وجهة نظر ... ومن ينقذ الحكومة الكويتية؟
لم أفهم سبب مظاهرة صغار المستثمرين والمتعاملين في البورصة الكويتية الأسبوع الماضي، واحتجاجهم على سقوط أسعار الأسهم في البورصة، وطلبهم من الحكومة التدخل لإنقاذهم! في حين لم يكن للحكومة الكويتية أي دور في قرار استثمارهم في البورصة، بل إنهم فعلوا ذلك بمحض إرادتهم.
ولم أفهم مبرر تصريحات رؤساء شركات الاستثمار الكويتية بضرورة تدخل الحكومة لشراء أسهم في البورصة الكويتية لإنقاذ استثماراتهم! فإذا كانت الحكومة ستقوم بإدارة السوق وتوجيه مساره، فما دور شركات الاستثمار إذن؟ وهل سيطلبون من الحكومة الكويتية التدخل في الأسواق الأخرى التي يملكون استثمارات فيها مثل الأسواق الخليجية والآسيوية وغيرها؟ وكذلك لم أفهم تحذير السيد ناصر الخرافي -رئيس مجموعة الخرافي- من عواقب تأخر الحكومة في إنقاذ البورصة في نفس الوقت الذي أعلنت فيه مجموعته الاستثمار بمبلغ 2 مليار دولار في مشاريع متعددة في مصر! فإذا كانت مجموعة الخرافي تملك هذا القدر من السيولة في الوقت الحاضر، فلماذا لم تستثمره في بورصة الكويت؟ ولاسيما أنها ستكون المستفيد الأول من هذا الاستثمار، إذ إنها تعد من أكبر المستثمرين في البورصة الكويتية! الحكومة الكويتية قامت مشكورة بالتدخل في البورصة الكويتية قبل اسبوعين حين ضخت ما يقارب النصف مليار دينار كويتي لشراء أسهم بعض الشركات عن طريق صناديق شركات الاستثمار الكويتية، ولكن تبين خطأ هذه الخطوة حين استمرت الخسائر في البورصة، ويعود السبب في ذلك إلى أن الكويت لا تعيش في كوكب خاص بها، بل هي جزء من هذا العالم، وما دام هذا العالم يعيش الآن في أزمة مالية، ومن المتوقع دخوله في كساد اقتصادي قد يدوم سنوات، فإن الكويت ستعاني معه نفس العواقب، وسيستمـر انخفاض بورصات العالم بما فيها بورصة الكويت!. ومن أهم ظواهر الكساد الاقتصادي هو انخفاض أسعار جميع السلع بما فيها: الأسهم، والعقار، والمعادن، وكذلك النفط الذى يعد المصدر الوحيد للدخل في الكويت، والذي انخفض سعر برميله من 135 دولارا في يوليو الفائت إلى 53 دولارا في نهاية الأسبوع الماضي، أي انه انخفض بمقدار 60% في أربعة أشهر. وعليه يكون انخفاض البورصة الكويتية أمرا طبيعيا كرد فعل للانخفاض في دخل الكويت. وإذا استمرت البورصات العالمية وأسعار النفط في الانخفاض كما هو متوقع، فإن دخل الكويت سيستمر في الانخفاض من استثماراتها الخارجية والنفط معا، ومن ثم ستحتاج دولة الكويت إلى من يساعدها على الخروج من الكساد الاقتصادي الذي سيلحق بها كسائر دول العالم؛ فهل من منقذ لها وقت ذلك؟!