خذ وخل: تباريح ناخب وكيح! (2-2)

نشر في 13-05-2009
آخر تحديث 13-05-2009 | 00:00
 سليمان الفهد * هل يمكن أن يخوض مرشح ما المعركة الانتخابية الشرسة من دون طنطنة ويفط وإعلانات، تتصدر الصحف وتتبدى في الفضائيات؟! الحق أن العديد من مرشحي الأيام الخوالي كانوا يقتحمون الميدان «ربي كما خلقتني» بدون الاضطرار إلى ممارسة طقوس وعادات وأفعال بقية المرشحين، المكرسة للترويج والإشهار، والدعاية بشتى السبل!

فالعم الصديق «محمد يوسف العدساني» النائب ورئيس مجلس الأمة والوزير السابق، لا أذكر أنه فكّر في إقامة مقر يتصدره «البرنامج» الانتخابي الكامل الدسم المعروف بالبوفيه العرمرمي ذي السبعة نجوم، ولا أحسبه نشر إعلانا أو علق يافطة يتوسلان مغازلة مشاعر الناخبين وعواطفهم، حسبه الاتكاء على معرفة المواطنين بسيرته إنسانا وممارسة، وفعله مسؤولا في رئاسة المجلس البلدي ومجلس الأمة وعضوا في مجلس الوزراء فقط لا غير!

ولم يكن العم «بو وائل» بدعا في هذا، ولا نسيجا لوحده لا شريك له من عباد الله المرشحين، لكن هذه الفئة النادرة: انقرضت من حياتنا البرلمانية، كما كنت أظن وأحسب، ذلك أن بلادنا حبلى وولادة، فلو «خليت خربت» كما يقول المثل، ومن الحين الذي اختار فيه الصديق الدكتور «وليد السيف» ترشيح نفسه في الدائرة الثالثة: تداعى إلى ذاكرتي المرشحون السالفو الذكر، لأن «بوسليمان» يتماهى، بمعنى من المعاني، مع هذه العصبة الطيبة، ذلك أنه كان يقوم بمهمة النائب الغيور على «بني كيفان» بحافز المتطوع الراغب في الإسهام بتنمية دولة كيفان العظمى، كما تجلى ذلك واضحا في إسهامه و«خططه» المتابعة المكرسة للحفاظ على مسرح كيفان، وعكوفه على توثيق السيرة الذاتية لها بالقلم والصورة الفوتوغرافية والكاميرا التلفزية والسينمائية، والتي سترى النور في احتفالية تكرس لنشوء «كيفان» وعمارتها، وأحداثها... إلخ.

أما سيرته الإدارية فإنها مترعة بالعطاء والفعل والإنجاز، لكن الذي «يعيب» صاحبنا اقتحامه الميدان بمنأى عن استخدام أسلحة العزوة العائلية، والحمية القبلية وغيرهما من الأسلحة الفاسدة لكنها سائدة لسوء حظ المرشحين «الحبربش» الذين يعيشون على المعاش، ولا يملكون شروى المخيمات والقصور النافية لديمقراطية الدعاية الانتخابية، والتي يستحوذ عليها الراسخون في البنوك الوطنية!

وما دمنا في هذه السيرة فأحسب أنه لا يضير صاحبنا فضح موقفه الضاحك الباكي حين علم أن مداخلة له في إحدى الفضائيات الأهلية تستوجب منه تأمين عشرين ألف دينار كويتي عدا ونقدا نظير إطلالته على الناخبين، وربما العيال وأمهم! وأشك في أن صاحبنا عنده حساب جارٍ اللهم في بنك المعلومات، وبنك الفقراء «ببنغلادش»، وبنك الدم في الجابرية! والأنكى من ذلك كله أنه مستقل، وعلى علاقة طيبة بالمنافسين كافة، عملا بموعظة إن «الود لا يفسد للخلاف قضية»، ربما لأن داخل وجدانه «آنتي فيروس» يدرأ عنه إنفلونزا «الخنازير» الانتخابية! أما الطامة الكبرى فتكمن في أن «بوسليمان» إنسان أمرد حليق اللحية والشوارب سواء! وهي «فعلة» قد تخصم من رصيده الشعبي! ولا صحة البتة للإشاعة التي يروجها بعض منافسيه بشأن نيته الظهور «بنيولوك» يتبدى فيه بلحية تتجاوز الصرة، يقتنيها «باروكة» من الكوافير «الإسلامي»، ويرتدي دشداشة «ميدي أو ميني» أيهما أقرب إلى ركبة «هيفاء وهبي» شاغلة الدنيا اليعربية!

بصراحة تامة أقول: يبدو لي أن خوضه المعركة الانتخابية قد يكون سابقا لأوانه، لأن مناقبه، وقدراته، وخبرته وكل ما هو فيه من صفات، وما أنجزه من أفعال، وما يطمح إلى تحقيقه من مشروعات وأجندة فضلا عن جرابه العامر بالاستجابات العملية: للعديد من هموم وقضايا الشباب، وذوي الدخول المحدودة المهدودة، وغيرها من تحديات وجودية يخبرها الجميع، والذي يعزي معشر مريديه أنه سيظل ذلك المتعلم المثقف المسكون بروح وفعل التطوعي العفوي لخير البلاد والعباد، سواء كان متربعا في قاعة عبدالله السالم بمجلس أمة محمد، أو كان متسكعا في حضن الديرة ساعياً إلى تأدية حقوق الوطن- بداية- قبل أن يفكر في حقوقه. (ملاحظة للأخ المرشح: أرسل المقسوم إياه جزاء وفاقا لهذا الإعلان المجاني إلى الحساب الجاري للعبد لله في بنك الدم بالجابرية!).

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء

back to top