يثير بعض النواب قضايا واقتراحات بعيدة كل البعد عن اهتمامات الشارع ومصالحه، حينها يتساءل المواطن «ما الذي نستفيده؟ وكم مشكلة قائمة تم حلها؟» والمواطن معه حق، فبالفعل كم بيتاً وفرت تلك الاقتراحات للثمانين ألف أسرة المنتظرة في طابور الإسكان؟ وكم مستشفى جديداً بُنيَّت؟ وكم محطة كهرباء جديدة شُيدت قبل أن يأتي الصيف؟ وكم فرصة عمل خُلقت؟

Ad

أثناء انتخابات 2008 البرلمانية كان سؤال الناخبين المتكرر إلى المرشحين هو «ماذا فعلتم لنا حتى ننتخبكم؟» وهو تساؤل استنكاري نابع من مشاعر التذمر واللا مبالاة أكثر من كونه سؤالاً استفهامياً. والمرشحون هم أدرى الناس بمدى صعوبة الإجابة عن هذا السؤال كون المجلس السابق على الرغم من تمريره عدداً قياسياً من القوانين، افتقر إلى إنجاز القوانين التي تلامس هموم المواطنين. وقد كانت وعود المرشحين للناخبين بأن الانتخابات هي فرصة لفتح صفحة جديدة للعمل والإنجاز، وأن عهد إضاعة الوقت والفرص ولّى، ومنح الناخبون الثقة لمرشحيهم على أساس هذه الوعود.

من ناحية أخرى، تصاعدت حملات التشويه والإساءة من قبل بعض وسائل الإعلام الفاسدة الموجهة ضد الديمقراطية ومجلس الأمة وأعضائه خلال العام الماضي، وإضافة إلى دراية النواب بمدى دناءة تلك الحملات وتأثيرها السلبي على أسرهم ومحبيهم، فهم أيضاً أدرى الناس بأن لتلك الحملات فاعليتها أحياناً مع كل أسف، إذ على سبيل المثال من المحزن أن نعيش في زمن يضطر فيه رمز وطني بقامة النائب أحمد السعدون إلى الدفاع عن نفسه في الديوانيات ضد ما أثير حوله زوراً من شبهات.

برغم كل ما سبق، فإن النواب بممارساتهم هم أول من يغذي مشاعر التذمر والتشكيك بأهمية مجلس الأمة لدى الناس، وأول من يوفر الذخيرة التي ترميهم بها وسائل الإعلام الفاسدة، بدءاً بالقضايا التي يثيرونها كحجاب الوزيرتين، وحفلات المستشفى والفنادق، ومسلسلات رمضان، ومثليي الجنس، وإقالة وكيل وزارة الصحة، وإبعاد الفالي، والرقص والغناء احتفالاً بـ «حماس»، والتطبيل لرئيس فنزويلا، وانتهاءً بالاقتراحات التي يقدمونها كمنع التعليم المشترك، ولجنة الظواهر السلبية، وحمامات السباحة، وأخيراً اقتراح النائب محمد هايف بشأن المعاكسات.

ومع إثارة كل واحدة من هذه القضايا والاقتراحات يتساءل المواطن «ما الذي نستفيده؟ وكم مشكلة قائمة تم حلها؟» والمواطن معه حق، فبالفعل كم بيتاً وفرت تلك الاقتراحات للثمانين ألف أسرة المنتظرة في طابور الاسكان؟ وكم مستشفى متهالكاً رُمِّمت؟ وكم مستشفى جديداً بُنيَّت؟ وكم محطة كهرباء جديدة شُيدت قبل أن يأتي الصيف؟ وكم فرصة عمل خُلقت؟ وهل حُلت مشكلة البدون؟ وهل خُففت زحمة الشوارع؟ وغيرها من تساؤلات شرعية تستحق الإجابة عنها.

إذن يا نواب لا تلوموا المواطنين على تذمرهم، ولو كان لديكم بعض الإنجازات في قضايا المواطن الأساسية لما هزكم مقال وكاريكاتير في صحف لا تساوي قيمة ورقها ولا يقرؤها سوى بضعة آلاف. إن استمر اهتمامكم بعيداً عن هموم الناخبين فكان الله في عونكم في الانتخابات القادمة التي كما يبدو ستأتي أقرب مما تتصورون.

Dessert

عطفاً على مقال الأسبوع الماضي، أبارك للنواب عدنان عبدالصمد وناصر الصانع وأحمد لاري وعبدالعزيز الشايجي حصول- حبيبهم- رئيس فنزويلا هوغو شافيز على تأييد %54 في استفتاء شعبي لتعديل الدستور بإلغاء المدة الزمنية القصوى للبقاء في منصب الرئاسة، وعلى الفور أعلن شافيز لجمهوره أنه سينذر نفسه لخدمتهم «إلى الأبد»... و«هــيـّــــه ديمقراطية».