أين الإسلام من هذا الذي يفعلون؟

نشر في 06-05-2009
آخر تحديث 06-05-2009 | 00:00
 علي البداح نجاح أسيل الباهر في الانتخابات الماضية والجماهيرية التي تكتسبها في هذه الانتخابات وتوقعات راصدي الانتخابات بأنها ستكون أول امرأة تدخل إلى مجلس الأمة كل هذا أثار منافسيها وهذا مفهوم ومتوقع، لكن ما هو غير مفهوم ومستهجن أن تقوم جهات تعتبر نفسها دينية بأساليب أقل ما يمكن أن توصف بأن الدين منها براء، وهو هذا السيل من الأكاذيب بحق أسيل.

مع اقتراب يوم الانتخاب تزداد الحملات الانتخابية ضراوة، فالمرشح النظيف المعتز والواثق من موقفه وأطروحاته وبرامجه لا يتكلم عن الآخرين ولا يحاول الكسب بتصغير الآخرين والانتقاص منهم، ويركز على برنامجه وما سيقدمه للناس حين يصل إلى مجلس الأمة، والمرشح الضعيف يحاول الوصول على أكتاف غيره بتهميش المرشحين الآخرين وبث الإشاعات والأقاويل ضدهم لكي تخلو له الساحة.

أسوأ هؤلاء هم بعض المنتمين إلى التيارات الدينية المفترض فيهم أن يكونوا أكثر الناس حفاظا على نظافة اللغة والوسيلة وأمانة الخصومة، لكن ما نراه من أساليب للإساءة للمرشحات خصوصا للدكتورة أسيل العوضي فاق كل حدود، وألقى بعيدا بكل القيم الدينية السمحاء التي كانوا يحملون لواءها. فإذن هم سياسيون شرسون يستغلون الدين حسبما يروق لهم ويفصلون الأحاديث والفتاوى على مقياس أطماعهم وعلى مدى حبهم وكرههم لهذا المرشح أو ذاك.

أنا أعرف الدكتورة أسيل العوضي منذ أن كانت طفلة في الابتدائي، وكانت أختا لبناتي وزاملت إحداهن منذ تلك الفترة حتى حصلتا على الدكتوراه قي مادة الفلسفة، وهما زميلتان الآن في جامعة الكويت تدرسان الفلسفة لطلبة وطالبات الجامعة، وأعرف جيدا معدنها وصراحتها وعفويتها، وقد نجحت في كسب الناس بهذه الصفات، فهي أمينة في قول ما تحس به وتشعره وما تؤمن به، لا تتزلف ولا تنافق ولا تقول بما يريد الآخرون، وكل من حضر ندواتها ولقاءاتها يشهد لها بالوضوح والصراحة والكلام الصادق الصادر من القلب.

نجاحها الباهر في الانتخابات الماضية والجماهيرية التي تكتسبها في هذه الانتخابات وتوقعات راصدي الانتخابات بأنها ستكون أول امرأة تدخل إلى مجلس الأمة كل هذا أثار منافسيها وهذا مفهوم ومتوقع، لكن ما هو غير مفهوم ومستهجن أن تقوم جهات تعتبر نفسها دينية بأساليب أقل ما يمكن أن توصف بأن الدين منها براء، وهو هذا السيل من الأكاذيب بحق أسيل العوضي، ووصل الأمر إلى التجسس وتحريف الكلام ثم إصدار الفتاوى لتحريم انتخابها وغيرها من المرشحات.

هل وصل إفلاس هؤلاء إلى هذا الحد؟ وهل يريدون التغطية على أخطائهم وتورط قياداتهم بقذف الآخرين؟ وهل هذا هو الدين الذي يحملون رايته؟

كان بإمكان أي مرشح أن يرد عليهم بالوثائق وبالأدلة على تورط بعض مرشحيهم بمخالفات الدين ابتداء من الاتجار بالمحرمات إلى استغلال منابر المساجد في ذم الناس، وتحريف كلام الله عن مواضعه، وتفسير الأحاديث النبوية الشريفة لما يحقق مصالحهم، وإصدار الفتاوى بما يخدم مرشحيهم ويلغي الآخرين، لكن أسيل العوضي لم تفعل ذلك ولم تنزلق إلى تلك الأساليب البعيدة عن الذوق والأخلاق، لأن تربيتها وأخلاقها تمنعانها من النزول إلى ذلك المستوى، ولأنها ستنجح في هذه الانتخابات رغما عن كل ما سلف.

إن مجلس الأمة القادم سيحمل بذور التغيير وسيصل إليه شباب وشابات يحملون الأمل بعهد جديد ومستقبل أكثر نورا وحرية وديمقراطية.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top