وجهة نظر لعبة النجوم!

نشر في 11-07-2008
آخر تحديث 11-07-2008 | 00:00
 محمد بدر الدين

قدمت السينما المصرية، حديثاً، مجموعة من النجوم في فيلم الواحد، مثل: «ليلة البيبي دول»، «كباريه»، «على جنب يا أسطى»، وهي نماذج من سينما عام 2008. مر وقت طويل لم نر في السينما المصرية مثل هذه الأعمال التي يتراوح وجود النجوم فيها بين أدوار رئيسة محورية أو ظهور سريع أو في صورة «ضيف شرف».

في «ليلة البيبي دول» من إخراج عادل أديب، ظهر في أدوار رئيسة كل من نور الشريف، محمود عبد العزيز، ليلى علوي، سولاف فواخرجي وجمال سليمان، بينما ظهر محمود حميدة في دور عادي له تأثير محدود للغاية، يمكن لأي ممثل أن يؤديه، وظهرت غادة عبد الرازق في دور قصير، لكنه مشع ومؤثر. كان يمكن، من دون الإخلال بالعمل، حذف ظهور علا غانم في مشهد راقص والمغنية روبي في مشهد غنائي.

أما في «كباريه» من إخراج سامح عبد العزيز، ظهر ممثلون بعضهم نجوم وبعضهم أسماء لامعة، لكنهم كانوا جميعاً في مواقع مناسبة. يقدم سيناريو الفيلم بانوراما لأشخاص ونماذج بشرية تقاربت مساحات أدوارهم وتمتعت بالقدر نفسه من الأهمية، وهي الأدوار التي أداها صلاح عبد الله، ماجد الكدواني، جومانة مراد، دنيا سمير غانم، خالد الصاوي، أحمد بدير وفتحي عبد الوهاب.

في «على جنب يا أسطى» من إخراج سعيد حامد، كان البطل الرئيس أشرف عبد الباقي، وكان للنجمة الصاعدة أروى دور مؤثر، وللممثلة الكبيرة زيزي البدراوي أداء لافت يتسم بالحيوية، بينما ظهر في مشهد واحد سمير غانم وكذلك الفنان أحمد السقا وغيرهما.

الحق أن مثل تلك «الحالات الإنتاجية» لا تعد جديدة على السينما المصرية، نذكر تقاسم البطولة بين ثلاثة نجوم في فيلم «العار» إخراج علي عبد الخالق (نور الشريف، محمود عبد العزيز، حسين فهمي) إلى جانب نورا وأمينة رزق وغيرهم، كانت تجربة ناجحة ومشوِّقة وما زالت تستحوذ على اهتمام الجمهور.

كذلك من أشهر الأمثلة في تاريخ السينما المصرية، «غزل البنات» من إخراج أنور وجدي، و»لا أنام» من إخراج صلاح أبو سيف.

في «غزل البنات»، نذكر جميعاً نجيب الريحاني، ليلى مراد، سليمان نجيب، عبد الوارث عسر، أنور وجدي، مع ظهور خاص ومميز لا ينسى ليوسف وهبي ومثله لمحمد عبد الوهاب على الرغم من أنه لم يمثل وإنما أدى وأبدع غناء عذباً شجياً بدور لا ينسى أبداً.

في «لا أنام»، هذه الدراما السينمائية القوية المحكمة، عن رواية إحسان عبد القدوس، شاهدنا أدواراً كلها أساسية ومؤثرة لكل من: فاتن حمامة، مريم فخر الدين، هند رستم، يحيى شاهين، عمر الشريف، عماد حمدي... لم نشعر خلال الأحداث أن ظهور أي نجم من هؤلاء كان لمجرد استثمار اسمه ولمعانه، إنما بدا كل منهم ضرورياً وفي مكانه، وهو بالذات ما لم نلحظه أو نشعر به في بعض المحاولات الحديثة خصوصا في «ليلة البيبي دول».

تبدو كثرة النجوم أو الأسماء اللامعة في الفيلم الواحد بمثابة «هدية» من إنتاج سينمائي سخي إلى جمهوره، ومبعثاً للبهجة بالنسبة الى الأخير، ويتحقق ذلك أكثر كلما ابتعد الأمر عن «روح التجارة»، واقترب من تلبية ضرورات درامية.

المفارقة في السينما المصرية المعاصرة، هي وقوعها بين نقيضين: الإسراف في إظهار النجوم في الفيلم الواحد من منطلق التجارة وباب «الشطارة الإنتاجية»، لجلب المزيد من الأرباح تفوق ما أُغدق كأجور عليهم، وإنتاج الفيلم وتقديمه بمعظم مساحته لنجم واحد مثل محمد سعد، أو نجمة واحدة في مرحلة سابقة مثل نادية الجندي، فيما بقية الأدوار تبدو نماذج باهتة أو أشباحاً تائهة.

يظل المهم في أي فيلم، ليس النجوم أو عددهم، بل كيف أدى الفنان دوره.

back to top