يا سمو الرئيس من أجل دستور عبدالله السالم، ومن أجل أهل الكويت، ومن أجل مكتسباتنا، ومن أجل وطننا، ومن أجل أجيالنا القادمة، ومن أجلك أنت، اصعد يا سمو الرئيس واكسر هذا الحاجز، ليسجل لك التاريخ أنك أول من واجه، مواجهة الرجال للرجال، فأنت على قدر هذا الاستحقاق وكفؤ له.

Ad

منذ أول استجواب لُوِّح به لرئيس مجلس الوزراء، قلت إن المواجهة ولا غير المواجهة هي السبيل الوحيد للشيخ ناصر المحمد إذا ما أراد أن ينهي عقدة شبح الاستجواب الذي بات كالسيف المصلت على مستقبله السياسي.

آنذاك نصحت بعدم الاستكانة إلى التطمينات والوعود التي تصدر من هذا الطرف أو ذاك، خصوصاً ممن هم خارج السلطة، فالشيخ ناصر هو الوحيد الذي في الواجهة، وهو المساءل، وهو مَن يتحمل المسؤوليات أمام الأمة بحكم منصبه، وهو أكثر الناس معرفة بخصومه السياسيين داخل البرلمان وخارجه، يومها حذَّرت من خطورة تداعيات الدخول في صفقة أو تسوية لاستجواب النائب أحمد المليفي، لأن ذلك سيفتح أبواب الجحيم على الحكومة ورئيسها.

ما حذرت منه حصل، وعرف النواب «مفتاح» التأزيم وتسجيل البطولات: إنه استجواب رئيس الحكومة، فلو أن الشيخ ناصر واجه في البداية لكسر الحاجز وبات الأمر طبيعيا بعد ذلك، فالتأجيل وترحيل المواجهات يخدش الهيبة ويهز الثقة، خصوصاً أن المواجهة قادمة يوماً ما، فإذا تمت تسوية استجواب المليفي أو «حدس»، فإن ثمة نواباً وكتلاً إن أقدموا على الاستجواب فلا وجود للتراجع أو الصفقات في قاموسهم السياسي.

يقول المثل العامي «رمح تطعن به ولا رمح توعد به»، وهو مثل يختزل وضع رئيس الحكومة مع أداة الاستجواب الدستورية، لكن السياسي المحنك الذي يجيد قراءة الساحة جيداً يتعين عليه في البداية، على الأقل، أن يختار مواجهة الضعيف لأن رمحه لن يكون ماضياً وحاداً كرمح الفارس الذي يسن أداة استجوابه قريباً، حينها ستكون كلفة المواجهة إن تمت عالية جداً، هكذا كان يفعل عنترة بن شداد في معاركه، يضرب الضعيف ضربة يهتز لها قلب الشجاع.

قلت ياسمو الرئيس لإحدى الصحف الزميلة إن الرجال لا يترجلون في الأوقات الصعبة، ونحن نقول لك، الرجال وحدهم، وأنت أولهم، مَن يواجهون في الأزمات أيضاً، فأقدم يا سمو الرئيس، ولتصعد منصة الاستجواب، لأن ذلك فيه انتصار لك وللدستور وللأمة.

نعم يا سمو الرئيس من أجل دستور عبدالله السالم، ومن أجل أهل الكويت، ومن أجل مكتسباتنا، ومن أجل وطننا، ومن أجل أجيالنا القادمة، ومن أجلك أنت، اصعد يا سمو الرئيس واكسر هذا الحاجز، ليسجل لك التاريخ أنك أول من واجه، مواجهة الرجال للرجال، فأنت على قدر هذا الاستحقاق وكفؤ له.

سمو الرئيس... المنصب تكليف قبل أن يكون تشريفاً، وفي السياسة لكل شيء ثمن، فلا يمكن التمتع بعسل المنصب دون تحمل لسعات النحل.

* * *

المسمى «أبو شيخة» كتب يتهمني بالعنصرية، على كلٍ... أنا مواطن كويتي أُدْعى سعد العجمي، وهو بالنسبة لي هو، وما يكتبه مجرد سبعة أحرف متناثرة «أ ب و ش ي خ ة» غير معروفة الأصل والمنبت، والقاعدة تقول «المعلوم» لا يرد «مجهولاً».

* * *

مبروك للزميلة «الرؤية» ولرئيس تحريرها المبدع سعود السبيعي عيدها الأول.