تدل المسوحات الأولية للساحة الانتخابية أن تقدماً ملحوظاً يتحقق بالنسبة إلى عدد من مرشحات الانتخابات القادمة، وهو تقدم مستحق، ويضيء شمعة في حالة الظلام الدامس المسيطرة على الحياة السياسية والإحباط الذي يدفع البعض إلى إعلان عدم رغبته في التصويت.

Ad

قرون الاستشعار الانتخابية تدل على أن هناك تحولاً في المزاج العام تجاه مشاركة المرأة، وهو تحول محمود بلا شك، وبدون استكمال تمثيل المرأة في المجلس النيابي فإن الحديث عن الديمقراطية ليس إلا حبراً على ورق.

وللرد على مقولة، ماذا ستفعل المرأة، أو ماذا ستضيف إلى المجلس، وهي مقولة مُحبِطة مُحبَطة، علينا أن نعكسها لتصبح، إلى أين قادنا استفراد الرجل بالعملية السياسية تصويتاً وترشيحاً لما يزيد على أربعة عقود من عمر الكويت الدستورية؟ أو ليست حالة الإحباط والتردي التي تعيشها البلاد ناتجة عن إدارة ذكورية كاملة الدسم. وذلك لا يعني على الإطلاق أن وصول المرأة إلى المجلس بحد ذاته هو الذي سيغيّر مجريات الأمور، ولكنه من المحتمل أن يضيف عناصر أداء جديدة ترتقي بمفاصل العملية السياسية، إذ إن تلك العناصر كانت مفقودة تماما.

بل إن الأهم من ذلك كلِّه هو أن وصول المرأة إلى البرلمان هو أمر مستحق استنادا إلى معايير المساواة وحقوق الانسان.

فهل تصل المرأة إلى مجلس الأمة القادم؟

شخصيا، أتمنى ذلك، وعملياً فإن المؤشرات تدل على تقدم ملحوظ للدكتورة أسيل العوضي مرشحة الدائرة الثالثة، وكذلك الدكتورة رولا دشتي والدكتورة معصومة المبارك في الدائرة الأولى والدكتورة سلوى الجسار في الدائرة الثانية وفرصة جيدة لذكرى الرشيدي لتحقيق مواقع متقدمة في الدائرة الرابعة.

وإذا وصلت المرأة إلى المجلس، فإن ذلك سيكون الإنجاز الأهم للانتخابات القادمة، لأنها تكون قد وصلت عبر الانتخاب المباشر لا عن طريق نظام "الكوتا"، وبالتالي تكسر الحاجز النفسي بما يتيح فرصا أكبر لكي يصبح البرلمان معبرا عن كل الكويتيين. بل إن وصولها سيمنح مسيرتنا الديمقراطية دفعة تفاؤل، نحن أحوج ما نكون إليها.

فإلى المحبطين جميعا، وإلى الذين قرروا عدم التصويت، لا تترددوا في إعطاء الوطن إشراقة تفاؤل، من يدري لعل وعسى.

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء