يا جماعة تفاءلوا... فلقد حققنا إنجازا مهما يعوضنا عن خيبة الأمل والفشل في حل مشاكل البلد المزمنة مثل الفساد والإسكان والتعليم والصحة. لقد استطعنا وبكل فخر أن نرفع حظر «الفيفا» عن نشاطنا الكروي لمدة ستة أشهر حتى نشارك في كأس الخليج.
لم لا؟ فكأس الخليج أهم وأقوى من كأس آسيا وحتى من كأس العالم! فحسب علمي أن الأرجنتين والبرازيل وإيطاليا تقدمت بطلبات المشاركة في كأس الخليج، وحتى منتخب أستراليا انضم إلى اتحاد آسيا تمهيدا لطلب انضمامه إلى هذه الدورة!من المؤسف جدا أن نرى هذا الانجرار العاطفي وكأن كأس الخليج هي أم البطولات. فقد استطاعت قيادات الفشل الرياضي أن تبرمجنا عصبيا على تقبل أن يكون أقصى طموحنا هو المشاركة في كأس الخليج والمنافسة عليه... فلاحظوا جيدا معي أن عامة الناس فرحوا برفع الإيقاف للمشاركة في هذه البطولة بينما لم أجد أحداً يتحدث عن تصفيات كأس آسيا التي هي على الأبواب أيضا! ربما لأن الكل «غاسل إيده مقدما» من المنافسة على هذه البطولة.المشكلة أن الكل تقريبا لايزال ينظر إلى مشاركتنا بكأس الخليج كمشاركاتنا السابقة عندما كنا شيوخا على الهواة. أما الآن، فنصيحتي للجميع بأن يصحوا من نومهم وينظروا جيدا لمن هم حولنا... فكل المنتخبات الأخرى تضم محترفين، أما لاعبونا- وللأسف الشديد- مازالوا هواة وهمّهم الحصول على تفرغ من هنا وإجازة من هناك... رغم أني على قناعة تامة بأنهم سيكونون أفضل الموجودين في المنطقة لو كانوا محترفين. ولو قدر لمنتخبنا الفوز بالكأس أو المنافسة بقوة، فهو نتيجة للروح التي يتمتع بها اللاعبون وليس نتيجة لجهود قادة الفشل وأندية الخراب الذين دمروا الرياضة من بعد التحرير وحتى الآن. وخوفي كله أن يرتد حماس الجماهير للمشاركة في كأس الخليج سلبا بعد أن يعودوا إلى العيش على أرض الواقع.رفع الإيقاف للمرة الثانية يؤكد أن المسألة ليست قوانين صارمة يجب الانصياع لها، بل هي مسألة مزاج وعلاقات. فالإيقاف ورفعه تم بواسطة العلاقات والضغوط، و«الفيفا» ليست منظمة ملائكية حتى يصوِّر لنا البعض بأنه يجب أن نلغي سيادة الدولة لأن «زوير وعوير مو عاجبهم»، وهؤلاء حرَّضوا تلك المنظمات على قوانين البلد. وبعد تعبير سمو أمير البلاد قبل يومين عن تأييده لقوانين الإصلاح الرياضي المتمثلة في اختيار 14 عضوا للاتحاد، بات على أندية التكتل الانصياع للرغبة السامية والقوانين التي سنّها ممثلو الأمة لا المكابرة ومحاولة أن يصبحوا دولة داخل دولة.***بعد أن أشعلت «فيفا» سوق الاتصالات في الكويت عقب سنوات من الرسوم الظالمة والخدمات الباهظة، بات من الضروري على وزارة المواصلات السماح للمواطنين بالانتقال من شركة اتصالات إلى أخرى مع الاحتفاظ بأرقامهم الأصلية، مثلما هو معمول به في كثير من الدول، حتى يكون هناك منافسة حقيقية، لأن كثيرا من الناس لا يحبذون الانتقال من شركتهم الأصلية حتى لا يضطروا إلى تغيير أرقامهم وما يصاحب ذلك من همّ محاولة إخطار جميع معارفهم بالرقم الجديد.كما أتمنى أن تفرض وزارة المواصلات على شركات الاتصالات جميعها تزويد مشتركيها كلهم بكشوف تفصيلية شهرية عن جميع مكالماتهم، كما هو معمول به أيضا في كثير من الدول... على أن تُرسل تلك الكشوف إلكترونيا أو بالبريد حسب رغبة العميل.
مقالات
سنشارك في كأس الخليج... (So What)؟!
25-12-2008