أصدرت الفنانة اللبنانية ميريام فارس أخيراً ألبومها الثالث «ميريام بتقول إيه»، يتضمن باقة منوعة من الأغنيات تعكس مشاعرها الذاتية وتعلُّقها بالمحيطين بها، وهي تنتظر رد فعل الجمهور. ماذا تقول عن جديدها في هذا اللقاء؟ ما هي قصة أغنية «مش أنانية»؟
قصة الأغنية واقعية، حصلت مع صديقة لي، عشت معاناتها عن قرب وتأثرت بها الى حد بعيد، لكنها في النهاية انتصرت على العقبات التي وقفت في وجه إتمام زواجها وهي راهناً تستعد لدخول القفص الذهبي.
تأثرت بالأغنية الى درجة أنك بكيت خلال تصوير الكليب وظهر ذلك بوضوح على الشاشة!
صحيح، لأنني أتأثر كثيراً بمعاناة المحيطين بي سواء أهلي أو أصدقائي. في بعض الاحيان، أنسى نفسي وأنصرف الى الاهتمام بشوؤن الأشخاص الذين أحبهم. يعرف أهلي حساسيتي المفرطة، لذلك يحاولون قدر المستطاع إخفاء الأخبار السيئة عني.
ماذا تقولين عن عملك الثالث «ميريام بتقول ايه» ؟
يعكس هذا الألبوم النضوج الذي اكتسبته خلال مسيرتي الفنية مع إني ما زلت في بداية الطريق، ما قدمته الى الآن يشكل جزءاً يسيراً مما لدي من مخزون فني. أعتقد أن خطواتي تسير بشكل تصاعدي وهذه علامة ايجابية، بمعنى أنني أقدم في هذا الألبوم مرحلة مختلفة عن المراحل السابقة، أقول شيئاً مختلفاً لذاتي قبل الجمهور، من هنا أتت فكرة «ميريام بتقول ايه»؟
مع من تعاونت فيه؟
مع كبار الشعراء والملحنين في مصر ولبنان والخليج من أبرزهم: مصطفى مرسي، اكرام العاصي، مروان خوري، محمد رحيم، سمير صفير، تامر علي، هاني عبد الكريم، رولا فارس، مارك عبد النور.
ما هو شعورك بعد إشادة فنان العرب محمد عبده بالفن الذي تقدمينه؟
أعتبر هذه الشهادة تحدياً ومسؤولية، عليّ منذ الآن وصاعداً التأني في اختيار أغنياتي كي أبقى دائماً عند حسن ظن الفنانين الكبار مثل فنان العرب محمد عبده، تأخذ الكثير من تفكيري لأنني بحالة تحدٍّ مستمر مع الذات كي أطور نفسي وأحافظ على نجاحي الراهن الذي أعتبره مرحلة انتقالية نحو الأفضل.
أنت نجمة الشباب وسفيرتهم، ماذا يقلقك في حالهم؟
تقلقني مسألة البطالة التي يعاني منها الشباب العربي وتجعله عرضة للخيارات الخاطئة مثل الهجرة غير الشرعية. سمعت أخيراً أخباراً حول موت بعضهم في ظروف مأساوية مثل غرق السفن التي هربوا على متنها الى الخارج سعياً الى مستقبل أفضل فلاقوا حتفهم. أعتقد أن البطالة هي أساس الآفات الاجتماعية التي يعاني منها الشباب والزواج العرفي الذي بدأ ينتشر بين أوساط هؤلاء بشكل مخيف نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها العالم العربي.
هل تجدين نفسك أكثر نضوجاً من الفتيات اللواتي في سنِّك؟
ربما، لأن الفن والسفر والخبرة واللقاءات والتعرف الى عادات وتقاليد مجتمعات أخرى تجعلنا أكثر خبرة ووعياً. يعلِّم الفن الكثير، يجب أن يتسلح الإنسان بأمور كثيرة كي يستطيع السير في طريقه.
مثل؟
الإيمان، الإصرار، العزم، الطموح، الاجتهاد، السعي الى الأمام ورفض اليأس...
هل تؤدي عائلتك دوراً كبيراً في حياتك؟
علاقتي بعائلتي وثيقة جداً وشقيقتي رولا ترافقني كظلي.
هل تقلقين على مستقبلك الفني في ظل المنافسة الحادة التي تشهدها الساحة الفنية اليوم؟
طبعاً، القلق ظاهرة صحية في حياة الفنان يدفعه الى المزيد من الاجتهاد والبحث عن التميز، لذا أنا في سعي مستمر لتثبيت مكانتي الفنية في لبنان والعالم العربي.
اين هي المنافسة في قاموسك؟
هي الدافع الى المزيد من التقدم. لا أحب عبارة «أنافس نفسي» لأن الساحة الفنية طويلة وعريضة وتتسع للجميع، البقاء لمن يقدم فناً جميلاً وراقياً. المهم احترام المشاهد لأننا ندخل الى العائلات العربية من باب التلفزيون وهو أخطر جهاز، علينا أن نحترم من نزورهم في بيوتهم.
ما الذي يخيفك؟
أخاف على عائلتي من أن يصاب احد أفرادها بالسوء وعلى فني أيضاً. يبقى خوفي الأكبر على وطني مع أن رياح التفاؤل بدأت تهب من جديد مع بزوغ فجر الجمهورية الجديد.
ما هي آخر المواقف التي تأثرت بها كثيراً؟
عندما اضطررت الى السفر لإحياء إحدى الحفلات في اليوم نفسه الذي دخلت فيه والدتي الى المستشفى لإجراء عملية جراحية ولم يكن بالإمكان تأجيله. كانت التزاماتي تجاه الجمهور أكبر، خصوصاً أنني كنت مطمئنة لوجود شقيقتيّ رولا وجيهان الى جانبها.