الكويت استطاعت تحقيق مكاسب عدة خلال هذا الأسبوع، أهمها تأكيد مكانتها على المستويين العربي والعالمي، وتعزيز دورها كدولة مبادرة على الصعيد الإنساني، وراعية لجهود المصالحة والسلام، لكن الأهم من هذا كله، أنها كشفت للعالم عن الكنز الحقيقي الذي تمتلكه، وهو شبابها، وعلو قامتهم الوطنية.

Ad

كان الحدث الأبرز في الكويت طوال الأسبوع الجاري، القمة العربية الاقتصادية والتنموية والاجتماعية، كونها مناسبة أعادت البلاد إلى خارطة المساهمات العربية ومن خلفها الدولية، وهو الدور الذي تراجعت عنه الكويت كثيراً منذ كارثة الغزو العراقي الذي تعرضت له في أغسطس 1990.

قمة الكويت انتهت إلى اعتماد جملة مشاريع تنموية عربية، ستعود بالنفع على المواطن العربي، بما يضمن تحسين مستوى معيشته، إضافة إلى إطلاقها صندوقاً تنموياً يستهدف توفير الموارد المالية للمشاريع التنموية العربية، لكن الحدث الأبرز فيها كان المصالحة العربية-العربية، التي لم تكن لتتم دون تبني سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لها شخصيا وانغماسه في كل تفاصيلها، وهو رجل الدبلوماسية المحنك، ورعاية سموه بالتعاون مع الأطراف جميعها لخطوطها العريضة، لتعقد المصالحة التي طال انتظارها تحت سماء الكويت، في وقت كانت تمر فيه هذه العلاقات في أسوأ أحوالها.

القمة شارك فيها أكثر من 2500 ضيف، تنوعوا بين إعلاميين، واقتصاديين ورجال أعمال ومال، وفود رسمية، وأخرى غير رسمية، التقوا جميعهم على أرض الكويت، هذا الوطن الصغير الذي أثبت مجدداً قدرته على استيعاب جميع ألوان الطيف، والبشر من المشارب المختلفة، تأكيدا لمناخ حريته، وسماحة أهله.

الكويت بلاد العرب، نشأت وظلت وستبقى كذلك، متسامية على جراحها، ومبادرة لدعم العمل العربي والإنساني، وصاحبة موقف مبدئي، وراعية لجهود المصالحة والسلام، هذه بلادي التي أعرف، وهذا وطني الذي أفخر بالانتماء إليه.

كما لا يمكن الحديث عن القمة دون الوقوف على الدور الرائع والمشرف للشباب الكويتي، إناثا وذكورا، لإنجاح القمة العربية التي استضافتها بلادهم، فأينما وليت وجهك خلال الفعاليات والأنشطة المصاحبة للقمة وجدتهم أمامك، يقابلونك بابتسامة، ويحرصون على تلبية سؤالك، بمسؤولية وطنية عالية، بدءاً من المركز الإعلامي، ومرورا بالمنظمين، وانتهاء برجال الأمن، والعاملين في الوظائف المرتبطة بهذا الحدث.

الكويت استطاعت تحقيق مكاسب عدة خلال الأسبوع، أهمها تأكيد مكانتها على المستويين العربي والعالمي، وتعزيز دورها كدولة مبادرة على الصعيد الإنساني، وراعية لجهود المصالحة والسلام، لكن الأهم من هذا كله، أنها كشفت للعالم عن الكنز الحقيقي الذي تمتلكه، وهو شبابها، وعلو قامتهم الوطنية، حيث قدمتهم لزائريها على أنهم مخزونها للمستقبل، الذي من المحتم أنه سيكون أفضل حالاً على أيديهم.