المليفي «لعبها صح»... والمسلم «بلع الطعم»
حان وقت الشعب ليقول كلمته: هل يريد نواب التأزيم أم النواب العقلاء الذين ينظرون إلى مصلحة البلد وتفويت الفرصة على مَن يتربص بالدستور واستعمال الأدوات الدستورية بحكمة وتقديراً للظروف، ويركزون على الإنجاز وحل مشاكل الشعب ومعالجة التحديات الكثيرة التي تنتظرنا في المستقبل القريب؟
عندما فجر النائب السابق الدكتور فيصل المسلم قضية الشيكات، ظننت بأن لديه الأدلة الدامغة على صحة ما يقوله، خصوصاً عندما تتم مراجعة تصريحاته بهذا الشأن. لكن قمة الاستهتار بلغت عندما صرح المسلم أخيرا بأن ليس لديه أي دليل مادي على ما يقوله بعد أن أدخلنا في «حانه ومانه»، وبدأ الناس يتداولون الأسماء المشتبه فيها من النواب.والمضحك أن يقول المسلم إنه كان يهدف من خلال سؤاله رئيس الوزراء تبيان الحقيقة من عدمها بشأن هذا الموضوع. فلو افترضنا صحة قضية الشيكات، فهل كان يتوقع المسلم من رئيس الوزراء أن يؤكدها ويدين نفسه؟! قضية الشيكات مثال على الاستعراض والاستهتار بدور النائب من أجل إيجاد بطولات مصطنعة، والدليل الآخر على ذلك هو قول المسلم إن قضية الشيكات هي سبب حل مجلس الأمة، وكأن تسبب أي نائب بحل المجلس هو إنجاز كبير ومظهر من مظاهر القوة. فليت المسلم يقرأ تحركات النائب السابق أحمد المليفي ليتعلم قليلاً من السياسة.فالمليفي كان أول من بدأ مسلسل التهديدات باستجواب رئيس الوزراء وحصل على مطالبه بتشكيل لجنة لمراجعة قضية التجنيس ومصروفات ديوان الرئيس. ويبدو أن هذه النتيجة شجعت الآخرين على التهديدات، بل الإقدام على استجواب الرئيس طمعاً في مكاسب انتخابية وإظهاراً للقوة والبطولة. لكن عندما أحس المليفي بأن موضوع الاستجوابات «امصخت» انسحب بهدوء، خصوصاً بعد أن أقرت لجنة التحقيق بوجود أخطاء في ملف التجنيس، بل وجدناه أخيراً يشيد بتعاون الشيخ ناصر المحمد، بينما استمر المؤزمون والمراهقون في استجواباتهم العبثية حتى وقعت الفأس بالرأس، وبات هؤلاء محل امتعاض الكثيرين من عامة الشعب. ولست هنا بموافق على معالجة المليفي لقضية التجنيس، بل أتحدث عن التكتيك السياسي الذي نجح فيه المليفي وخسر فيه المسلم.وبالطبع حاول المسلم «ترقيع» خطئه هذا بمسرحية العزوف عن الترشيح ثم التراجع عن ذلك القرار بعد «الضغوط الشعبية»، ثم ألحقها بادعاء المظلومية أمام الإعلام الفاسد، بينما كان من الشجاعة الاعتراف بخطئه هذا، الذي بدا واضحاً عليه من خلال طريقة حديثه وجلوسه في مؤتمره الصحافي، هذا مع إقرارنا بأن بعض الجهات الإعلامية ليست موضوعية في انتقاده.في النهاية، فيصل المسلم نموذج لنواب التأزيم الذين اختطفوا المجلس بأجندتهم العبثية وأضاعوا سنة كاملة من وقت المجلس دون أي فائدة تذكر، فلا المجلس أنجز أي شيء يذكر ولا هم حققوا مزاعمهم بالإصلاح. وحان وقت الشعب ليقول كلمته: هل يريد نواب التأزيم أم النواب العقلاء الذين ينظرون إلى مصلحة البلد وتفويت الفرصة على مَن يتربص بالدستور واستعمال الأدوات الدستورية بحكمة وتقديراً للظروف، ويركزون على الإنجاز وحل مشاكل الشعب ومعالجة التحديات الكثيرة التي تنتظرنا في المستقبل القريب؟... فهل نتعظ أم نظل نسير نحو الهاوية؟!