ليس لدي أدنى شك في أن لعبة التدخل في العملية الانتخابية ستشتد قبيل يوم الاقتراع، وستكون الدوائر الثلاث الثالثة والرابعة والخامسة مسرحا للمواجهة، لتبقى ثقافة الناخب في النهاية هي من سيحسم الأمر.

Ad

تحالفات هنا، وانسحابات وتكتيكات هناك، رفعت من وتيرة الحديث عن التدخلات في العملية الانتخابية من قبل أطراف قد تكون حكومية أو غير حكومية، لكنها بالتأكيد لها مصالح سياسية أو شخصية، لإيصال مرشحين، أو إسقاط آخرين.

من خلال المعطيات والقراءات، وكذلك المواقف النيابية السابقة، أو الوجوه السياسية الجديدة التي بدأت تقتحم المعترك السياسي، بدا واضحاً أن الدائرتين الأولى والثانية بمعزل عن أي تدخلات لدعم مرشح وإسقاط آخر، ليس من باب صعوبة هذا الأمر، ولكن كون الأسماء المترشحة في الدائرتين لا تشكل خطورة على طموحات البعض، وليست من النوع المزعج والمناكف للسلطة التنفيذية.

على العكس من ذلك فإن الدوائر الثالثة والرابعة والخامسة، ستشهد معارك «كسر» بين عدد من مرشحيها من جه، ورموز التدخل في العملية الانتخابية من جهة أخرى، إذ بدأت ملامح تلك التدخلات تلوح في الأفق، سواء عن طريق تشكيل عدد من التحالفات، أو من خلال ما يقال عن المال السياسي الذي تسرب إلى تلك الدوائر.

أحمد السعدون وفيصل المسلم في الثالثة ومسلم البراك وضيف الله أبورمية في الرابعة، وخالد الطاحوس في الدائرة الخامسة، أسماء ستكون الحكومة أكثر سعادة من غيرها إذا سقطت في هذه الانتخابات، ولا أظن الحكومة والأطراف المستفيدة، ستكتفي بالتمني فقط، بل سيرميان بكل ثقلهما وأوراقهما لتحقيق هذا الهدف.

حرب الإشاعات وإنزال بعض المرشحين من مختلف التوجهات والمذاهب والأعراق في الدائرة الثالثة، موجهة بالدرجة الأولى ضد أحمد السعدون، وإثارة قضية الشيكات وتحريكها قضائيا في هذا التوقيت بالذات، الهدف منها رأس فيصل المسلم، أما إقامة التحالفات القبلية في الدائرة الرابعة، التي تدور شكوك حول رعايتها من بعض الأطراف، فالهدف منها حجز أصوات الأقليات القبلية التي كانت تذهب لمسلم البراك وضيف الله أبورمية عند كل عملية انتخابية.

على صعيد الدائرة الخامسة قد يكون الوضع مختلفا نوعا ما، كون المرشح خالد الطاحوس ينطلق من قاعدة قبيلته، لكن قوة القوائم في الدائرة قد تلعب دورا مساعدا لمن يسعى إلى إسقاط الطاحوس عبر اقتناص مقعده، ولعل حجم الإعلان الهائل لبعض المرشحين في الدائرة وهم من ذوي الإمكانات المحدودة، يحمل مؤشرا عن دعم قد تلقوه من أطراف هنا أو هناك، وعلى الرغم من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي أثرت على الجميع فإنها لم تؤثر على ما يبدو على بعض مرشحي الدائرة!!

عموما ليس لدي أدنى شك في أن لعبة التدخل في العملية الانتخابية ستشتد قبيل يوم الاقتراع، وستكون الدوائر الثلاث مسرحا للمواجهة، لتبقى ثقافة الناخب في النهاية هي من سيحسم الأمر، لكنني كنت ومازلت وسأظل، أراهن على السواد الأعظم من أبناء تلك الدوائر بالتصويت لمن يستحق الثقة ومن يحمل هموم الشعب ويسعى إلى الحفاظ على مكتسباته والدفاع عن حقوقه، لإيصالهم إلى قاعة عبدالله السالم، وحتى إن اشتدت الحملة عليهم في القادم من الأيام فإن لهم «ربا يحميهم».

 

 

كتاب الجريدة يردون على تعليقات القراء