ميتش والد إيمي واينهاوس: أخشى ألا تبقى إيمي حيّة بعد سنة!

نشر في 16-11-2008 | 00:00
آخر تحديث 16-11-2008 | 00:00

«شارفت المغنية ابنتي إيمي على الموت مرتين خلال الأشهر القليلة الماضية... كدت أفقدها... أتسألينني إن كانت إيمي تحب الحياة؟ لا أعلم... لا أعلم! تحسّنت قليلاً في الآونة الأخيرة». هكذا أجابني ميتش واينهاوس عندما سألته عن حالة ابنته المغنية إيمي واينهاوس الصحيّة.

أمضيت وقتاً طويلاً برفقته... إنه سائق سيارة أجرة لطيف وودود. التقيته خلال الفترة التي تتصدر فيها ابنته عناوين الصحف يومياً، إذ يذكر بعضها أن إيمي ترفض تسديد كلفة علاج زوجها، وتؤكد أخرى أنها تريد الطلاق. فيما تتحدث صحف عدة عن مهاجمتها مجدداً أحد المعجبين...

يحاول ميتش واينهاوس وشقيقته وزوجته الحالية وزوجته السابقة وابنه توحيد الجهود لإنقاذ إيمي. وبما أنه عاجز عن طلب المساعدة من أحد مخافة أن تتسرب هذه الأخبار إلى وسائل الإعلام، جنّد العائلة كلها للنضال في سبيل إنقاذ حياة إيمي والحفاظ على سلامتها. ولا يمكنه الاعتماد في هذه المهمة إلا على حدسه كأب.

لعل مشكلة ميتش الكبرى هي بلايك، زوج إيمي المدمن على المخدرات الذي أُطلق حديثاً من السجن وتوجه مباشرة إلى مركز لإعادة التأهيل. وتردّد الصحف الصفراء أخيراً أن إيمي تصر على رفضها تسديد كلفة هذا العلاج التي تُقدَّر بثلاثين ألف جنيه إسترليني شهرياً. وتشير الى أن إيمي تجاهلت إطلاق سراحه وراحت تحتفل بدل أن تهرع إليه...

يعتبر الوالد تجاهل إيمي لزوجها خطوة جيدة: «لم تتعاطَ إيمي المخدرات قبل أن تلتقي بلايك. كانت ابنتي جميلة. لا أعلم متى بدأت الأمور تسوء. يحملها زوجها على تعاطي المخدرات باستمرار. وكل ما يرغب به هو المال. يريد التحكّم في حياتها. ويشجعها على الانغماس أكثر في عالم المخدرات. أتتخيلين أنها تؤذي نفسها؟ فقد أخبرها بلايك أنها إذا قطعت معصميها، يساعدها الألم على التواصل بعمق مع روحها».

في هذه المسالة، قد لا نشعر بتعاطف كبير مع هذا الوالد العاجز. لا شك في أنه رجل بسيط وأب محب يحاول أن يفهم خفايا عالم الإدمان المعقد وخباياه، لكن، كما قلت له، أسباب الإدمان كثيرة، وفي حالة إيمي لا يقع اللوم على كاهل زوجها وحده...

أجاب ميتش: «نعم، فكرت في هذه المسألة مراراً. صحيح أن بلايك كان له أسوأ أثر في ابنتي، لكنه لم يرغمها على تناول المخدرات. لا شك في أنها تملك في داخلها ما دفعها إلى سلوك هذه الطريق. ظننت لفترة أن طلاقي من أمها هو السبب. كانت إيمي آنذاك في الحادية عشرة. إنها فتاة حساسة جداً. وربما لم تستطع تقبل هذا الواقع. فقد عانى ابني أيضاً من الكآبة. لعل طلاقنا أثر فيهما سلباً... لا أعلم».

ذكريات

فتح ميتش ألبوماً يحتوي صوراً للعائلة وأراني لقطات لإيمي وهي تتسلم جائزة موسيقية قبل أشهر قليلة. ولم يستطع تبرجها الغريب إخفاء فرحتها بوجود والدها إلى جانبها.

في الألبوم صور كثيرة لميتش وإيمي وصور أخرى له ولزوجته الحالية. عن الأخيرة قال ميتش: «ألم تعجبك زوجتي الشقراء؟ تحب إيمي كثيراً. تعرفها منذ كانت طفلة صغيرة. وتدرك أن علي تخصيص كامل وقتي كي أنقذ ابنتي...».

أما عن زوجته السابقة، فأوضح: «نحن الآن على وفاق، خصوصاً في المسائل التي تخص إيمي. وهي مستعدة للقيام بأي شيء لتنقذ ابنتي، لكنها ضعيفة وتعاني مرض التصلب المتعدد...».

شقيقة ميتش مدرّسة، وبحسب قوله، أن علاقته بها توطدت بسبب إيمي، أما ابنه «فقد صار أفضل حالاً الآن».

فتح ميتش ظرفاً آخر، وقال: «هذه صور من طفولة إيمي لم يرها أحد قبلاً. انظري إلى ابنتي الجميلة...». ثم توقف عن الكلام، وتابع قائلاً: «وانظري إلى ما حل بها». رأيت فتاة رقيقة عيناها كبيرتان. رحنا نتأمل الصور، وراودتنا الفكرة نفسها: بالنظر إلى هذه الصور الرائعة، هل توقع أحد أن هذا الصفاء لن يدوم؟ هل كان باستطاعة ميتش أو أي شخص آخر أن يمنع الوضع المأساوي الراهن؟

مرحلة صعبة

يمر ميتش بأوقات جيدة وأخرى سيئة، فيما تعيش ابنته أياماً سيئة وأخرى أسوأ. خلال الفترة الطويلة التي قضيناها معاً، راحت تتصل به كل بضع دقائق. وكلما رن هاتفه، أضاء وجهه وقال: «إنها هي». وبعد التكلم معها بفرح، أخبرني: «ما كانت لتتصل بي لو لم يدخل بلايك السجن. كان يتحكم في تصرفاتها كافة. حاول أن يقلّبها ضدنا. وطلب منها أن تمنعنا من سحب المال من حسابها المصرفي. ليست إيمي غنية بقدر ما يظن الناس. صحيح أن موهبتها تساوي الملايين، لكن صناعة الموسيقى لا تعود على المغني بالمال الوفير. علاوة على ذلك، ستحتاج ابنتي إلى المال الذي تملكه كله كي تتعافى من إدمانها. وسنبذل أنا ووالدتها قصارى جهدنا كي نحمي مالها».

يتابع ميتش: «بسبب بلايك وبسبب تأثيره السيئ لم تؤلف إيمي أغنية واحدة منذ مدة. وقد قلت لها: «لا بأس يا إيمي إذا لم تتمكني من الكتابة الآن. حاولي أن تتعافي أولاً». حتى مدير أعمالها لا يضغط عليها لتستأنف أعمالها، بل يريدها أن تشفى. وقد تحسنت أحوالها قليلاً... تختبئ منذ شهر في منزلها، وهي قابعة في سريرها في غرفة نومها حيث تشعر بالأمان.

أشار ميتش الى أن ابنته بدأت تخرج من غرفة نومها قليلاً إلى أرجاء المنزل، حتى إنها غادرته بضع مرات، مؤكداً أنها «تخلصت من إدمانها المخدرات القوية، مع أنها لا تزال تتعاطى المخدرات الخفيفة...».

وتابع ميتش موضحاً أنه لا يستطيع إرغام ابنته على الخضوع لعملية إعادة تأهيل أشد صرامة ما لم توافق هي على ذلك. فشعرت بضرورة تذكيره أن المدمن لا يستقر على حال واحدة، فإما يواصل محاربته الإدمان، أو يهزمه هذا الأخير. وأضفت قائلة إن حالة إيمي «تشبه حادث تحطم قطار». فأجابني: «نعم... لكن لمَ تحب وسائل الإعلام مشاهدة حوادث التحطم هذه؟».

فقدان الشهية

يخوض ميتش معارك عدة في وقت واحد. وكلها معارك حرجة سواء كانت تتعلق بصحة إيمي أو بزوجها. فقد أحيل بلايك إلى مصح. ومن المفترض أن يغادر في نهاية شهر ديسمبر (كانون الثاني) المقبل. وقبل حلول ذلك الموعد، على ميتش وعائلته الحرص على أن بلايك ما عاد مخولاً التصرف بأموال إيمي.

باشر ميتش العمل على الجانب القانوني من هذه المسألة. ويأمل أن تفي إيمي بوعدها وتطلّق زوجها: «هل تتخيلين أن أول ما قاله لوسائل الإعلام كان أنه يود تعريتها؟ أتتصورين رجلاً يتكلم بهذه الطريقة عن زوجته؟ عن ابنتي؟ لن أسامحه مطلقاً على التفوه بهذه الكلمات».

سألتُ ميتش إن كانت إيمي تعاني من مرض فقدان الشهية أو الشره. فرد بالإيجاب مستغرباً كيف علمت ذلك. فأوضحت أني أعرف تأثير هذين المرضين، وأدرك أنهما يصيبان الفتيات الطموحات البارعات اللواتي لا يردن أن ينضجن. وأخبرته أيضاً أن هؤلاء الفتيات يحاولن تجنب كل ما له علاقة بالأنوثة. فقال لي: «نعم، يسرني أنك تطرقت إلى هذا الموضوع. لا تريد إيمي التصرف بأنوثة. ويظهر ذلك من خلال إيذائها لنفسها وتعاملها مع المصورين وضربها المعجبين... لا تود ابنتي التصرف كامرأة».

ما الذي يأمله ميتش؟ «أرغب أن تنشئي مؤسسة أو موقعاً إلكترونياً للوالدين الذين يحاولون مثلي مساعدة أولادهم على التخلص من الإدمان. كثيرون حول العالم يواجهون هذه المشكلة. ويجهل معظم هؤلاء بمَن يتصلون ليحصلوا على المساعدة الطبية والقانونية. ولا يعرفون مع مَن يمكنهم مناقشة هذه المشكلة. كذلك لا يعلمون ما هي المؤشرات الأولى إلى أن ولدهم مدمن، أو ما السبيل إلى التخلص من هذه الآفة. وغالباً ما ينشغلون بلوم أنفسهم. إن لم أساعد ابنتي، فقد لا تبقى حية بعد سنة. لا أعلم... أبذل قصارى جهدي كي تبقى على قيد الحياة...».

رنّ الهاتف... كانت إيمي المتصلة، فعادت الابتسامة إلى وجه ميتش. وحاولت أن أروّح عنه، فسألته ما هي أعز أمنياته. أجابني: «إذا صرت مثالاً للآباء حول العالم، إذا ساعدت الناس وجنبتهم الألم الذي نعانيه، إذا أنقذت عائلة واحدة، فهذا كاف في نظري»... لكن هل ينجح في إنقاذ إيمي؟

back to top