوارهم.
يؤكد الناقد طارق الشناوي أن سر تميّز المسلسل يكمن في تصويره الصادق للأحداث، «فهو لا يكذب ولا يتجمل إنما يرصد بحياد – حتى الآن – حياة هذه الفنانة التي التف الجمهور حول حنجرتها».
بدورها ترى الناقدة ماجدة خير الله أن المسلسل قد يثير الجدل في حلقاته اللاحقة، مشيرة إلى الغموض الذي اكتنف حادث مقتلها والذي ولّد حالة الشغف التي تحيط بالمسلسل وترفع جماهيريته.
الشباب
أكدت دراما رمضان لهذا العام حقيقة لم تعد تقبل الجدل، وهي نجاح الشباب في إحراز تقدّم ملحوظ على جيل الكبار الذين خانهم التوفيق، بدليل تراجع حجم الإعلانات التي حُشدت في الأيام الأولى، تحديدًا لمسلسلات «الدالي» بطولة نور الشريف، «في أيد أمينة» بطولة يسرا، {شرف فتح الباب» بطولة يحيى الفخراني الذي تراجعت شعبيته مقارنة برمضان الماضي والنجاح الذي حققه مع «يتربى في عزو».
تخلى الحظ في ما يبدو عن الكبار تحديدًا يسرا والفخراني الأكثر شعبية في دراما رمضان، كذلك صلاح السعدني في «عدى النهار»، بوسي في «رمانة الميزان»، فاروق الفيشاوي في «ليل التعالب» وغيرهم، فيما تابع نور الشريف صموده معتمداً على النجاح الذي حققه الجزء الأول من «الدالي» وما ساعد في إنجاحه، كما تؤكد الناقدة ماجدة موريس، هي حالة الغموض والتشويق التي سادت الحلقات الأولى منه.
كذلك خرجت تيسير فهمي من نطاق المنافسة في مسلسل «الهاربة» التي اختارت، كالمعتاد، إظهار مغامراتها الجريئة وتخطّي الصعاب مهما خرجت عن حدود المعقول، وجعلت من أميركا مسرحاً للأحداث، كأن هذه الأخيرة باتت ماركة مسجلة في مسلسلاتها. أما الفنانة القديرة سميرة أحمد فلم تقدم جديداً من خلال مسلسلها {جدار القلب» الذي يسير على درب أدوارها السابقة نفسها.
يعتبر الناقد طارق الشناوي أن الكبار وقعوا في فخ التكرار، ما ساهم في تراجعهم، يقول: «حاول يحيى الفخراني الخروج من عباءة حمادة عزو، الشخصية التي جسدها في رمضان الماضي، باختياره شخصية المواطن البسيط ضحية الوضع السياسي الفاسد في المجتمع، وهي شخصية للأسف مكررة دراميا وسبق تقديمها ولم تأت بأي جديد».
يضيف الشناوي: «ركزت يسرا على اختيار شخصية مثالية،إلا أنها وقعت هي الأخرى في فخ التكرار، خصوصاً أنها اتجهت إلى هذا المسلك في عروض رمضانية متتالية، آخرها المسلسل الذي قدمته العام الماضي «قضية رأي عام».
يتابع الشناوي: «في المقابل، تألق عدد من الممثلين الشباب في مقدمهم شريف منير وغادة عادل في مسلسل «قلب ميت»، هند صبري وخالد صالح في مسلسل {بعد الفراق»، أحمد رزق في مسلسل»هيما»، بينما خرجت من السباق داليا البحيري في مسلسلها «بنت من الزمن ده»، ونور في مسلسلها «دموع القمر»، ومصطفى شعبان في مسلسل {نسيم الروح».
في السياق ذاته وللعام الثاني على التوالي، أحرزت دراما الست كوم تميزًا على الدراما التقليدية، غير أن مسلسل «العيادة» للمخرج عمرو عرفة الذي تتقاسم بطولته بسمة وخالد سرحان مع إدوارد، نجح في التفوّق على مسلسلات «تامر وشوقية»، و{راجل وست ستات».